بروكسل 10 ديسمبر /شينخوا/ تبذل الصين والاتحاد الاوروبى جهودا للتوصل الى اتفاقية جديدة تهدف الى ترسيخ شراكتهما الاستيراتيجية فى اطار قانونى فى ظل علاقات سياسية واقتصادية قوية للغاية.
اعلان محادثات اتفاقية الشراكة والتعاون
اعلن رئيس الوزراء الصينى ون جيا باو ومسؤولو الاتحاد الاوروبى رسميا يوم 9 سبتمبر خلال القمة الـ9 للاتحاد الاوروبى-الصين فى هلسينكى, ان الصين والاتحاد الاوروبى قد اتفقا على اطلاق مفاوضات بشأن اتفاق اطارى يشمل نطاق علاقاتهما الثنائية بأسرها.
وسيعكس الاتفاق الإطارى الجديد, او اتفاقية الشراكة والتعاون حسب تعبير الاتحاد الاوروبى, "المستوى الافقى والرأسى" الكامل للشراكة الاستيراتيجية الشاملة الحالية بين الاتحاد الاوروبى والصين, وفقا لما ذكر رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو فى القمة.
وسيحدث الاتفاق الإطارى الجديد اتفاقية التعاون التجارى والاقتصادى التى توصلت اليها الصين مع المجموعة الاقتصادية الاوروبية, الكيان الذى سبق تأسيس الاتحاد الاوروبى, عام 1985.
وصرح السفير الصينى لدى الاتحاد الاوروبى, قوان تشنغ يوان, لوكالة انباء الصين الجديدة /شينخوا/ فى مقابلة صحفية جرت مؤخرا بأن "هذا يرمز الى ان علاقات الصين- الاتحاد الاوروبى دخلت مرحلة جديدة وانها اعطت قوة دافعة نشطة للعلاقات الثنائية."
واشادت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر بذلك ووصفته بأنه "اختراق هام".
وقالت فيريرو-فالدنير ان الاطار القانونى الحالى لعلاقات الاتحاد الاوروبى-الصين هى "اتفاقية تجارية" وقد فشلت فى ان تعكس حقيقة علاقات الاتحاد الاوروبى-الصين الحالية.
واضافت ان علاقات الاتحاد الاوروبى-الصين "اوسع كثيرا" الآن, مشيرة الى ان العلاقات الثنائية شملت حوارات كثيرة فى مجالات السياسة والتجارة والطاقة والتعليم وتغير المناخ.
وقالت المفوضة "لذلك, فإن اتفاقية الشراكة الجديدة ستعكس مدى اتساع علاقاتنا مع الصين بشكل فعلى."
وقال قوان ان انطلاق المحادثات يدلل على نضج العلاقات بين الصين والكتلة المكونة من 25 عضوا بشكل شامل.
تعزيز العلاقات السياسية
وشهد عام 2006 زيارات كثيرة رفيعة المستوى متبادلة بين قادة الصين والاتحاد الاوروبي.
وزار ون خلال جولته لحضور قمة الصين والاتحاد الاوروبي في سبتمبر كلا من بريطانيا والمانيا.
وقام عدد كبير من الزعماء الاوروبيين بزيارة الصين في عام 2006, من بينهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي بالاضافة الى كثير من مفوضى مقار الاتحاد الاوروبي.
وزار رئيس البرلمان الاوروبي جوزيف بوريل فونتيليس الصين في يوليو, وهى اول زيارة يقوم بها مسؤول كبير بالبرلمان الاوروبي للصين منذ 13 عاما.
وقام فونتيلس بعد ذلك بتفنيد نظرية " تهديد الصين" في مقالة كتبها, مشيرا الى انه ليس هناك سبب للاوروبيين ليشعروا بانهم يواجهون تهديدا من الصين الناهضة.
وفي نفس الوقت, استمر الحوار الاستراتيجي على مستوى نواب الوزراء بين الصين والاتحاد الاوروبي في عام 2006.
وبالاضافة الى ذلك, اجرت الصين والاتحاد الاوروبي تنسيقا وتشاورا متكررا ومثمرا للغاية بشأن القضايا الدولية وبخاصة البرنامج النووي الايراني.
ارتفاع التجارة بالرغم من النزاعات حول الاحذية
استمرت التجارة الثنائية في زيادة خلال عام 2006. وظل الاتحاد الاوروبي الشريك التجاري الاول للصين في حين بقيت الصين ثانى اكبر شريك تجاري للاتحاد الاوروبي.
وبلغ حجم التجارة الثنائية 218.9 مليار دولار امريكي في الفترة بين يناير واكتوبر, ومن المتوقع ان تتجاوز 250 مليار دولار امريكي للعام بأكمله.
وقال قوان "هذا المعدل السريع قد فاجأنا. وكان ايضا خارج توقعات الاتحاد الاوروبي".
وتجاوزت استثمارات الاتحاد الاوروبي في السوق الصينية حتى الآن 50 مليار دولار امريكي.
يذكر ان لاتحاد الاوروبي قد فرض ضرائب مكافحة اغراق على الاحذية الصينية هذا العام, الامر الذي لم يثر نزاعا مع الصين فحسب, بل واجه معارضة داخلية ايضا.
وقد صوتت الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي ضد اقتراح المفوض التجاري للاتحاد بيتر ماندلسون حول فرض ضرائب عقابية وتم تمرير اقتراح "الخصم" بهامش ضئيل ب13 مقابل 12.
واضاف قوان "يتعين على الصين والاتحاد الاوروبي معالجة القضية التجارية بصورة مناسبة انطلاقا من منظور استراتيجي بعيد الامد".
وذكر ان التعاون الاقتصادي بين الصين والاتحاد الاوروبي لديه امكانات كبيرة ويكمل بعضهما الآخر, مشيرا الى ان السعي الى المنفعة المتبادلة يجب ان يصبح مبدءا اساسيا لمعالجة الخلافات التجارية.
ورقة سياسة تحدد طبيعة اتفاقية الشراكة والتعاون
وتبنت المفوضية الاوروبية ورقة سياسة فى اكتوبر الماضى حول علاقاتها مع الصين, متعهدة بمواصلة السعى الى "الارتباط" و"الشراكة" مع الصين.
وتعد ورقة السياسة, التى حملت عنوان "الاتحاد الاوروبى-الصين: شريكان وثيقان ومسؤوليات متنامية", السادسة من نوعها التى تصدرها المفوضية الاوروبية, والاولى من نوعها التى تتبناها المفوضية الاوروبية الحالية.
وذكرت الورقة ان الصين قد اصبحت رابع اكبر اقتصاد فى العالم وثالث اكبر دولة مصدرة, وصارت كذلك قوة سياسية تزداد اهميتها.
وقالت فيريرو-فالدنير "ان الرسالة الجوهرية التى نريد ان نبعث بها الى بكين هى انه يتوجب علينا ان نواصل المشاركة مع الصين وتعميق شراكتنا الاستراتيجية."
وأرفق بالورقة وثيقة سياسة بشأن التجارة والاستثمار.
وحددت الوثيقة, وهى بعنوان "المنافسة والشراكة" والتى تعد الاولى من نوعها الذى تصدرها المفوضية الاوروبية, عددا من الاولويات السياسية فيما يتعلق بتجارتها واستثماراتها مع الصين.
واوضحت الوثيقة, من بين الشؤون الاخرى, ان الاتحاد الاوروبى سيدفع الصين الى التزام بتعهداتها فى اطار منظمة التجارة العالمية, ومواصلة فتح سوقها وتعزيز مكافحة انتهاكات حقوق الملكية الفكرية.
وقال ستانلى كروسيك, وهو من كبار الباحثين فى مركز السياسة الاوروبية الذى يمثل هيئة الخبراء للاتحاد الاوروبى, ان الورقة حددت, فى الواقع, طبيعة المحادثات حول اتفاقية الشراكة والتعاون مع الصين.
خطوات دبلوماسية مكثفة فى المستقبل
وفى مطلع يناير القادم, ستقوم فيريرو-فالدنير بزيارة للصين حيث من المقرر ان تبدأ بشكل رسمى المحادثات حول اتفاقية الشراكة والتعاون مع وزير الخارجية الصينى لى تشاو شينغ.
وقال قوان "نقوم باستعدادات فنية معنية بصورة نشطة, ولدينا اتصالات مكثفة مع الاتحاد الاوروبى."
واوضح مسؤول من المفوضية الاوروبية, رفض كشف اسمه, ان المحادثات السابقة حول اتفاقية الشراكة والتعاون مع دول فى آسيا الوسطى, استغرقت ما يتراوح بين سنتين وثلاث سنوات لإكمالها.
وقال قوان ان مثل هذه المحادثات غطت مختلف المجالات بشكل شامل وعلى نطاق واسع. لذلك, فإنه من غير الواقعى السعى الى انهاء المحادثات فى غضون فترة قصيرة.
واوضح "نأمل, من خلال الجهود المبذولة من الجانبين ان نستطيع تقليص مدة المحادثات وانهاء الاتفاقية فى اقرب وقت ممكن".
شبكة الصين /11 ديسمبر 2006/