القاهرة 23 سبتمبر / شينخوا / (من صابر ربيع) تشهد مصر غدا /الأحد/ بداية شهر رمضان /شهر الصوم/ الذى يعد من اقدس الشهور فى التاريخ الاسلامى والذى يرتبط بظواهر دينية وحياتية لا تتوافر الا فى هذا الشهر.
ومن بين هذه العادات هى عادة شراء الفوانيس التى تزين بها المنازل والمحال التجارية والفنادق والمطاعم اضافة الى الاستخدام على نطاق واسع من جانب الاطفال الذين يلعبون بالفانوس فى الليل فى اعقاب الافطار/بعد غروب الشمس/.
وتشهد القاهرة منافسة حامية بين الفانوس المصرى /محلى الصنع/ والفانوس الصينى الذى حقق تفوقا على منافسه المصرى حيث يقبل الاطفال على شراء الفوانيس الصينية وهى مصنوعة من مادة البلاستيك وتتخذ أحجام تبدأ من الصغير جدا والذى قد يستخدم كميدالية مفاتيح إلى الأحجام المتوسطة والكبيرة نسبيا، وتضاء جميعها بالبطارية ولمبة صغيرة ، وتكون أحيانا على شكل عصفورة أو جامع أو الدمى المحببة لاطفال مثل الدمية /باربى / المفضلة لدى الفتيات والدمية / السندباد / المفضلة لدى الاولاد.
وعزا اقتصاديون أقبال السوق المصرية على الفانوس الصينى إلى رخص ثمنه وتنوع أشكاله وأحجامه، بالطرق والأساليب التى يفضلها الأطفال، وتلفت أنظار الكبار، وتدفعهم إلى الشراء.
ويقول أشرف السباعى /مهندس/ إن لديه ثلاثة أولاد وهم يفضلون الفانوس الصينى لانه يتميز باشكال متنوعة وبالفعل هو اكثر امانا لاستخدام الاطفال لان الفانوس المصرى التقليدى مصنوع من المعدن وبه قطع زجاجية من الممكن ان تؤذى الطفل فى حال سقوطه على الارض على عكس الفانوس الصينى المصنوع من البلاستيك واذا تعرض للتلف لا يؤذى الاطفال.
من ناحيتها، قالت سهام أحمد /ربة منزل/ إن لديها طفلا واحدا يبلغ من العمر 4 سنوات وهو يصر على الفانوس الملون والذى يتخذ اشكالا تفلت الانتباه وعادة ما تكون اشكال الدمى المحببة لدى الاطفال، مشيرة إلى أن هذا لا يتوافر الا فى الفانوس الصينى.
وأضافت ايضا يتميز الفانوس الصينى بانه مزود بشريط صغير يردد الأغانى والأدعية الرمضانية، فضلا عن بعض الأغانى الشبابية المعروفة للمغنيين الحاليين.
وعلى الجانب الأخر، تفوق الفانوس المصرى خاصة فى تزيين الفنادق والمطاعم والمقاهى الكبرى خاصة وان صناعته تقوم على الاشكال التقليدية التى تميز الحضارة الاسلامية، إضافة الى انه مصنوع من الزجاج الملون وايضا صناعته يدوية وليست قوالب مثل الفانوس الصينى.
وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلا فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلا إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلا لايقاظ الناس من نومهم حتى يتناولون طعام السحور، حتى أصبح الفانوس مرتبطا بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر.
وتتعدد أشكال الفوانيس ومسمياتها وتفنن الصانع الشعبى فى إعداد الفانوس فى أشكال شتى وأنماط متعددة لكل منها اسم معين، وفى الفوانيس كبيرة الحجم كان الحرفى / الصانع / يحرص على تسجيل اسمه عليها، ومن هذه الأشكال ما اختفى واندثر كفانوس / أبو نجمة والشيخ على وعبد العزيز/ .
وأصغر فوانيس رمضان حجما يسمى فانوس /عادى أو بز/ وهو فانوس رباعى الشكل وقد يكون له باب – ذو مفصلة واحدة – يفتح ويغلق لوضع الشمعة بداخله، أو يكون ذو كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات، أما أكبرها فيسمى /كبير بأولاد/ وهو مربع الشكل وفى أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجما.
وارتبطت أشكال الفوانيس ببعض الأحداث التى تأثر بها الصانع الشعبى، وبخاصة الأحداث المرتبطة بالحرب ضد العدو، فنجد فوانيس فى شكل الدبابة والطيارة و الصاروخ ومنه الخماسى الشكل والسداسى وآخر اطلق عليه علامة النصر وهو على شكل سبعة رمزا لعلامة النصر.
الفوانيس الصينية
شبكة الصين /25 سبتمبر 2006 /