ثقافة

اقتصاد

دوليات

محليات

تقرير صحفى : " الصين هى وطنى الثانى " -- مقابلة مع الفنان المصرى هبة عنايت

فى خريف عام 1956 جاء الى اكاديمية الفنون الجميلة المركزية الصينية شابان مصريان. الشاب وسيم ذو لحية , اما الشابة فشعرها قصير اجعد ولفتت عيناها الواسعتان انظار الناس هما هبة عنايت وزوجته تماضر تركى , العضوان فى اول بعثة مصرية موفدة الى الصين عقب اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وهما يعشقان الفنون الصينية ويرغبان بشدة فى التعرف على الثقافة الصينية العريقة والرسم الصينى المعاصر .

مرت 46 سنة سريعا كالسهم , وهذان الزوجان اللذان كانا فى ريعان الشباب قد خط الشيب رأسيهما. فى سبتمبر الجارى منحت جمعية الصداقة الصينية مع الدول الاجنبية الفنان هبة عنايت لقب "سفير الصداقة الشعبية " ليصبح بذلك اول مواطن عربى يحصل على هذا اللقب الذى يأتى تقديرا لعطائه المتميز على مدى قرابة خمسين عاما فى دفع مسيرة الصداقة والمودة بين الشعبين الصينى والمصرى .

وبين عامى 1956 و1961 كان الزوجان المصريان يدرسان الفنون الجميلة بالصين ويتعلمان من عدد كبير من كبار الرسامين الصينيين واحرزا تقدما مشجعا فى هذا المجال , ونالا درجة الماجستير .

قال الفنان هبة منفعلا فى مقابلة خاصة اجرتها معه مراسلة شينخوا " لقد زرنا كثيرا من الدول فى الخليج العربى واوروبا الغربية بعد مغادرتنا الصين ولكن لا تستطيع اية دولة من تلك الدول ان تجذب قلوبنا الا الصين بالذات. كلما طال فراقنا معها , اشتد شوقنا اليها . "

وفى اكثر من اربعين عاما ظل الفنان هبة يشتاق الى اصدقائه الصينيين ويتابع باهتمام التطورات الصينية. وقد انفعل بالسرور والابتهاج للمنجزات الصينية. ومنذ عام 1989 زار الفنان هبة الصين ست مرات. وقد ساعد على اقامة علاقات رسمية بين اللجنة المصرية للتضامن الافرواسيوى وجمعية الصداقة الصينية مع الدول الاجنبية وقدم مشاركة ايجابية فى انجاح الحوار الصينى العربى لاربع مرات. كما اقام الفنان هبة معرض صور فوتوغرافية ليقدم الى الشعب المصرى النجاحات التى احرزتها الصين خاصة التغيرات الكبرى التى شهدتها الصين بعد انتهاجها سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج . وفى سبتمبر الجارى اقام الفنان هبة بالاشتراك مع زوجته الفنانة تماضر معرضا يضم اكثر من 120 لوحة فنية فى العاصمة الصينية بكين ومدينة قوانغتشو / حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين / ليفتح امام الشعب الصينى نافذة لمعرفة مصر من جديد .

قال فنان صينى كان يدرس مع الفنان هبة وزوجته سويا فى الاكاديمية لشينخوا " سبق للفنان هبة ان شغل منصبا كبيرا فى وزارة الثقافة المصرية ولكنه لم يقل لنا عن ذلك وطلب منا ان نسميه هبة فقط . اعتقد ان ذلك يعود الى تواضعه. اما الفنانة تماضر التى تنحدر من عائلة ارستقراطية فهى لطيفة جدا وكانت تشاركنا دائما فى التعلم من الحياة الحقيقية والعمل الشاق . واذا جاء الى القاهرة رسامون ونحاتون صينيون يعرفونهما فهم سيلقون بالتأكيد استقبالا حارا منهما برغم انهما فى سن السبعين. ما انبل واعمق محبتهما الودية للثقافة الصينية وقضية الصداقة الشعبية بين البلدين الصين ومصر! اننا نقدرهما كل التقدير ! "

قال الفنان هبة لشينخوا بسرور انه كلما زار الصين وجد فيها تغيرات جديدة. ولكن مشاعر الصين الكريمة تجاه الشعوب العربية لم يتغير وما زالت الصين تعمل بجدية على حماية تقاليد فنونها الثقافية الفريدة , وظلت الاوساط الرسمية الصينية غنية بالكفاءات وتزداد ازدهارا ونماء .

ظل الفنان هبة يعمل بلا كلل وملل فى سبيل قضية الصداقة الشعبية بين الصين ومصر على مدى قرابة خمسين عاما. وكل ما فعل ينطلق من حبه العميق للصين. قال الفنان هبة مرارا وتكرارا :" الصين هى وطنى الثانى . "

وكالة أنباء شينخوا/ 12 سبتمبر 2002/