الناتج القومي من الأشياء الملموسة والمرئية، لكن ظهور الاثار السلبية للافراط في استهلاك الطاقة وتلوث البيئة بحاجة إلى وقت طويل نوعا ما. أثناء بناء المدن الأيكولوجية الذي يجري بهدوء في الصين حاليا، تعمل مقاطعة جيانغسو على اكتشاف طريق "تحقيق التنمية لتحسين البيئة"، فحققت ارتفاعا مزدوجا للقوة التنافسية لمختلف القطاعات وللبيئة.
شهدت منطقة دلتا نهر اليانغتسي تطورا سريعا في السنوات الثلاث الأخيرة، لكنها تواجه عنق زجاج من حيث سعة البيئة الأيكولوجية لتحقيق مزيد من الصعود. منذ تفعيل المصلحة الوطنية لحماية البيئة أعمال "المدينة الأيكولوجية على مستوى الدولة" عام 2003، انضمت مدينة تشانغجياقانغ وغيرها من اربع مدن بمقاطعة جيانغسو إلى الدفعة الأولى من المدن الأيكولوجية. وأثناء المرحلة الثانية من بناء المدن الأيكولوجية بمقاطعة جيانغسو، لخصت مدينة ووشي معنى "المدينة الأيكولوجية" في "الأيكولوجية" و"الاستمرارية" و"السلامة" و"الاقتصاد" في سبيل مواصلة اكتشاف طريق لتحقيق التنمية المستدامة.
مضامين المدينة الأيكولوجية عديدة وواسعة تمتد من اقتصاد اعادة التدوير(Recycling Economy) إلى المجتمع المقتصد ، من معالجة المؤسسات الإنتاجية المُلوِثة الى بناء بيئة عيش الإنسان، من الاقتصاد الأيكولوجي إلى الثقافة الأيكولوجية. في المنتدى الرفيع لبناء مدينة ووشي الأيكولوجية الذي أقيم مؤخرا، وضح /ليو هونغ تشي/ نائب عمدة المدينة ، نيابة عن لجنة الحزب بالمدينة وحكومة البلدية، مفهوم بناء المدينة الأيكولوجية وإنجازات مدينة ووشي في بناء المدينة الأيكولوجية، الأمر الذي حصل على دعم كامل من الخبراء والعلماء الحاضرين المنتدى.
قال /تشاو تينغ رو/ نائب رئيس هيئة حماية البيئة بمقاطعة جيانغسو إن "جيانغسو تتميز بكثافة سكانية عالية ونصيب الفرد من سعة البيئة صغير ويوجد بها أعلى وأكبر حمل صناعي على وحدة قياسية من الأرض بالبلاد، لذلك أصبح بناء مدينة أيكولوجية أكثر إلحاحا لها.
حسب خبير متخصص في علوم البيئة الصينية، فإن مصطلح "المدينة الأيكولوجية" هو مفهوم جديد "طُرح أثناء عملية دراسة "خطة الإنسان ومحيطه الأحيائي" التي دعت إليها اليونسكو، ويمكن تلخيص مضمونه في "جعل التنمية الإقليمية المستدامة هدفا، تحقيق التوازن والتناغم بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة المحلية ". من أجل تسهيل تطبيق مختلف المناطق هذا المفهوم، طرحت المصلحة الوطنية لحماية البيئة 6 أنظمة و36 معيارا لتقييم المدينة الأيكولوجية.
وبالنسبة لوضع البيئة الحالي المتمثل في كثافة السكان العالية وقلة الموارد الطبيعية، أدركت حكومة ووشي أن البيئة الأيكولوجية قد أصبحت عنصرا مقيدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة. والإسراع ببناء المدينة الأيكولوجية هو من متطلبات التنمية الذاتية للمدينة.
فما هي "المدينة الأيكولوجية"؟ في عيون مسؤولي المدينة، إن "المعايير الستة والثلاثين" لـ"المدينة الأيكولوجية على مستوى الدولة" هي "معايير حكومية ، بينما تكون لعامة أفراد الشعب معاييرهم . لأن GDP وCOD من الأشياء التجريدية، وما يهم عامة أفراد الشعب هو الواقع الذي يحسون به فعليا. مثل أن تكون "السماء زرقاء، المناظر جميلة، المياه نقية، الحياة مريحة" وغيرها من معايير إحساس عامة الشعب بالمدينة الأيكولوجية.
الأهداف العامة لبناء "ووشي الخضراء": بحلول عام 2007، تصبح المدينة أول مدينة بالمقاطعة تحقق معايير الدولة الرئيسية للمدينة الأيكولوجية؛ وبحلول عام 2010، تبلغ المدينة معايير الدولة في كل النواحي، وخفض كمية النفايات الرئيسية بالمدينة ومعدلات استهلاك الطاقة لتحقيق عشرة آلاف يوان من الناتج القومي 20% عما في نهاية عام 2005. وبلوغ المؤشر الشامل لنوعية البيئة 90. ادراج حكومة ووشي اعمال بناء مدينة أيكولوجية في مجال مراقبة الشؤون الهامة للمدينة، وتطبق "نظام الإسقاط بصوت واحد" على الوحدة والمسؤول الذي لا يهتم ببناء مدينة أيكولوجية ويتسبب في وقوع حادثة خطيرة لتخريب البيئة.
بدأت ووشي العمل بآلية اتخاذ القرارات العملية لبناء مدينة أيكولوجية للإسراع ببناء المدينة الأيكولوجية. وتولي اهتماما بالغا للموارد الطبيعية وقدرة تحمل البيئة الأيكولوجية عند وضع السياسات الاقتصادية والتكنولوجية الهامة، وبناء الإنشاءات التحتية، ومعالجة الأراضي المحلية وتنمية الموارد، وبناء المناطق التنموية والحدائق الصناعية، وبناء المناطق الجديدة وإصلاح المنطقة الحضرية القديمة. و تقييم البيئة الاستراتيجية لكل المشروعات والخطط الخاصة، و تقييم تأثير مختلف المشروعات علي البيئة. وتؤجل المشروعات التي ستؤثر علي البيئة ولم تكتشف بعد إجراءات وقائية من أضرارها، وترفض المشروعات التي تلوث البيئة علي نحو خطير وتُخرب البيئة الأيكولوجية.
تعمل المدينة على إقامة وإكمال آلية استشارة الخبراء ومشاركة الجماهير، والاستماع إلى آراء واقتراحات القطاعات المختلفة حول بناء مدينة أيكولوجية. وتسرع في وضع أنظمة وسياسات محلية حول بناء المدينة الأيكولوجية. ومنع الشركات التي تخالف سياسة الدولة الصناعية ومعايير حماية البيئة من العمل ، وعدم الموافقة علي منحها قروض ، ورفض تسجيلها لدي ادارة الصناعة والتجارة ، حتى تلغى وفقا للقانون.
تخصص الحكومة أموالا لبناء المدينة الأيكولوجية، لتضمن مواصلة زيادة الاعتمادات السنوية لبناء المدينة الأيكولوجية في الميزانية المحلية. وتشجع وتوجه رأس المال الأهلي للإسهام في بناء المدينة الأيكولوجية. وتبحث في إقامة نظام أسعار لموارد البيئة، وتكمل سياسة التعويض الأيكولوجي.
أهم وأصعب عمل لبناء المدينة الأيكولوجية في الريف حيث أشار /لي ون هوا/ الخبير بأكاديمية العلوم الصينية وغيره من العلماء إلى أن مشكلة التلوث بالريف خطيرة، وتتفاقم مشكلة الروافد لأحواض بحيرة تايهو، وانتشار مصادر التلويث ، ويجب الجمع بين بناء المدينة الأيكولوجية وبناء ريف اشتراكي جديد بمهفوم تنمية متوازنة، وجعل جودة البيئة في الريف ترتقي باستمرار، لتناسب عيش الإنسان.
وقال إن مضامين بناء المدينة الأيكولوجية واسعة جدا، الأمر الذي يعتبر درجة عالية من التناغم بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلامة الأيكولوجية."
واجمع المشاركون في المنتدى علي أن هذا العمل ليس مشروعا بسيطا لحماية البيئة، بل هو سلسلة مشروعات ، ويتعين التمسك بمبدأ "الإجراء يتناسب مع الظروف" و"مواكبة العصر".
شبكة الصين / 21 نوفمبر 2006 /