تقع ولاية نوجيانغ في شمال مقاطعة يوننان الغربي، ويعيش فيها أبناء قومية ليسو ودونغشيانغ ونو وغيرها من الأقليات القومية، وهي تشتهر بثاني الأودية الكبرى في العالم. قبل تأسيس الصين الجديدة، كان الناس فيها يعيشون في المرحلة الأخيرة للمجتمع البدائي حيث سجلوا شؤونهم بعقد الحبل واتخذوا طريقة الزراعة بالسكين واستخدام النار الطبيعي. ومنذ الإصلاح والانفتاح كانت قواهم الإنتاجية ما زالت منخفضة ومستوى اقتصادهم متخلفا ومعيشتهم فقيرة إلى حد ما. يسكن أبناء قومية ليسو في قرية شوانغ كوي دي على سفح جبل منذ مدة طويلة، أما حقولهم فتقع على شاطئ نهر، فواجهتهم صعوبات كثيرة في الإنتاج والمعيشة. قدم هو شنغ تشونغ فكرة "الانتقال من قمة الجبل إلى أقدام الجبل" يعني انتقال الجماهير الذين يسكنون في المناطق الجبلية وشبه الجبلية إلى المنطقة على جانبي الطرق العامة وعلى شواطئ النهر.

ومن أجل كسب تأييد فكرته الرامية إلى انتقال القرويين إلى مكان آخر داخل القرية من قبل الدوائر الحكومية الأعلى، كان يتنقل يوما بعد يوم بين الولاية والمحافظة. وذات يوم من يونيو 1999، و بينما كانت السماء ترذ، قاد هو شنغ تشونغ السيارة إلى مكان الانتقال ليطلع عليه، فانقلب مع السيارة إلى الشاطئ الضحل بسبب تعبه الشديد. وحينذاك أصيب بجروح في مواقع عديدة من جسمه، فانكسر عظم إصبع قدمه بصورة شديدة. وكانت مياه النهر على وشك ابتلاعه. فتذكر قائلا: "عندما فكرت في أن مشكلة انتقال الجماهير لم تحل بعد، شعرت بأنني لا يمكن أن أموت هكذا، فخرجت بقوة من الزجاج الأمامي المكسور زاحفا. وما إن خرجت من السيارة حتى جرفت مياه النهر الجارفة السيارة."

بفضل جهوده الدؤوبة، بدأ تنفيذ مشروع "الانتقال من قمة الجبل إلى أقدام الجبل"، ولكن عندما دخل البناء إلى مرحلة حاسمة وقف المشروع بكامله بسبب نقص الأموال. فقرر هو شنغ تشونغ بحزم أن يبيع الطوب المجوف الذي يملكه هو نفسه و قيمته أكثر من 100 ألف يوان ليكون المبلغ دينا على الأهالي المحليين الذين هم في ضائقة مادية لبناء ديارهم الجديدة. فانتقل أكثر من 20 أسرة فلاحية إلى ديار جديدة مسرورين. لقد انتقل الآن 1146 شخصا من 212 أسرة من قرية شوانغ كوي دي إلى ديارهم الجديدة وبدأوا حياتهم الجديدة. تدعو القيادة العليا طريقة "الانتقال من قمة الجبل إلى أقدام الجبل" الناجحة داخل القرية في قرية شوانغ كوي دي بأنها "طريقة قرية شوانغ كوي دي" ويجري تعميمها في المحافظة كلها.

بعد تسوية مشكلة السكن، بدأ هو شنغ تشونغ يفكر في كيفية تطوير الإنتاج لحل مشكلة الغذاء للفلاحين. في عام 1995، وحسب وضع قرية شوانغ كوي دي قدم هو شنغ تشونغ فكرة تنمية القرية "باعتبار تعزيز قاعدة الزراعة لب الموضوع، وبناء المياه والكهرباء والطرق دليلا، باتخاذ رفع مواهب الفلاحين اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا مخرجا والتخلص من الفقر لتحقيق الاغتناء هدفا". فشجع الجماهير على "دراسة واستخدام العلوم"، كما تقدم غيره في البحوث الزراعية بالاعتماد على العلوم وقرر تعميم الزراعة بالعلوم والتكنولوجيا في جميع الحقول المائية بالقرية ومساحتها 1350مو ، بحيث ازداد حجم إنتاج الحبوب إلى حد كبير حتى تقدم معدل نصيب الفرد من الحبوب والدخل في قريته إلى صدارة مختلف القرى في المحافظة كلها. وحل 86٪ من القرويين مشكلة الكساء والغذاء بصورة أساسية. وقاد الجماهير في حفر 600ر12 متر من الترعة، مما أدى إلى تحسين أكثر من 400 مو من المساحة المروية، وحل مشكلة شرب الماء لأكثر من 500 شخص و1600 رأس من المواشي؛ ونظم الجماهير لجمع أموال بمبلغ 700ر14 يوان وكسب استثمار 80 ألف يوان من الهيئات المعنية، وبذلك تم تمديد 6600 متر من الخطوط الكهربائية مما أدى إلى حل مشكلة الإنارة لأكثر من ألف شخص من 12 جماعة فلاحية في القرية كلها… يشد كثير من القرويين المسنين يد هو شنغ تشونغ وهم ينظرون إلى حياتهم تتحسن يوما بعد يوم متأثرين فرحين.

في يناير هذا العام، بدأت حركة دراسة فكرة "التأكيدات الثلاثة" على مستوى القرى في ولاية نوجيان بصورة شاملة، فنظم هو شنغ تشونغ أعضاء الحزب وكوادر القرية لدراستها بجدية. كما رسم الخطة التنموية لقرية شوانغ كوي دي في السنوات الخمس المقبلة. قال إنه سيقود الجماهير في تربية 10 آلاف ماعز على قمة الجبل، وزراعة 10 آلاف مو من شجرة اللك على سفح الجبل، وتربية 10 آلاف خنزير على أقدام الجبل وبناء مؤسسة ريفية يصل رأس مالها إلى 10 ملايين يوان حتى يعيش أهل قريته حياة رغيدة حقيقية.

شبكة الصين/ 13 سبتمبر 2002/