بصفته زعيم الجيل الثالث من قادة الحزب الشيوعي الصيني، يجسد جيانغ تسه مين المفهوم والاختيار الجديد للحزب الشيوعي الصيني في فترة تاريخية جديدة. ولد عام 1926، تلقى التعليم الممتاز، يتقن اللغتين الروسية والإنجليزية، تأثر كثيرا بالثقافة الصينية التقليدية. بعد فترة من تنمية البناء الاقتصادي، تحققت وفرة في معيشة أبناء الشعب الصيني المادية، وازدادت قوة الدولة الاقتصادية. في هذا الوضع تولي جيانغ تسه مين منصب قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وبؤرة اهتمامه كيف تتطور قضية الحزب الشيوعي الصيني بصورة سليمة ومتواصلة.
يولي جيانغ تسه مين اهتماما كبيرا لبناء أسلوب الحزب وتطوير ثقافته، سبب ذلك يعود إلى أن أفكار الصين ومفاهيمها الأخلاقية شهدت تغيرات بسبب الإصلاح والانفتاح الذي استمر سنوات طويلة والتنمية الاقتصادية، لا يمكن إنكار التأثيرات السلبية التي أتت بها التنمية الاقتصادية لمجال أخلاقيا وثقافيا. لم يواجه فقط جيانغ تسه مين الفيضان الخطير الذي لم تشهده الصين منذ مائة عام والذي حدث عام 1998، بل ما هو أخطر، الفساد داخل الحزب الذي يزداد مقت أبناء الشعب له يوما بعد يوم، الفراغ الروحي للجماهير. بالنسبة للحزب الذي يعود تاريخه إلى ثمانين عاما، أصبحت كيفية مواصلة القضية التي حققتها الأجيال السابقة مهمة ملحة وشاقة.
طرح جيانغ تسه مين نظرية "التمثيلات الثلاثة" وحكم البلاد بالأخلاق. يعني "التمثيلات الثلاثة" أن الحزب الشيوعي الصيني يمثل دائما طلب تنمية القوة الإنتاجية الأكثر تقدما في الصين، ويمثل دائما اتجاه تقدم الثقافة المتقدمة الصينية، ويمثل دائما المصلحة الجوهرية لأبناء الشعب بالصين. يمكن ملاحظة أن هذه النظرية توارثت المادية التاريخية للماركسية التي يقدرها الحزب الشيوعي الصيني دائما، حيث تؤكد أولا على القوة الإنتاجية المتقدمة، لأن الماركسيين يرون أن القوة الإنتاجية عنصر مقرر، وأساس مادي لتنمية الثقافة المتقدمة. كما يمكن رؤية ظل "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية" من عبارة "الثقافة المتقدمة الصينية"، الفرق بين دنغ شياو بينغ وجيانغ تسه مين هو أن الأول أكد على الاقتصاد بينما يؤكد الثاني على الثقافة، ذلك لأنهما في مرحلتين مختلفتين. يعتبر طرح "المصلحة العظمى للغالبية الساحقة من جماهير أبناء الشعب الصيني" نوعا من توارث المبادئ العامة للحزب في تاريخه، لأن الحزب الشيوعي الصيني يدعي أنه يمثل مصلحة أبناء الشعب دائما، طرح جيانغ تسه مين هذه النظرية في الفترة التي يزداد الاهتمام العالمي بحقوق الإنسان وتنمية الإنسان، الأمر الذي جعلنا نحس بأهميتها غير المسبوقة، كما أنها تعتبر تطورا للماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ.
الآن وفي مطلع القرن الجديد، والعولمة الاقتصادية، وأمام قلق الناس على توجه الأحادية الثقافية، تتحلى هذه النظرية التي طرحها جيانغ تسه مين للحزب الشيوعي الصيني بنظرة بعيدة وقوة عظيمة، لذلك يقدرها الحزب كله تقديرا عظيما. يمكن رؤية توارث الجيل الثالث من قادة الحزب الشيوعي الصيني أفكار الجيلين السابقين وتطويره لها، كما يمكن توقع أن القضية التي مارسها الحزب الشيوعي الصيني لمدة ثمانية عاما ستتطور باستمرار وتدهش العالم وهو يعمل وفقا لمبادئ النظرة البعيدة والجد في العمل وتوارث أفكار الأجيال السابقة وشق طريق جديد.
الصين اليوم
|