عندما دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق أخذتني تماثيل الباليه والصور الكبيرة للعروض المسرحية، أخذتني بعيدا، ووجدت نفسي في قصر فني يختصر المسافة بيني وبين العالم العربي كثيرا.
في حديثي مع مدير المعهد رياض عصمت قال إنه شاهد أوبرا بكين في بريطانيا والولايات المتحدة وفهم أهمية أوبرا بكين في المجال الفني، ورأى أنه من الضروري نقل أوبرا بكين إلى فناني الباليه والرقص السوريين، مشيرا إلى أنه ليس هناك فرصة لطلابه لدراسة فن أوبرا بكين. وقدم لي الطلاب في الصف الثاني من قسم المسرح والصف الأول من قسم الباليه. بعد مشاهدة بعض مشاهد أوبرا بكن على شريط فيديو وكذلك مسرحية "لؤلؤة على جسر هونغتشياو" التي أديت دورا رئيسيا فيها كان رد فعلهم طيبا للغاية، معجبين بالقدرة التعبيرية الكبيرة لأوبرا بكين وأعربوا عن إعجابهم بمهارات وفنون أوبرا بكين. سحر أوبرا بكين يجعل الناس من مختلف الثقافات واللغات يندمجون بعضهم مع بعض. بعد ذلك بأسبوعين، عرض طلابي بعض المشاهد لأوبرا بكين في إحدى الأمسيات للمهرجان المسرحي، بعد عرضهم قالت لي د. نجوى كاسب حسن إن عرض الطلاب لأوبرا بكين ترك انطباعا عميقا جدا لديها.
بعد ذلك قال لي الطلاب أكثر من مرة أن أمنيتهم أن يسافروا إلى الصين ليتعرفوا الثقافة الصينية ويتعلموا أوبرا بكين. انتهت مدة تدريسي وهي 5 أسابيع، وفي العرض الفني الاستعراضي حاز طلابي تصفيقا حارا، وأثنى عليهم المسؤولون في المعهد كثيرا. جاء وقت مغادرتي، قال لي الطلاب والدموع تترقرق في عيونهم: "ابقي عندنا يا أستاذة، ليس هنا أستاذة ممتازة مثلك، لا تتركينا!" "ستسافرين هذا العام، هل يمكنك أن تعودي إلينا في العام القادم لتواصلي تعليمنا؟" كانت الكلمات بسيطة، ولكن التعبيرات بالدموع، لا أنساها طول حياتي. ماذا جعل فراقي يعز على هؤلاء الطلاب العرب؟ إنه جاذبية أوبرا بكين! حيث كسرت العائق اللغوي وخلفية الثقافات المختلفة وحقق التواصل بين القلوب.
شبكة الصين / 10 يوليو 2002 /