بدأ في الثامن والعشرين من أغسطس 2006 تسجيل طلبات المتطوعين لدورة بكين الأولمبية وأولمبياد المعاقين. في مكتب لجنة السكان لمجمع دونغسي السكني كان الهاتف يرن بشكل مستمر، فقد كانت استفسارات السكان عن التسجيل لا تنقطع. ما إن فُتح باب المكتب صباح ذلك اليوم حتى دخلت أول طالبة التسجيل الأولى، /يانغ هونغ يان/ الموظفة بمكتب شارع دونغسي لشؤون السكان وقالت للعاملين بالمكتب: ولدت عام 1968، سأبلغ من العمر 40 سنة عام 2008. تخصصي هو الشؤون المالية، أريد أن أعمل متطوعة لأقدم إسهاما للدورة الأولمبية. يسعدني كثيرا أن يتم تسجيل اسمي اليوم.. عدد المواطنين العاديين المتحمسين للعمل كمتطوعين كبير.
حسب مسؤول بمكتب فرقة تنسيق أعمال المتطوعين لأولمبياد بكين، إلى الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 11 سبتمبر، بلغ إجمالي عدد المسجلين 168593، في منطقة بكين، منهم 42410 ينتمون إلى مختلف القطاعات بالعاصمة (41466 بواسطة الإنترنت، و944 من خلال لجان عصبة الشبيبة الشيوعية في الناحية والبندر والشارع)، أي 2ر25% من إجمالي عدد المسجلين؛ وسجل 126183 معلما وطالبا في الجامعات أسماءهم في جامعاتهم، بنسبة 8ر74. إلى الساعة الخامسة بعد ظهر11 سبتمبر استفسر 489807 شخص/مرة عن التسجيل في الجامعات؛ بلغ إجمالي الاتصالات الهاتفية 32254 مرة بالخط الساخن للاستفسار عن أعمال المتطوعين في مركز النداء لأولمبياد بكين، 10436 مرات منها من بكين، 15471 مرة من خارج بكين، 217 مرات من خارج الصين، و6130 مرة بالهاتف المحمول.
العطاء للدورة الأولمبية
ذات يوم توجهت تلميذة بالمرحلة الثانوية إلى مركز الدعاية والاستفسار لأعمال المتطوعين بتجمع خهبينغلي السكني وسألت: "هل يمكن لمواليد الأول من يوليو 1990 التطوع؟" بعد أن عرفت أن المتطوعين يجب أن يكونوا من مواليد قبل 30 يونيو 1990 قالت: " تأخرت عن ذلك التاريخ بيوم واحد فقط، هل يمكن التسامح؟ أرغب أن أعمل كمتطوعة للدورة الأولمبية حتى في أحلامي". تجاه هذه الرغبة الشديدة والقلق الأسف الشديد، قال لها العاملون بأن هناك أعمالا كثيرة غير عمل المتطوعين مثل الاشتراك في مشروع المتطوعين لـ"استقبال دورة بكين الأولمبية" ومشروع المتطوعين للمدينة والمشروعات الأخرى التي يمكن من خلالها تقديم إسهام للدورة الأولمبية.
الطالب /شن جيان/ من جامعة الصناعة الكيماوية ببكين، يعمل كمتطوع في أعمال الدعاية والاستشارة في مجمع خهبينغلي السكني كل أسبوع. قال للصحافة إنه استقبل عديدا من مواليد بعد 30 يونيو 1990، معظمهم من الطلاب في المدارس الثانوية القريبة من المجمع، كلما يري /شن جيان/ نظراتهم المتشوقة يقول لهم بأسف شديد إن أعماركم لا تزال صغيرة.
يوجد حد أدنى لأعمار المتطوعين ولكن لا يوجد حد أقصى الأمر الذي لبي رغبة المسنين والمعاقين في خدمة الدورة.
بعد أن سمع العجوز /لي جينغ هو/ البالغ من العمر 81 سنة أن عمل تسجيل المتطوعين قد بدأ، قال للعاملين في مركز التسجيل مبتسما: أتمنى أن أمارس عملي السابق: الحراسة، إذا عشت إلى تلك الفترة!
العاملون بمنطقة إقامة هذا العجوز قالوا إنه ليس أكبر واحد سنا من بين المسجلين في مجمعهم السكني، يوجد عدة أشخاص أكبر منه سنا! العجوز /لي شو فن/البالغة من العمر 95 سنة واحدة منهم. هي ماهرة في الورق المقصوص. بعد نجاح بكين في طلب استضافة الدورة الأولمبية 2008 بدأت تفكر كيف تقدم إسهاما للدورة وتنوي عمل مائتي ألبوم لأعمال الورق المقصوص لإهدائها لوفود البلدان المختلفة، وأنجزت أكثر من مائة ألبوم منها، وقالت إنني أود أن تعرف شعوب العالم عظمة الثقافة الصينية من خلال ألبوم الورق المقصوص.
طلاب الجامعات هم القوة الرئيسية للمتطوعين للدورة الأولمبية، وقد سجل كثير من الطلاب الجدد أسماءهم فور التحاقهم بالجامعات. اكتشف أحد المعلمين المسؤولين عن التسجيل أن بعض الطلاب لم يكتبوا شيئا في "اختيار العمل" في استمارة التسجيل، لأن الطلاب قالوا: العمل كمتطوع شرف لنا، سأقبل أي عمل.
الأصحاء يسجلون بحماس لخدمة المعاقين
من بين المستفسرين معاقون، ويوجد عدد كبير من الأصحاء عبروا عن رغبتهم في خدمة دورة المعاقين أيضا.
الطالبة /لي فن/ التي تدرس هندسة السيارات في جامعة التكنولوجيا ببكين واحدة من المتطوعين الجامعيين الذين يتجاوز عددهم عشرة آلاف، تختلف عن الجامعيين الآخرين بمعرفتها للغة الإشارات. اتصلت بلغة الإشارات بصدفة، ولذا تعتبر التواصل مع المقيدين في عالم بدون سعادة لها، فتعلمت هذه اللغة في وقت الفراغ، وبلغت مستوى التواصل الأساسي حاليا. في نشاطات "ليدخل الأطفال الصم الجامعة" كان مقدم برنامج النشاطات يطلب من الحضور أن يتعلموا لغة الإشارات. كانوا يتعلمون ويهتفون بصوت عال "ليعم الحب العالم"، فاغرورقت عيون الناس بالدموع. حفرت /لي فن/ هذا المشهد في ذهنها وعززت عزيمتها لخدمة الدورة الأولمبية للمعاقين حيث قالت: من خلال خدمة الآخرين يمكن الشعور بمتعة كبيرة. خدمة دورة المعاقين تحتاج إلى مزيد من روح التطوع.
خدمة الدورة الأولمبية بالمهارات المتخصصة
قال عديد من المعاقين: "نحن معاقون، هل يمكننا أن نعمل كمتطوعين للمباريات الأولمبية؟ في الواقع يمكننا أن نؤدي كثيرا من الأعمال إلى جانب الإشارة إلى الطرق وتحصيل التذاكر وغيرهما من الأعمال البسيطة، مثلا يمكننا أن نستفيد من مهارتنا في التدليك والمساج لخدمة اللاعبين من الدول المختلفة."
السيد بان البالغ من العمر 59 سنة، جاء من حي شيوانوو ببكين، سجل اسمه للعمل كمتطوع على الإنترنت بمساعدة العاملين في مركز استشارات أعمال المتطوعين. اتصل مسؤول بدار المعاقين للتدليك سائلا هل يمكن تسجيل أسماء العاملين فيها جماعيا وقال: معلمو التدليك في دارنا ليسوا فقط ماهرين في التدليك، بل يتكلمون الإنجليزية، يستقبلون السائحين الأجانب في الأيام العادية. كلنا نتمنى أن نعمل كمتطوعين للدورة الأولمبية.
ليس المعاقون وحدهم، بل معظم المسجلين يتمنون أن يخدموا دورة بكين بمهاراتهم الخاصة، الشاب /لي شين/ من مجموعة بكين للبناء واحد من ذوي الياقات البيضاء الذين سجلوا أسماءهم للعمل كالمتطوعين.
تخرج /لي شين/ في كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، عمل كمتطوع لمرافقة الوفد السوداني أثناء المهرجان الرياضي العالمي للجامعيين في فترة دراسته في الجامعة. بعد أن عرف بدء تسجيل المتطوعين كان متأثرا جدا وذهب مع أصدقائه لتسجيل أسماءهم. وقال: كوني بكينيا مائة في المائة، أتمنى أن أقدم إسهاما لدورة بكين بتفوقي اللغوي.
شبكة الصين / 15 سبتمبر 2006 /
|