تشنغ لوه سونغ .. عضو الحزب التي يحبها أبناء قريتها
كان هناك مشهد مثير في انتخاب مندوبي الدورة الجديدة لفرع قرية بينغنان للحزب ببلدة سانشيانغ في مدينة تشونغشان، مقاطعة قوانغدونغ: أرادت تشنغ لوه سونغ، أمينة فرع الحزب بالقرية، التي بلغت سن التقاعد أن تنسحب من منصب أمين حزب فرع القرية. لكن أبناء القرية ألحوا عليها في البقاء، وقال بعضهم إننا نريدها أن تبقى في لجنة القرية كمستشار ولو تقدم بها العمر حتى لا تستطيع الحركة. وقال بعضهم الآخر إنه لمن حسن حظنا أن تدير الأخت سونغ شؤوننا! وقال أحد أعضاء الحزب المسنين متأثرا إن الأخت سونغ افضل كادر رأيته!
تشنغ لوه سونغ كادر عادي في القرية، حاصلة على الشهادة الإعدادية، ملابسها بسيطة وملامحها عادية. قبل أن تتولى منصب أمين الحزب لفرع القرية، عملت محاسبة لمدة 32 عاما. علاقاتها مع الناس جيدة، وتعامل الناس بلطف، وتعالج الأمور بعدالة، لذلك يناديها كل أبناء القرية الأخت سونغ. لقد قادت أبناء قريتها في تغيير ملامح القرية المتخلفة في عدة سنوات. فحصلت على لقب "عضو الحزب الممتاز للمدينة" مرات، واختيرت ضمن 10 مواطنين ممتازين لمدينة تشونغشان الممتازين عام 2001.
قيادة أبناء القرية إلى تحقيق الحياة الميسورة
انتخبت تشنغ لوه سونغ أمينة لحزب فرع القرية عام 1997. لأنها عملت محاسبة عشرات السنين في القرية، تعرف الأحوال المالية للقرية معرفة جيدة. كان على القرية ديون كثيرة لأسباب مختلفة. ما العمل؟ كانت تقترب من سن التقاعد فمن المعقول ألا تهتم بهذا الوضع كثيرا، لكنها تحملت هذه المهمة الشاقة أمام ثقة الجماهير وفقا لمبدأ سعي أعضاء الحزب وراء تحقيق الخير للجماهير.
كان أول ما عملته تكوين الفرقة المالية لأبناء القرية، وإكمال نظام مراقبة الشؤون المالية وتنظيم الشؤون المالية للقرية. حيث استرجعت أكثر من 1000 مو من الأراضي المهملة المتنازل عنها وفقا لسياسة أراضي البلاد، ونشطت ممتلكات الأراضي للقرية وحلت مشكلة الأراضي التي احتاجت إليها التنمية الصناعية. ثم جمعت أموالا كثيرة بأسلوب التنازل عن بعض أراضي المنحدرات القليلة لسد الديون. ورممت الورش المهجورة في القرية وأكملت بناء عمارة المساكن للإيجار والبيع، مما حقق عوائد اقتصادية كبيرة، وأصبح لدى القرية بعض الأموال.
ففكرت في الإسراع بتطوير اقتصاد القرية، وكان لابد من تطوير الكيانات الاقتصادية للقرية لتربية "الدجاجة" للقرية جيدا، حتى يمكنها أن تضع بيضا ذهبيا. في نهاية 1998، تم تخطيط منطقة صناعية على مساحة من الأرض في القرية، فكان ذلك البداية لجذب الاستثمار بحجم كثير. وسرعان ما تحولت اتفاقية واتفاقية إلى بناية وبناية للورش، وأقيمت شركات في القرية. في عام 2000 دخل القرية 142 مليون يوان من الاستثمار الأجنبي، وأقامت أكثر من 60 شركة صناعية، وبلغ إجمالي الناتج الصناعي للقرية 78 مليون يوان.
لم يخرج اقتصاد قرية بينغنان من المأزق فقط في سنوات قصيرة، بل انفجرت القوة الحيوية الجبارة منها، حيث ازداد الدخل الجماعي بحجم كبير، وشهد مستوى حياة أبناء القرية تحسنا بصورة ملحوظة.
قلبها مع قلوب الجماهير، وسعادتها مساعدة الآخرين.
بعد تولي منصبها الحالي حققت سعادة بعد سعادة لأبناء القرية.
لا يزال أبناء القرية يتذكرون قريتهم الماضية: الشارع الضيق المفروش بالبلاط الحجري، أشعة مصابيح الشارع الضعيفة، الجداول والقنوات الوسخة، البيوت المتداعية.. ويرى الناس القرية الحالية: الشارع الأسمنتي الواسع، أشعة مصابيح الشارع المضيئة، البيئة المنتظمة والنظيفة، والعمارات العالية الجميلة.
التغيرات التي شهدتها القرية هائلة حقا! تعجب كل مواطنيها الذين سافروا إلى هونغ كونغ ومكاو من هذه التغيرات عندما زاروا أقرباءهم.
ربما كان يصعب على المسنين في القرية أن ينسوا الفرح والعجب عندما تمتعوا بالرعاية الاجتماعية للمسنين لأول مرة.. بعد أن تحسنت البيئة الاقتصادية للقرية، أقامت تشنغ لوه سونغ جمعية صندوق رعاية المسنين ليحصل المسنون على الضمان في شيخوختهم، وارتفع مبلغ الرعاية الاجتماعية لكل مسن من 30 يوانا إلى 50 يوانا. ثم يحصل كل مسن على 5 كغم من الأرز إلى جانب الكمية السابقة شهريا ابتداء من عام 2000. كلما حلت الأعياد تقدم المال والمساعدة للمسنين الأفراد بنفسها، بينما تعتني بهم دائما في الأيام العادية.
النزاهة والاستقامة، وعدم السعي وراء المصالح الخاصة
عملت تشنغ لوه سونغ كادرا قاعديا عشرات السنين، وتتمتع بالثقة العالية من قبل أبناء القرية. وقالت: عيون الجماهير ثاقبة. علينا أن نمثل المصالح الأساسية للجماهير الغفيرة عند تفكيرنا وأدائنا للأمور، لا يمكننا أن نحقق ولو قليلا من المصالح الخاصة مستفيدين من السلطة في أيدينا.
تذهب إلى العمل بعد توليها منصب أمين حزب القرية مشيا على القدمين يوميا، وقليلا ما تستخدم سيارة القرية إلا في أداء بعض الأمور الرسمية. في السنوات الأخيرة قامت بتفاوض حول كثير من المشروعات للقرية، لكن أبناءها وأقرباءها لم يستفيدوا من هذه المشروعات، ولم تدبر عملا حكوميا في القرية لأي من أقربائها أو أصدقائها. وذلك مثل ما قالت: أعمل كادرا لتحقيق مصالح الجماهير، ولم أفكر في يأخذ أفراد أسرتي وأقربائي وأصدقائي شيئا من المصالح الجماعية.
تهتم تشنغ لوه سونغ بالنزاهة والانضباط الذاتي في كل مقابلة لها مع التجار الأجانب، ولا تقبل أي هدية مالية منهم، ولم تبذر الأموال في ولائم استضافة التجار الأجانب، الأمر الذي أعجب كثيرا من التجار الأجانب وقالوا: نحن مطمئنين على الاستثمار هنا بفضل وجود هذه الكادر النزيهة المهتمة بالمصالح العامة.
شبكة الصين/ 17 سبتمبر 2002/
|