بكين 14 ديسمبر / شينخوا / اكدت نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني وو يي اليوم الخميس على ان الصين ستلتزم بطريق التنمية السلمية.
وقالت وو في خطابها الرئيسي الذي القته صباح اليوم في افتتاح الحوار الاقتصادي الاستراتيجي الاول بين الصين والولايات المتحدة " ان خيار الشعب الصيني باتباع طريق التنمية السلمية يعد قرارا حكيما يرتكز على اساس الثقافة التقليدية الصينية والتاريخ المؤلم وانجازات الصين الضخمة في المرحلة الحالية ".
واشارت الى ان الصين تعتبر بلد حضارة عريقة تفخر بخمسة آلاف سنة من التاريخ الحافل بتقاليد واعراف البحث عن التكامل المتبادل والتكيف والاندماج مع الحضارات الخارجية.
واضافت " في تاريخ تفاعل الصين مع العالم الخارجي ركزت الصين بثبات على مساعدة جيرانها في نفس الوقت الذي تتبعت فيه طريق الانسجام والتناغم من خلال احترام الاختلافات والفروقات ".
واردفت وو يى " مثل هذا الموروث الثقافي قرر بأن صين اليوم لا محالة لها ان تختار طريق التنمية السلمية لتدعم استمرار التاريخ بالاضافة الى وضع نفسها وسط تيارات السلام والتنمية في البيئة العالمية ".
وفي استعراضها لاحداث التاريخ ابتداء من حرب الافيون, والحرب الصينية - اليابانية الاولى في اعقاب ثمانينات القرن التاسع عشر, وحرب الصين ضد الغزو الاجنبي عام 1900 الى حرب العدوان الياباني على الصين في ثلاثينات القرن الماضي, قالت وو ان الصين تعرضت الى عدوان القوات الكبرى في ذلك الحين في الشرق والغرب والى نهبها الاقتصادي البربري الوحشي, مضيفة بأن " هذا بالاضافة الى الفساد الاقطاعي وسنوات من الصراع المدني المتوالي والبلبلة والاضطراب أدى الى فقدان سيادة الصين واستقلالها والى المعاناة الرهيبة لشعبها وسقوط قوتها الوطنية وبقاء مواطنيها بالكاد على قيد الحياة ".
وأوضحت بأن " مثل هذه التجربة التاريخية شكلت سيكولوجية الشعب الصيني في بحثنا عن السلام والامل في الاستقرار والوحدة والتمسك باعتقادنا في تتبع طريق التنمية السلمية ".
ولفتت وو يى الى انه بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949 قام الشعب الصيني بدراسة مضنية في مضمار التنمية, وبدءا من العام 1978 انطلقت الصين في رحلة جديدة من التحول من الاقتصاد المخطط الى اقتصاد السوق ومن الانعزال الى الانفتاح ومن البقاء الذاتي المحصور الى التكامل والاندماج في العولمة, مستطردة القول انه " باتباع طريق بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في صورة مستقلة ومعتمدة على الذات, حققنا انجازات رائعة لفتت انتباه العالم ".
وتابعت " اثبتت التجربة انه من الصواب الالتزام بطريق التنمية السلمية لانها تتواءم مع الواقع الصيني واتجاه العصر, وستستمر الصين في السير على هذا الطريق وصولا الى التنمية السلمية ".
تجدر الاشارة الى ان هذا الحوار الرفيع المستوى الذي يستمر يومين يعد واحدا من بين عدة آليات للحوار والتشاور الصيني - الامريكي الهادف الى دراسة القضايا والمسائل الاستراتيجية طويلة المدى في التجارة الثنائية.
وقد اعربت وو عن املها في ان يمكن هذا الحوار الجانب الامريكي من امتلاك منظور شامل نسبيا ونظامي حول الصين ويؤدي الى معرفة افضل لها بغية تعزيز الفهم والثقة المتبادلين.
شبكة الصين /15 ديسمبر 2006/