يتحدث حسين اسماعيل خببر اللغة العربية بمجلة "الصين اليوم " عن المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سيفتتح في 8 نوفمبر قائلا إنه يكتسب أهمية خاصة لعدة اعتبارات
أولها، أنه أول مؤتمر للحزب في القرن الحادي والعشرين.
ثانيها، أن هذا المؤتمر هو الذي يقرر القيادة الجديدة التي ستتولى غدارة دفة أمور الصين في السنوات العشر القادمة، ولهذا فإ ن العالم، وليس الصينيون فقط، يتابع باهتمام بالغ هذا المؤتمر ويترقب ما سينتهي إليه.
ثالثها، أن الصين شهدت منذ انعقاد المؤتمر الخامس عشر للحزب عددا من الأحداث الهامة في كافة المجالات، فالصين أصبحت أكبر بلد جاذب للاستثمار في العالم، متقدمة على الولايات المتحدة، وهذا له مغزى هام، حيث يعكس ثقة رأس المال في الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للصين، وتلك شهادة اعتراف عالمية بإدارة الحزب الشيوعي الجيدة لشئون البلاد. كما أن الصين انضمت في العام الماضي إلى منظمة التجارة العالمية وهو ما يعني انخراط الصين أكثر في الشئون الاقتصادية الدولية، كذلك استضافت الصين العديد من الفعاليات الدولية الهامة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي والعلمي والاجتماعي.
رابعها، أن المجتمع الصيني شهد تحولات هائلة خلال السنوات الخمس الفائتة، هذه التحولات كثير منها جيد ومنها أيضا ما هو غير طيب، والمؤتمر مطالب بالتعامل مع هذه التحولات التي طالت مفاهيم الصينيين القيمية وسلوكياتهم وأفكارهم وأسلوب حياتهم، وأشير هنا إلى أن أحد معاجم اللغة الصينية التي صدرت مؤخرا تضمن مئات المصطلحات الجديدة التي تعكس حجم التغير الذي طرأ على الصينيين. هناك تحسن ملحوظ في مستويات المعيشة بيد أن هناك أيضا تفاوتا متناميا في الدخول وفجوة في التنمية بين منطقة وأخرى، هناك أفكار جديدة قد لا تناسبها الصيغ التقليدية للعمل والمشاركة السياسية، هناك ظواهر اجتماعية جديدة تحتاج إلى دراستها وتحليلها بل وتوجيهها.
وقال إنه لا يفوتني بهذه المناسبة أن أشير إلى النجاح الذي حققه الحزب الشيوعي الصيني على الساحة الخارجية، حيث ترتبط الصين بعلاقات ودية مع كل دول العالم تقريبا، ومع الدول العربية بشكل خاص. كما أن الحزب في إدارته للسياسة الخارجية الصينية يتمسك بالدفاع عن الحق والعدل والحرية وقد قاد الحزب الصين خلال الاثنتين والخمسين سنة الماضية في تأييدها للحقوق المشروعة لكافة شعوب العالم ومنها الشعب العربي سواء في فلسطين أو غيرها، ولهذا ليس غريبا أن تجد الصين هذا الحب الجارف والتقدير الكبير من الشعوب العربية. وهو يتمنى أن يكون المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني معلما آخر على طريق النهضة الصينية وإضافة جديدة لبناء الصين دولة قوية متقدمة.
شبكة الصين/ 8 أكتوبر 2002/
|