بكين 12 ديسمبر / شينخوا / يوافق عام 2006 اليوبيل الذهبى لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية. وبفضل الجهود الملموسة من كلا الجانبين, واصلت العلاقات الثنائية تطورها المستقر وتعمق التفاهم والصداقة بين شعبى الصين والعرب.
الصين والعرب اصحاب تاريخ طويل وحضارات عريقة. وقد بدأت الاتصالات والتبادلات بينهما منذ القرن الثانى قبل الميلاد. وان العلاقات الصينية - العربية قد فتحت صفحة جديدة منذ خمسين عاما عندما التقت سويا فى التيار التاريخى للتحرر الوطنى والتنمية.
ان يوم 30 مايو عام 1956 هو يوم غير عادى فى تاريخ العلاقات الصينية - العربية. ففى هذا اليوم, وعلى اساس روح مؤتمر باندونغ العظيمة, اقيمت العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية رسميا. وذلك بفضل الجهود الدؤوبة المبذولة من الجيل القديم لقادة البلدين, وعلى رأسهم الرئيس الصينى الراحل ماو تسه دونغ ورئيس مجلس الدولة الصينى الراحل تشو آن لاى والرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر.ان مصر دولة كبرى هامة فى العالم العربى. وان اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ليست فقط تعد نقطة الانطلاق للتبادل الودى بينهما فى مرحلة جديدة فحسب, بل هى ايضا تمثل نقطة تحول فى تاريخ علاقات الصين الجديدة مع الدول العربية.
ان الصين والدول العربية تشتركان فى وجهات نظر متطابقة او متماثلة ازاء مختلف القضايا الدولية الهامة, وكذا فى الاهداف المشتركة وفى الالتزام بحماية السيادة الوطنية وتنمية الاقتصاد الوطنى وتعزيز ديمقراطية العلاقات الدولية. ان التعاون الصينى - العربى فى مواجهة التحديات المشتركة يخدم مصالحها وشعوبها, وهو امر له اهميته الحيوية فى تدعيم العلاقات بين الجنوب والجنوب وتسهيل الحوار بين الحضارات والثقافات واقامة عالم متناغم.
يتمثل مفتاح التنمية المطردة للعلاقات الصينية- العربية فى الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والمساعدة المتبادلة والتعزيز المشترك لهذه العلاقات. ففى عام 2004, وخلال زيارة الرئيس الصينى هو جين تاو لمصر, تم اطلاق منتدى التعاون الصينى - العربى فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة, والذى يعتبر منبرا جديدا لتطوير العلاقات الصينية - العربية.
لقد حقق التعاون الودى الصينى - العربى نتائج مثمرة كثيرة فى الوقت الذى يتزايد فيه توثق العلاقات السياسية بين الصين والدول العربية ويتدعم التعاون الثنائى بثبات فى النواحى الاقتصادية والثقافية والتعليمية. ان الصين والدول العربية قد اتفقت على مواصلة جهودها المشتركة لصون السلم والامن العالميين وتدعيم التبادلات الودية على كل المستويات وتعميق التعاون الاقتصادى الثنائى وتسهيل الحوار بين الحضارات.
ان العلاقات الودية بين الصين والدول العربية قد نمت بصورة ثابتة ووصلت الصداقة والتعاون بينهما فى الوقت الراهن الى مستوى غير مسبوق وحققت فوائد ملموسة لابناء الصين والدول العربية. انه ثبت فى الماضى كما سيثبت فى المستقبل ان الصين والدول العربية صديقان جديران بالثقة وشريكان جيدان بينهما تعاون صادق.
ان خمسين سنة فى عمر الزمن ليست سوى طرفة عين, لكن الخمسين سنة المنصرمة شهدت مسيرة باهرة لا تمحى من الذاكرة لتطور الصداقة العميقة بين الصين والدول العربية من خلال تبادل مشاعر التعاطف والتأييد المشترك من اجل تحقيق التنمية المشتركة. انها ستكون بلا شك نقطة انطلاق جديدة وتتجه نحو مستقبل افضل.
شبكة الصين / 12 ديسمبر 2006 /