بروكسل 14 ديسمبر /شينخوا/ صرح السفير الصينى لدى الاتحاد الاوروبى قوان تشنغ يوان ان الصين قد عمقت علاقتها مع الاتحاد الاوروبى, الذى يعد اكبر شريك تجارى لها, فى عام 2006, مع تمكن كبار القادة الاتصال بنظرائهم فى اى وقت.

وقال قوان فى مقابلة اجراها مع وكالة انباء الصين الجديدة //شينخوا// مؤخرا "بإيجاز, الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الاوروبى قد شهدت تعميقا وتوسيعا فى العام الماضى, وتبنى كلا الجانبين نهجا عمليا لتعزيز التعاون فى مختلف المجالات, مما ادى الى نتائج هامة".

وعلى المستوى السياسى, تبادلت الصين والاتحاد الاوروبى الزيارات رفيعة المستوى بشكل مكثف, وفقا لما ذكر قوان.

وفى سبتمبر الماضى, قام رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو بزيارة لفنلندا وبريطانيا والمانيا لدى حضوره القمة الصينية-الاوروبية التاسعة, التى عقدت فى العاصمة الفنلندية, هلسنكى.

وزار عدد من الزعماء الاوروبيين, بما فيهم الرئيس الفرنسى جاك شيراك, والمستشارة الالمانية انجيلا مركيل, ورئيس الوزراء الايطالى رومانو برودى, الصين فى عام 2006. وقام نصف مفوضى الاتحاد الاوروبى بزيارة الصين هذا العام, وواصل نواب الوزراء من كلا الجانبين حوارهم السياسى فى يونيو الماضى.

واوضح السفير "ان الحوار لم يقتصر على العلاقات الثنائية, بل غطى نطاقا واسعا من الموضوعات يشمل القضايا الدولية والاقليمية".

واشار قوان الى ان عملية التنسيق والاتصالات كانت "سلسة جدا" حول بعض القضايا الساخنة مثل البرنامج النووى الايرانى والقضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية بالاضافة الى اصلاح الامم المتحدة.

وكشف السفير ان كبار القادة من كلا الجانبين قد تبادلوا المعلومات والافكار عبر الهواتف او الرسائل.

وقال قوان "اذا اقتضى الامر, نتمكن من الاتصال هاتفيا فى اى وقت", مشيرا على سبيل المثال الى اتصال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبى خافيير سولانا اثناء وجوده على متن طائرة بوزير الخارجية الصينى لى تشاو شينغ.

وفى المجال التجارى الثنائى, قال السفير انه من المتوقع ان يتجاوز حجم التجارة فى العام الجارى 250 مليار دولار امريكى, اذ انه قد وصل بالفعل الى 218.9 مليار دولار امريكى خلال الاشهر الـ10 الاولى.

وقال قوان "ان مثل هذا المعدل السريع ادهشنا, كما تجاوز توقعات الاتحاد الاوروبى". وظل الاتحاد الاوروبى الشريك التجارى الاول للصين التى لا تزال الشريك التجارى الثانى للاتحاد الاوروبى.

واشار الى ان الاستثمارات قوية. ويستثمر رجال الاعمال من الاتحاد الاوروبى حتى الآن فى اكثر من 40 الف شركة فى بر الصين الرئيسى اذ بلغت قيمة الاستثمارات الفعلية اكثر من 50 مليار دولار امريكى.

الا ان قوان اعترف بوجود النزاعات بين الاتحاد الاوروبى والصين حول قرار الاتحاد الاوروبى بفرض رسوم مكافحة الاغراق على الأحذية الصينية العام الجارى.

وصوتت الدول الاعضاء فى الاتحاد الاوروبى بـ"لا" حول مقترح قدمه المفوض التجارى للاتحاد الاوروبى بيتر ماندلسن بفرض رسوم اشد صرامة, وتمت الموافقة على مقترح "الخصم" بفارق ضئيل بتأييد 13 صوتا مقابل 12 صوتا معارضا.

واشار قوان الى انه " ينبغى لكل من الاتحاد الاوروبى والصين التعامل مع القضية التجارية بصورة ملائمة من منظور استراتيجي طويل الامد".

وصرح بأن التعاون الاقتصادى بين الصين والاتحاد الاوروبى لديه امكانات كبيرة ويكمل كل منهما الآخر, مشددا على ضرورة ان يكون السعى نحو النفع المتبادل مبدأ اساسيا لدى تناول النزاعات التجارية.

وحول التعاون فى مجالى العلوم والتكنولوجيا, قال قوان انه تم تحقيق تقدم فى نظام جاليليو الاوروبى لتحديد المواقع الارضية حول العالم ومشروع طاقة الاندماج للمفاعل النووى الحرارى التجريبى.

واكد السفير على اهمية الدبلوماسية بين البرلمان الاوروبى والجانب الصينى.

ففى عام 2006, زار اكثر من 70 عضوا من البرلمان الاوروبى الصين. وفى يوليو الماضى, زار رئيس البرلمان الاوروبى جوزيف بوريل, الصين, الامر الذى يعد اول زيارة يقوم بها رئيس البرلمان الاوروبى للصين منذ 13 عاما.

وبعد عودته من الصين, انتقد بوريل ما يطلق عليه "تهديد الصين", قائلا ان الصين "اسد ناهض" لكن اوروبا "ليس لديها سبب للخوف" .

وكنقطة بارزة فى العلاقات بين الاتحاد الاوروبى والصين فى عام 2006, اتفق الجانبان فى سبتمبر الماضى على اطلاق المحادثات المتعلقة باتفاق اطار الجيل الجديد, الذى يهدف الى تجديد الاتفاق التجارى الحالى الذى تم التوقيع عليه فى عام 1985.

واوضح قوان ان "ذلك يرمز الى ان العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبى دخلت مرحلة جديدة وانها اعطت قوة دفع جديدة وحيوية للعلاقات الثنائية".

يذكر ان مفوضة الاتحاد الاوروبى للعلاقات الخارجية بينيتا فريرو-فالدنر ستزور الصين فى اواسط يناير المقبل لتبدأ بشكل رسمى المحادثات حول الاتفاق او اتفاق الشراكة والتعاون, حسب تعبير الاتحاد الاوروبى.

واضاف قوان "اننا نقوم بعمل الاستعدادات الفنية ذات الصلة ونجرى الاتصالات مكثفة مع الاتحاد الاوروبى".