مع انتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب الشيوعى الصينى خلال المؤتمر الوطنى السادس عشر للحزب الذى اختتم لتوه ، ذكرت مصادر عالية المستوى لوكالة انباء شينخوا ان الحزب باكمله من اعلى القادة الى الاعضاء العاديين ، بذل جهودا كبرى فى العامين الماضيين لضمان نجاح انتقال القيادة.
انتخب اكثر من 2100 مندوب لدى مؤتمر الحزب الذى استمر اسبوعا لجنة مركزية جديدة للحزب تضم 356 عضوا ، وكذا لجنة مركزية لفحص الانضباط تضم 121 عضوا فى الجلسة الختامية التى عقدت صباح اليوم. وجرت الاشادة بذلك باعتباره انتقالا ناجحا للقيادة المركزية للحزب من القديمة الى الجديدة .
وقال احد المسئولين الذين شاركوا فى هذا العمل ، انه بينما استمرت الانتخابات حوالى ساعتين فقط ، استغرق الحزب عاما ونصف العام فى الاعداد لها ، وخاصة عملية اختيار وتحديد المرشحين.
واضاف المسئول انه " منذ اوائل مارس عام 2001 ، عقد الامين العام للحزب جيانغ تسه مين اجتماعات للمكتب السياسى واللجنة الدائمة للمكتب السياسى فى مجمع الحكومة المركزية تشونغنانهاى لبحث ترتيبات الافراد للمؤتمر الوطنى السادس عشر للحزب وتحديد الخطوط العامة والمبادئ الاساسية."
ووفقا لهذه الخطوط العامة والمبادئ ، كان يتعين ان يتسم المؤهلون لعضوية اللجنة المركزية الجديدة للحزب واللجنة المركزية لفحص الانضباط بالولاء التام للماركسية ، والايمان الراسخ بالشيوعية والاشتراكية ذات الخصائص الصينية ، والالتزام الدائم بنظرية دنغ شياو بينغ ، والخط الاساسى للحزب ، وعقائده الاساسية ، والحفاظ طواعية بدرجة عالية من الاتساق مع اللجنة المركزية للحزب وفى القلب منها جيانغ تسه مين ، والقيام بدور نموذجى فى تنفيذ فكر التمثيلات الثلاثة الهام .
كما يجب ان يتمتع المرشحون المؤهلون بالكفاءة العالية والمسئولية فى العمل ، وان يتسموا بمستوى عال من الاخلاق والسمعة الطيبة داخل الحزب وخارجه.
وطالب كبار قادة الحزب ايضا بضرورة ان يكون للجنة المركزية الجديدة للحزب هيكل معقول من ناحية السن ، على ان تمثل الكوادر تحت 50 عاما ما لا يقل عن خمس اجمالى عدد أعضاء اللجنة ، حسبما ذكرته المصادر.
يذكر انه ذات مرة قال جيانغ الامين العام للحزب " يجب ان ننجح فى تقديم قيادة جديدة تحل محل القيادة القديمة. وانه فقط بعد اعداد خلفاء قادرين على جعل الحزب والشعب يشعرون بالاطمئنان ، يمكننا القول باننا اكملنا مهمتنا التاريخية."
وفى مايو عام 2001 ، بدأت رسميا عملية اختيار وفحص المرشحين للقيادة المركزية الجديدة للحزب ، بارسال 46 فريق فحص من جانب اللجنة المركزية للحزب الى 98 ادارة مركزية للحزب والحكومة ، و11 مؤسسة مالية تابعة للادارة المركزية ، و23 شركة كبرى مملوكة للدولة ، وجميع المقاطعات الواحد والثلاثين والمناطق ذاتية الحكم والبلديات الخاضعة للادارة المركزية.
كما ارسلت اللجنة العسكرية المركزية خمس فرق فحص لمختلف قيادات المناطق العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبى الصينى والوحدات المناظرة التابعة لقوات الشرطة المسلحة لاختيار المرشحين.
غطى اختيار المرشحين نطاقا واسعا الى حد كبير ، وتمت التوصية بقبول 30200 من كوادر الحزب فوق مستوى حاكم المحافظة او سكرتير الحزب بالمحافظة كمرشحين مبدئيين من خلال عملية ديمقراطية ، حسبما ذكرته المصادر.
ثم بدأت فرق الفحص المركزية عملية فحص دقيقة لمؤهلاتهم . والى جانب قراءة مواد التوصيات المكتوبة والتحقق منها ، رتبت فرق الفحص ايضا مقابلات فردية مع اكثر من 19200 من اعضاء الحزب للاستماع الى ارائهم بشأن هؤلاء المرشحين.
وبعد اكثر من 10 اشهر من العمل الشاق ، قدمت فرق الفحص قائمة تضم 462 مرشحا للجنة المركزية الجديدة ، و179 مرشحا للجنة المركزية لفحص الانضباط الى اللجنة المركزية للحزب. وخلال هذه الفترة عقد جيانغ تسه مين الامين العام للحزب ايضا 12 اجتماعا للجنة الدائمة للمكتب السياسى للحزب للاستماع الى تقارير من فرق الفحص واعطاء التعليمات فى حينها .
وقالت المصادر انه فى 31 من الشهر الماضى ، اقترحت اللجنة الدائمة للمكتب السياسى ، بعد مراعاة جميع الاعتبارات وحسب الحاجة العملية للعمل ، قائمة نهائية بالمرشحين. ثم اعيد مناقشة القائمة واقرارها فى جلسة مكتملة للمكتب السياسى فى 1 نوفمبر قبل تقديمها الى المؤتمر الوطنى السادس عشر للحزب لمناقشتها .
شملت القائمة 208 مرشحين للعضوية الكاملة للجنة المركزية و167 مرشحا للعضوية الاحتياطية للجنة و128 مرشحا لعضوية اللجنة المركزية لفحص الانضباط .
ونظرا لان عملية الانتخاب كانت منافسة متعددة المرشحين ، كان عدد المرشحين على القائمة المعروضة اكثر من العدد الفعلى بواقع 10 مرشح للعضوية الكاملة للجنة المركزية و9 مرشحين للعضوية الاحتياطية و7 لعضوية لجنة فحص الانضباط .
وقال احد مندوبى المؤتمر الوطنى للحزب قبل الادلاء بصوته ان " هذه خطة تم دراستها جيدا ، واننى أؤيدها."
وقال مندوب اخر " ان المرشحين فى القائمة هم اكثر تعليما واصغر سنا واكثر حيوية ، كما يتمتعون بالتأييد الجماهيرى . واعتقد ان دخولهم سيدفع بدماء جديدة الى اللجنة المركزية للحزب ، وسيساعد فى ضمان استمرارية قضية حزبنا ونجاحها الكبير."
ولدى اعلان نتيجة الانتخاب دوى التصفيق فى قاعة الشعب الكبرى ، حيث رحب المندوبون بتشكيل القيادة المركزية الجديدة للحزب الجديرة بالثقة.
وكالة أنباء شينخوا/14 نوفمبر 2002/
|