نجاح بكين في طلب استضافة دورة 2008 جاء نتيجة لقوة الصين الشاملة وإنجازات الإصلاح والانفتاح واعتراف معظم دول العالم بذلك. أثناء التحضير لدورة بكين، ظهر أوليا "تأثير الدورة الأولمبية" الذي يعتبر العائد الاجتماع أبرز مظاهره..

مثل الفعاليات الدولية الكبيرة الأخرى، يظهر تأثير الدفع والتنشيط وغيره من تأثيرات الدورة الأولمبية في مرحلة التحضير أكثر، وعائداتها الرئيسية هي العائدات الاجتماعية. قال /وي جي تشونغ/ رئيس جمعية بحوث الاقتصاد الأولمبي ونائب رئيس للجنة الأولمبية الصينية سابقا: إن ثمار استضافة الصين الدورة الأولمبية ليست في الاقتصاد فقط، الأكثر في العائدات الاجتماعية. وقال إن اتجاه وعملية التحضير لدورة بكين صائبان، حيث بدأ بعض العائدات الاجتماعية يلعب دوره.

أولمبياد بكين تحولت إلى مسارع لتنمية الصين وبنائها القانوني

يرى /وي جي تشونغ/ أن من بين العائدات الاجتماعية البارزة أثناء التحضير لدورة بكين، العائدات السياسية جزء مهم للغاية. وقال: تجري أعمالنا الكثيرة حسب المعايير الدولية، الأمر الذي يدل على أننا نتكيف مع المجتمع الدولي أكثر فأكثر، ويتكيف المجتمع الدولي معنا أكثر فأكثر..أثناء هذا التبادل والتمازج، يزيد التعارف، ويقل الاحتكاك، الأمر الذي يعزز قوة بلادنا في العالم.

قال /وانغ وي/ أمين عام ونائب رئيس لجنة بكين المنظمة إن الصين تسلك طريق التنمية السريعة حاليا، تلعب دورة بكين دور المسارع أثناء عملية التطور نحو التحديث. بل يتمثل هذا الدور في نواح متنوعة، مثلا، بالنسبة للحكومة، استضافة الدورة الأولمبية مفيدة لتحول وظائف الحكومة بعد الدورة. تتجه الصين إلى مجتمع قانوني بخطوات حثيثة، ومن أجل استضافة الدورة الأولمبية، ومن أجل حماية حقوق الملكية الفكرية الأولمبية مثلا، اتخذت إجراءات على مستوى الدولة ومستوى مدينة بكين. في الماضي كانت هذه المشاكل تحل بإجراءات إدارية.

تحول مفهوم التحضير للأولمبياد إلى قوة محركة معنوية

قال /وي جي تشونغ/: الثروة والتراث الذي ستخلفه الدورة الأولمبية معنويا رئيسيا وليس ماديا حيث يعتقد أن قيمة الأشياء المادية تنخفض، مثلا، عش الطيور- الملعب الأولمبي الرئيسي- لن يكون متقدما بعد عدة سنوات، لكن الثروة المعنوية للدورة ستبقى، لتصبح نوعا من القوة المعنوية المحركة. تجسد الأعمال التحضيرية لدورة بكين بصورة حيوية الانفتاح الفكري وروح الابتكار ومفهوم الاقتصاد، الأمر الذي سيصبح قوة محركة وثروة معنوية للشعب الصيني.

اندمج مفهوم "استضافة الدورة الأولمبية بانفتاح" في مختلف الأعمال التحضيرية. حيث اشترك كثير من الخبراء الأجانب في تصميم وبناء عش الطيور وغيره من الملاعب، وسندعو المخرج السينمائي المشهور بهوليود سيلزبرغ ليكون المستشار الفني والثقافي لحفل افتتاح الدورة واختتامها. قال /وي جي تشونغ/: استضافة الدورة الأولمبية بانفتاح، ودعوة الخبراء الأجانب إلى الأعمال المعنية يقلل التفافها في الطريق..طلب وجمع شعار دورة بكين والتمائم، يجسد روح الابتكار. وقد تمسكنا في بناء ملعب إستاد المكعبات المائية وغيره من الملاعب والإستادات الأولمبية بالابتكار الذاتي، وحققنا مجموعة من الثمار العلمية والتكنولوجية. هدف استضافة الدورة الأولمبية ليس دفع الناتج المحلي، بل تحقيق أكبر عائد اجتماعي ممكن. بالنظر إلى التنمية والمستقبل، ستلعب هذه العائدات الاجتماعية دورا نموذجيا وستؤثر في كل البلاد لتتمتع بها مزيد من الفئات الاجتماعية.

دورة بكين ترتقي بصورة الأمة الصينية

لا يزال أمامنا نحو سنتين لدورة 2008، حظيت الأعمال التحضيرية المختلفة بتقدير المجتمع الدولي. قال /وي جي تشونغ/ إن ذلك يدل على أن المجتمع الدولي يتكيف معنا أكثر فأكثر، الأمر الذي يرتقي بصورتنا كثيرا ويعزز ثقتنا القومية.

أثناء الأعمال التحضيرية، أصبحت مختلف الفعاليات التي تكون الدورة الأولمبية موضوعا رئيسيا لها حاملا يرتقي بصورة الأمة الصينية ونوعيتها. قال /وي جي تشونغ/: من أجل استقبال الدورة الأولمبية، تتعلم المسنات ببكين اللغات الأجنبية، الواقع أنه ليس مهما أن يتعلمن بعض الكلمات الأجنبية، المحور هو أن تكون هذه النشاطات حاملا يدفع ترقية نوعية أمتنا.

الواقع أن للدورة الأولمبية كثيرا من الحوامل تشمل نشاطات "استقبال الدورة الأولمبية، الاهتمام بقواعد وآداب السلوك، نشر العادات الحميدة الجديدة"، سلسلة من النشاطات الثقافية، نشاطات الدورة الأولمبية لتقوية الأجسام في التجمعات السكنية، ونشاطات دخول المعارف الأولمبية المدارس الخ، تعمم معظمها على نطاق البلاد. قدمت لجنة بكين المنظمة 800 ألف سلسلة من الكتب حول المعارف الأولمبية مجانا للمدارس الابتدائية والمتوسطة في كل الصين، وبدأت توزيع صور معلقة حول المعارف الأولمبية مجانا على مئات الآلاف من المدارس في البلاد، إلى جانب ذلك ستقام في الصين 500 مدرسة نموذجية للتعليم الأولمبي في نهاية هذا العام.