تقرير: " قرية العرب " فى مدينة ييوو الصينية

بكين 29 نوفمبر / شينخوا / محمد ( 30 عاما ) هو صاحب مطعم يسمى " الاقصى " , عيناه واسعتان عميقتان وبشرته سمراء ويرتدي قميصا عليه رسوم وزخارف عربية سحنته هذه تجعل من السهل على اي كان ان يعرف انه عربي بيد انه ان تحدث اليك تشعر بالذهول فهو يتحدث بالصينية بطلاقة لكنه يحمل لهجة جنوب الصين.

قال محمد انه يعيش فى الصين منذ ست او سبع سنوات بعد ان غادر مسقط رأسه الاردن, وكان يدير مطعما عربيا فى مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين ثم وجد ان العرب يتدفقون الى مدينة ييوو لمقاطعة تشجيانغ بشرق الصين فانتقل مع اقاربه اليها, ليكون موعده مع الحب ومع نصفه الآخر اذ تعرف على فتاة من مقاطعة آنهوى بشرق الصين قبل سنوات قليلة ووقع كل منهما فى حب الاخر من اول نظرة وتزوجا وعاشا معا حتى الان فى هذه المدينة الصينية على مستوى المحافظة.

وقبل سبع او ثمانى سنوات لم يكن في هذه المدينة التى يبلغ تعداد سكانها بضعة عشرات الالاف الا عدة مطاعم اجنبية, اما اليوم فقد ظهرت المئات من المطاعم العربية واصبحت ادارة هذه المطاعم أحد العوامل الدافعة لتنمية الاقتصاد المحلى.

يقول محمد ان ييوو تشهد أعدادا متزايدة من العرب, والمنافسة بين المطاعم العربية اصبحت حادة لذا فقد عمد الى سياسة جلب التوابل من الاردن ليكون مطعمه مع ما يقدمه من اطباق متميزا ومتفردا عن غيره, حيث يرى محمد انه لا سبيل لجذب الزبائن الا بهذه الطريقة.

وتعتبر ييوو من اشهر المدن الصينية في صنع السلع الصغيرة, ولم تكن قبل 20 عاما سوى محافظة صغيرة مركزها يضم شارعا فقط وليس بامكانك ان ترى فيها اجنبيا واحدا , اما الان فحيثما ذهبت فى شوارعها تجد الاجانب الذين يشتغل معظمهم بالتجارة.

وتقول احصاءات الحكومة المحلية ان عدد رجال الاعمال من الدول العربية والاسلامية المقيمين بصورة دائمة فى ييوو تجاوز الـ 3500 بالاضافة الى عدد كبير من رجال الاعمال المتنقلين من هذه الدول يصعب احصاؤه, لذا فقد نشأت صناعة خاصة لخدمتهم فى نواحي الاسكان والطعام والترفيه.

اما بالنسبة للحياة الاجتماعية فقد تآلف المواطنون الصينيون مع ضيوفهم العرب الذين يستأجرون الطوابق السفلية من مبانيهم في حين يسكن الصينيون الطوابق العلوية, وفى وقت الصلاة يسود جو من الهدوء والسكينة حيث يلتزم المواطنون الصينيون الصمت لتجنب ازعاج ضيوفهم في هذا الوقت المقدس.

ويتشاطر الطرفان الاعياد والمناسبات والانشطة. ففى عيد الربيع / رأس السنة الجديدة حسب التقويم التقليدى الصيني / يتناول الصينيون والعرب الاطعمة معا, وفى اوقات الفراغ يلعبون لعبة الورق الصينية ويتناوبون على القيام بدورات امنية محلية فى الشوارع.

غير ان لدى المواطنين المحليين وجهة نظر خاصة بالعالم العربى, حيث قال مواطن بحى سكنى يدعى // لى // ان وسائل الاعلام دائما ما تستخدم كلمة " فوضى " لوصف الشرق الاوسط ولكنه بعد ان صادق العديد من العرب شعر بان الحرب والاشتباكات العسكرية نشبت فى عدة مناطق فقط وليس فى الشرق الاوسط كله وان معظم العرب يعيشون فى جو يسوده السلام والامن.

ان العالم العربي فى اخبار وسائل الاعلام الصينية اصبح مرادفا لكلمة الفوضى والصراع والقتل " وهذا لا يفيد الصينيين للتعرف على العالم بصورة جيدة " حسب لي الذي يأمل بأن تقدم وسائل الاعلام الصينية معلومات ايجابية عن هذه المنطقة.

وفى ييوو ليست الحياة مثالية وليس كل شئ على ما يرام بالنسبة الى العرب الذين دائما ما ينشب نزاع تجارى بينهم وبين نظرائهم الصينيين متمثل فى تأجيل دفع ثمن البضائع او عدم التطابق بين البضائع المتحصل عليها والاموال المدفوعة.

وبحسب هيئة حكومية محلية فان الشركات التجارية المملوكة للعرب تشكل نصف اجمالى هيئات التجارة الاجنبية البالغ عددها حاليا 700 هيئة في ييوو.

من جهة اخرى بدأ العديد من العرب بشراء المساكن والاستقرار في هذه المدينة اذ انهم بعد كسبهم للاموال ورواج تجارتهم تزوجوا بفتيات صينيات غير انهم يعانون من نفس المشكلة التي يعاني منها سكان البلاد الا وهي الارتفاع المحموم لاسعار المساكن كما ان هناك شيئا آخر يؤرقهم ويقظ مضاجعهم يتمثل في اجراءات شراء المساكن والتي تعتبر معقدة للغاية بالنسبة للاجانب.

 

شبكة الصين / 29 نوفمبر 2006 /

Wednesday
November 29, 2006
الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688