ظل الاقتصاد الصيني يحافظ علي نمو ساخن إلا أن كبار واضعي السياسات الصينيين ينظرون حاليا في كيفية بناء اقتصاد أخضر (صديق للبيئة) .وقال الرئيس الصيني هو جينتاو الاسبوع الماضي " يجب أن تتخذ الصين اجراءات حقيقية لتحويل تركيزها من السعي وراء سرعة النمو الاقتصادي الي نوعية وفعالية النمو".

نما الاقتصاد الصيني سريعا هذا العام.ولم تشهد الصين في أكتوبر الماضي تحقيق فائض تجاري غير مسبوق ومسجلة رقما قياسيا فحسب بل سجلت أسرع نمو في المبيعات بالتجزئة خلال سنتين.

أظهرت إحصائيات رسمية أن فائض الصين التجاري قد سجل رقما قياسيا ببلوغه 23.8 مليار دولار أمريكي في أكتوبر الماضي جاعلا اجمالي حجمه لكل العام 133 مليار دولار امريكي مرتفعا بنسبة ثلث عن كل عام 2005 فيما قفزت مبيعات التجزئة بنسبة 14.3% سنويا لتبلغ 699.8 مليار يوان (89.1 مليار دولار أمريكي).

ومع تسارع اجمالي صافي نمو التصدير وتنامي الاستهلاك تباطأ الاستثمار كنتيجة مرغوية لسياسة السيطرة علي الاقتصاد الجزئي التي انتهجتها الصين.

خُفض الاستثمار في الأصول الثابتة بالحضر الي نسبة 26.8% في السنة خلال العشرة أشهر الاولي من نسبة 31.3% في النصف الأول من هذه السنة.

وانخفض نمو أجمالي الناتح المحلي(GDP) من معدل 11.3% المذهل في الربع الثاني الي 10.4% في الربع الثالث من هذا العام.

وكان بنك الشعب الصيني –البنك المركزي- قد تنبأ الشهر الماضي بأنه من المحتمل أن يتوسع الاقتصاد الصيني بمعدل اكثر من 10% في عام 2006م

وعلي كل حال وسط هذه المؤشرات الاقتصادية المشجعة يولي واضعو السياسات الصينيون اهتماما اكثر الي مجالات الطاقة والبيئة هذا ما يسمح بتفاؤل صغير.

خفضت الحكومة اجمالي كثافة استهلاك الطاقة في البلاد بنسبة 4% وهو هدف الزامي هذا العام.وهي الخطوة الأولي لانجاز أحد الاهداف الأساسية للخطة الخمسية ال11 (2006م-2010م) وهي خطة لخفض استهلاك الطاقة لانتاج وحدة من اجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% خلال خمس سنوات ولكن في هذه السنة ارتفع استهلاك البلاد من الطاقة لانتاج الوحدة من الناتج المحلي بنسبة 0.8% في النصف الاول من السنة.

وقال شن شنتاي نائب المدير السابق لمركز ابحاث التنمية التابع لمجلس الدولة " السبب المؤكد لذلك ان لدينا زخم نمو قوي ولكن نفتقر الي الضغظ والباعث لتحقيق تغيير نمط النمو".

أظهرت الأرقام التي اصدرتها لجنة التنمية والاصلاح الاسبوع الماضي ان انتاج البلاد من الفحم والكهرباء المولدة في العشرة اشهر الماضية قد زادت بنسبة 12.2% و13% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.

وبالنظر الي ان معدل النمو كان اقل من 11% خلال الثلاثة ارباع الماضية من هذا العام فان كثافة استهلاك بالبلاد ستكون في افضل مستوي لها هذا العام. وسرعت البلاد جهودها لتحسين فعالية استخدام الطاقة وحددت الحكومة المركزية اهداف محددة لترشيد استخدام الطاقة لكل مقاطعة لتحقيقها وبفعل ذلك فان اداء المسؤولين المحليين سيتم تقييمه علي ضوء جهودهم في رفع فعالية استخدام الطاقة.