في فترة من الفترات، كان الصينيون يشتاقون إلى ماو تسي تونغ كثيرا معتقدين أن ماو تسي تونغ قدم لهم مجتمعا يمتلك كل فرد فيه نفس القدر من الثروة، لكن خلف ماو تسي تونغ، دنغ شياو بينغ حطم هذا الوضع كاملا. لأن دنغ شياو بينغ كان يقدر نظرية " ليس مهما ما إذا كان لون القط أبيض أو أسود، القط الممتاز هو الذي يمسك بالفأر"، أي السياسة البراجماتية. حيث رأى أن تحقيق الثراء لأبناء الشعب لن يتحقق بالنظريات الفارغة أو بالصراع بين الطبقات.
ولد دنغ شياو بينغ عام 1904 في محافظة قوانغآن بمقاطعة سيتشوان. سافر إلى فرنسا للدراسة والعمل معا عام 1920.تولى منصب رئيس سكرتارية اللجنة المركزية الحزب الشيوعي الصيني وعمره 23 عاما، أسقط مظلوما ثلاث مرات داخل الحزب، لكنه نهض بصبر ثلاث مرات أيضا، السبب في ذلك يعود أولا إلى أنه إنسان متفائل، قال هذا الرجل القصير القامة مرة: "أعصابي لا تتوتر ولو سقطت السماء، لأن أصحاب القامة الطويلة سيحملونها عني"، ويعود ثانيا إلى كفاءته، فقد وصفه ماو تسي تونغ بأنه "الكفء الذي يصعب علينا أن نجد له مثيلا".ويرىالصينيون أنه رجل عظيم لعب نفس الدور العظيم الذي لعبه صون يات صن وماو تسي تونغ في تاريخ الصين في القرن العشرين.
كان دنغ شياو بينغ واحدا من الدفعة الأولى من الشيوعيين الصينيين الشبان الذين سافروا إلى الغرب بحثا عن حقيقة تنقذ وطنهم. تجربته في فرنسا جعلته يدرك حقيقيا أن الماركسية وليدة للصناعة الكبيرة في التاريخ الحديث، وأن الشيوعية العلمية تمثل توجه تطور قوة الإنتاج الأكثر تقدما للبشرية. هذا الإدراك جعله يتوارث أفكار ماو تسي تونغ فكريا وعمليا ويطورها في عصر التغيرات الاجتماعية. ونظرية "بناء الصين بخصائص صينية" من نجاحاته النظرية البارزة. في نفس الوقت، أكد على أن العلوم والتكنولوجيا أول قوة إنتاجية، وأن المثقفين هم جزء من طبقة العمال.
يعتبر دنغ شياو بينغ زعيم الجيل الثاني من قادة الحزب الشيوعي الصيني، يسمى بـ"مهندس" الإصلاح والانفتاح الصيني، لأنه فتح باب الصين الذي أوصد عشرات السنين أمام الغرب، وحطم فكرة المساواة في توزيع الثروة الاجتماعية، ودعا إلى أن يحقق البعض الثراء أولا. و أشهر نظرياته هي طلب الحقيقة من الواقع، فكرته البراجماتية تركت تأثيرا كبيرا في الحزب الشيوعي الصيني. فأنهى الحزب الشيوعي الصيني تاريخ الصراع الطبقي، محولا اهتمامه إلى بناء التحديثات، فضل ذلك يعود إلى دنغ شياو بينغ.
الصين اليوم
|