نيروبى 27 اكتوبر /شينخوا/ مع قدوم المزيد و المزيد من السياح والمستثمرين الصينيين الى كينيا ، تعانى الدولة الواقعة فى شرق افريقيا نقصا فى نوع من المواهب : الكينيون الذين يتحدثون الصينية.
وصرح وزير الشئون الخارجية الكينى رفائيل توجو فى مقابلة مع وكالة أنباء //شينخوا// ردا على سؤال حول العلاقات الحالية بين كينيا والصين بقوله " أعتقد أن لدينا علاقات ممتازة." بيد أنه اسرع بالاعتراف بان هناك تحديا امام زيادة تدعيم هذه العلاقات ، ألا وهو اللغة.
وقال توجو" إن الحاجز الاكبر لدينا فى الوقت الحالى هو اللغة. وأعتقد أنه من الاشياء التى علينا أن نفعلها هى أن نتخذ خطوات مدروسة لزيادة عدد الشباب الكينيين الذين يمكنهم الذهاب للدراسة فى الصين ، وأيضا زيادة عدد الكينيين الذين يستطيعون التحدث بالصينية وتدريسها فى البلاد ."
ذلك هو تفكير عدد كبير من الشباب الكينيين أيضا . وأحدهم جاكوب لوكاكا الذى تخرج من جامعة نيروبى ، والذى يعتقد بأن هناك فرصا عظيمة تنشأ من الروابط الوثيقة بين كينيا والصين ، وانه من أجل اغتنام هذه الفرصة " عليك أولا أن تتعلم اللغة."
يعد لوكاكا محظوظا. فقد تلقى اوائل الشهر الحالى شهادة باتمام دورة فى تعلم اللغة الصينية من معهد كونفوشيوس بجامعة نيروبى ، ضمنت له العمل فى وظيفة مرشد سياحى باحدى شركات السياحة الصينية فى كينيا .
تم افتتاح معهد كونفوشيوس بجامعة نيروبى ، وهو الأول من نوعه فى افريقيا ، رسميا يوم 10 ديسمبر 2005 . وهو معهد لايقوم على الربح متخصص فى تعليم اللغة الصينية والاتصالات الثقافية .
وصرح اسحاق مبيتشى عميد كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بالجامعة ، وايضا عميد معهد كونفوشيوس ، أن الجامعة حددت عدد الطلاب الذين بإمكانهم الحصول على دورة فى اللغة الصينية بسبب قلة الموارد ، ونقص المدرسين.
ووعد بان تقوم الجامعة مع شريكتها الصينية ببذل كافة الجهود من أجل إحضار المزيد من المدرسين ومعدات التدريس ، من اجل اتاحة الفرصة لمزيد من الكينيين لتعلم اللغة والثقافة الصينية.
ليس فقط فى كينيا
ان التلهف على تعلم اللغة الصينية ليس فى كينيا وحدها ، وانما أيضا فى بعض الدول الافريقية الاخرى. وقد اطلق المجلس الثقافى الصينى فى العاصمة المصرية القاهرة دورة دراسية مدتها ثلاثة اشهر لتعلم اللغة الصينية فى سبتمبر 2003 لتعليم الدارسين بعض اساسيات اللغة الصينية.
و قال شيو تشى قوه ، المستشار الثقافى بالسفارة الصينية فى مصر لوكالة أنباء //شينخوا// أن 20 مصريا فقط التحقوا بالدورة الاولى فى سبتمبر2003 ، ولكن العدد ارتفع إلى حوالى 80 بعد عام ، ولذا كان على بعض المتقدمين الانتظار للدورة التالية بسبب نقص المدرسين.
والى جانب المركز الثقافى ، انشأت بعض الجامعات المصرية اقساما لتدريس اللغة الصينية فى السنوات الاخيرة ، مثل جامعة القاهرة ، وجامعة الازهر ، وجامعة عين شمس. وتضم الجامعات الثلاث معا حاليا أكثر من 700 طالب يتعلمون اللغة الصينية.
وفى الشهر الماضى ، وقع مكتب المجلس الدولى للغة الصينية خطاب نوايا مع جامعة القاهرة للإشتراك فى إنشاء معهد كونفوشيوس .
وفى جنوب افريقيا ، اختتم معهد كونفوشيوس بجامعة ستيلينبوش لتوه "شهر الصين" ، وهو حدث احتفالى بالثقافة الصينية. وتقدم الان جامعتان و20 مدرسة فى جنوب افريقيا دورات فى تعليم اللغة الصينية.
كما تم إنشاء معهد كونفوشيوس فى رواندا ، وزيمبابوى ، بينما تسعى بعض الدول الافريقية الأخرى لانشاء مثل هذا المعهد فى جامعاتها وكلياتها ، وفقا لمكتب الصين الوطنى لتعليم اللغة الصينية كلغة أجنبية.
وتشير الاحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم الصينية أن هناك اكثر من ثمانية ألاف طالب افريقى يتعلمون الصينية ، وان هذا العدد فى ازدياد . وقد افتتحت حوالى 120 مدرسة فى 16 دولة افريقية دورات لتعليم اللغة الصينية منذ الاول من يوليو 2005 ، من أجل سد الحاجة المتزايدة للطلاب الافارقة ، وأرسلت الصين حوالى 200 مدرس إلى افريقيا.
وذكرت الوزارة أن الصين ساعدت ايضا دولا أفريقية ، من بينها الكاميرون ، ومصر ، وموريشيوس فى بناء معامل لغوية لتعليم اللغة الصينية ، وزودتها بالكتب الصينية أيضا.
وقالت سونغ لى شيان ، استاذة الجامعة الصينية ونائبة عميد معهد كونفوشيوس بجامعة نيروبى ، أن هذه الاحصاءات تضيف الى حقيقة واحدة ، وهى أن " الولع بتعلم اللغة الصينية" يتزايد فى افريقيا مثلها مثل الأجزاء الأخرى من العالم . وقالت " إن تزايد شعبية تعلم اللغة الصينية دليل على ذلك ، وان التحدى امام الصين هو كيفية الوفاء بهذا الطلب."
ويبدو ان الوزير توجو مصمم على جعل هذا التحدى أعظم . حيث قال " اننا نأمل فى أن نستطيع أن ندخل تعليم اللغة الصينية فى أكبر عدد ممكن من المدارس. وسوف أقوم بالقطع ببذل الجهود من اجل ذلك طالما بقيت بالوزارة .
شبكة الصين / 30 أكتوبر 2006 /
|