انضمت أربع طالبات دراسات عليا في جامعة تشونغشان شهر سبتمبر المنصرم إلى فرقة المتطوعين للتدريس في منطقة التبت حيث سيعملن سنة كاملة كمعلمات متطوعات في المدرسة الثانوية الأولى في بلدة لينتشي. وبالرغم من صعوبة التأقلم علي الطقس المغاير والاغتراب عن الأهل تقول إحدى أولئك الفتيات إن السنة الواحدة من التدريس التطوعي تقابل ذكريات تهتز لها أوتار القلب طول الحياة.
المتطوعة وانغ بيبي أثناء إعطائها درسا في الغة الإنجليزية لطلاب السنة الأولى في المدرسة الثانوية الأولى ببلدة لينتشي يوم 28 أكتوبر. جاء المعلمون المتطوعون بوسائل ومفاهيم تدريسية جديدة مما يسهل تواصلهم مع الطلاب ويحث المعلمين المحليين على التفكير.
ثلاثة فتيان من قومية التبت يلعبون كرة تنس الطاولة في مسكنهم القشيب حيث بعد سنوات من التشييد شهدت مرافق المدرسة تحسنا ملحوظا.
توافد على بلدة لينتشي في السنوات الأخيرة تجار كثيرون من خارجها وأقاموا بها مما رفع عدد الطلاب المستمعين إلى نحو مائتي شخص في المدرسة الثانوية الأولى والوحيدة من ونوعها في البلدة علما بأن المدرسة تضم 38 صفا وتحتضن قرابة 2500 طالب من قوميتي هان والتبت. وعلى حد تعبير نائب رئيس المدرسة ليو يونغهونغ فإن المدرسة تواجه ضغوطا تنموية متزايدة.
إن المتطوعة وانغ بيبي البالغة من العمر 22 عاما درست القانون في جامعة تشونغشان وتخرجت في يوليو العام الحالي وتأهلت للدراسات العليا دون امتحان ثم انضمت إلى فرقة متطوعي التدريس من طلاب الدراسات العليا بجامعة تشونغشان في منطقة التبت التي تمولها شركة آموي الأمريكية علما بأنها ستعود من العمل التطوعي بعد سنة لبدء دراساتها العليا.
يذكر أن خطة فرق متطوعي التدريس من طلاب الدراسات العليا في إطار المشروع التناوبي لدعم الفقراء من قبل متطوعين شباب تحظى برعاية مشتركة من اللجنة المركزية لعصبة الشبيبة الشيوعية ووزارة التعليم. بدأ تطبيق هذه الخطة في عام 1999 وقد شارك فيها منذ ذلك الوقت 1355 متطوعا من 66 جامعة حيث كان أحد بنودها فرقة متطوعي التدريس من طلاب الدراسات العليا بجامعة تشونغشان في منطقة التبت التي تميلها شركة آموي الأمريكية.
تطوعت وانغ بيبي بصحبة ثلاث فتيات أخريات للتدريس في المدرسة الثانوية الأولى لبلدة لينتشي التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 2900 متر والتي يطلق عليها المناظرها الطبيعية المتكاملة "جنوبي نهر اليانغتسي في منطقة التبت".
لإدراكهن لانخفاض مستوى طلاب قومية التبت تلجأ المعلمات المتطوعات إلى وسائل تدريسية جديدة في محاولة لرفع مستواهم ما لقي ترحيبا من الطلاب كافة. ويقول طالب يدعى رنتسنغ في السنة الأولى "نحب معلماتنا المتطوعات من جامعة تشونغشان اللاتي يقدمن شرحا دقيقا وجليا لدروس اللغة الصينية بل ينشطن أجواء الدروس ولم يكن شديدات علينا البتة مما يدفعنا إلى إطاعة توجيهاتهن تلقائيا".
ترى المعلمات المتطوعات أن بعض الأولاد في منطقة التبت لا يحبون التفكير ولا يهتمون بالمنافسة حيث يقلن "إن مجرد تلقين المعرفة إلى الأولاد في الدرس لا يكفي والأهم هو تغيير أسلوب التفكير لديهم لأن هذا الأخير يفيدهم طول الحياة". يوافق على هذا الرأي مدير المدرسة وو جيانتشونغ الذي يقول إن الأهم والأصعب في رفع مستوي التفكير في منطقة فقيرة مثل التبت هو رفع المستوي التعليمي. وقد طلبت المدرسة من كل معلم متطوع تلخيص وسائله التدريسية لتمريرها الي من يخلفهم ومن ثَمَ توريث روح العمل التطوعي بلا انقطاع.
وقبل المجيء إلى منطقة التبت قد وضعت هؤلاء الفتيات حسابا كافيا للطقس المحلي والأمراض الناجمة عنه مثل الصداع والحمى التي اصابتهن فعلا في البداية إلا أنهن تغلبن على رد الفعل الناجم عن اختلاف اوضاع الهضبة خلال نحو شهرين ولم يندمن على خيارهن رغم أن بشرتهن أصبحت أكثر سوادا من ذي قبل لأن صداقتهن مع الطلاب تتعمق يوما بعد يوم.
إن قول "مقايضة ذكريات تهز أوتار القلب طول الحياة بسنة واحدة من العمل التطوعي" للمتطوعة تشين شوفين كان مبتغاهن وراء اختيارهن هذا كما تضيف تشين قائلة "لم تخطر ببالي فكرة التخلي عن هذا العمل حتى في وقت الحزن واليأس لأن هؤلاء الطلاب البسطاء الطيبين أنفسهم قوة الدفع الكامنة وراء ظهري".
شبكة الصين /15 نوفمبر 2006/