لمواجهة جنوح سلوكيات بعض الأطفال الباقين في الارياف بعد سفر آبائهم إلى المدن للعمل ومعالجة مشاكلهم النفسية أصدرت إدارة التعليم بمقاطعة فوجيان إشعارا مؤخرا طالبت فيه وحدات التعليم في مختلف مناطقها بتدريس معارف الصحة النفسية لـ"الأطفال المتروكين بالارياف"، وأن تخصص المدارس ذات الظروف المناسبة "قاعة استشارات نفسية" أو "صندوق بريد لتلقي الشكاوي وبث الآلام".

لأن "الأطفال المتروكين بالارياف" ليس لهم أولياء أمور خلال فترة قصيرة أو طويلة، فيترعرعون في بيئة خالية من رعاية الوالدين، بل يعيش معظهمم في " أسرة وحيدة العائل" أو " أسرة مكونة من جيل الجد". فقدان رعاية الوالدين وفقدان التوازن العاطفي لمدة طويلة يؤدي الي عدم تنشئة نفسية سليمة "للأطفال المتروكين بالارياف"، فيعانون من رتابة الحياة والانطواء والعناد واضطراب التفكير واحتقار الذات والجبن وعدم وجود مؤازرة معنوية وغيرها من المشاكل النفسية.

وطالب الإشعار المدارس بتعزيز تدريس معارف الصحة النفسية للاطفال وتعليمهم القِيم والمثُل والأخلاق، لغرس سلوكيات حميدة في نفوسهم ، ومساعدتهم علي التنشئة السليمة والمتناغمة، وتشكيل شبكة تعليم تهتم بتنشئة سليمة "للأطفال المتروكين بالارياف" ، مكونة من المدرسة والأسرة والمجتمع.

حسب مطالب الإشعار، يجب علي المدارس تدريس معارف الصحة النفسية المناسبة لقانون تنشئة "الأطفال المتروكين بالارياف " جسديا ونفسيا، لتخفيف الضغوط النفسية عنهم، وإرشادهم لتجاوز المرحلة المحورية لتطور الإنسان. و على المدارس ذات الظروف المناسبة أن تقيم "قاعة استشارات نفسية" أو "صندوق بريد لتلقي الشكاوي وبث الآلام" لتعزيز قدرة التلاميذ علي التكيُف النفسي.

وطالب الإشعار أيضا المدارس في مختلف المناطق بتعزز تدريس وإرشاد أولياء أمور "الأطفال المتروكين بالارياف "، وإقامة "ممرا أخضر" لتبادل وتواصل هؤلاء الأطفال مع أولياء أمورهم الشرعيين، ويمكن للمدارس ذات الإمكانيات أن تقيم خطا هاتفيا خاصا أو بريدا إلكتروني لتبادل ا لعواطف الرقيقة و ليتصل أولاء الأمور بأطفالهم في مواعيد محددة.

إلى جانب ذلك على المدارس أن تنظم نشاطات فنية ورياضية وعلمية وتكنولوجية وممارسات اجتماعية في مواعيد محددة لينشأ "الأطفال المتروكين بالارياف " في بيئة مفعمة بالسعادة والوئام والتقدم والتطلعات الجميلة، لتشكيل نفسياتهم السليمة والمعافاة من كل عيب.

يوجد في مقاطعة فوجيان نحو 743 ألف طفل متروك بالريف في مرحلة التعليم الإلزامي، يشكلون 3ر16% من إجمالي عدد التلاميذ في مرحلة التعليم الإلزامي بالمقاطعة، ويعانون مشاكل كثيرة دراسية ومعيشية ونفسية، مما أصبح إحدى مشاكل مراحل التعليم الإلزامي.