سؤال 3 – 2: بعد تأسيس الصين الجديدة، طبقت الصين النظام الاقتصادي المخطط والموحد. أما أهداف الإصلاح والانفتاح فهي بناء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي الصيني الخصائص. ما هو اقتصاد السوق الاشتراكي؟ وما هو الفرق بينه وبين اقتصاد السوق الرأسمالي؟
جواب: خلال الثلاثين عاما منذ تأسيس الصين الجديدة عام 1949 إلى ما قبل تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، كانت الصين تطبق النظام الاقتصادي المخطط والموحد الذي يعتبر "مبدأ أساسيا" للماركسية وعلامة أساسية للاشتراكية. وثمة حقيقة هي عدم الإنكار. ففي خلال هذه المرحلة، لعب الاقتصاد المخطط دورا ما في التنمية الاقتصادية الصينية. فقد حول الصين من دولة فقيرة مدقعة شبه إقطاعية وشبه مستعمرة إلى دولة اشتراكية ذات نظام اقتصادي وطني كامل ومستقل.
لكن، إن الاقتصاد المخطط الاشتراكي، شأنه شأن جميع الأشياء الجديدة، من المستحيل أن يكون كامل الصفات. لقد برزت نواقصه الرئيسية أثناء الأعمال الاقتصادية يوما فيوما: التأكيد المجحف على دور الخطط، وإهمال دور السوق في توزيع الموارد، مما أدى إلى تقييد حماسة المؤسسات في التجارة الى درجة ما، وعدم الكفاية في تموين البضائع الاستهلاكية، والنقص الشديد في البضائع. في أثناء تلك الفترة، كان لابد من الشراء، حتى ولو كيلوغراما من القطن أو الحبوب أو اللحوم، ببطاقات أو قسائم. تلك الأيام يصعب أن ينساها أبناء الشعب الصيني إلى الأبد.
في حقيقة الأمر، أن الإصلاح منذ عام 1978 هو مرحلة تحول الصين من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق الاشتراكي تدريجيا. وفي خلال التحولات، واجهنا معارضة من مفهوم تقليدي قائل إن "الاقتصاد المخطط هو الاشتراكية، أما اقتصاد السوق فهو رأسمالية". وحتى في عام 1992 الذي طرح فيه الحزب الشيوعي الصيني بصورة واضحة فكرة "إصلاح النظام الاقتصادي الذي يهدف إلى إنشاء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي". وقد تخلص الناس من قيود ذلك المفهوم التقليدي نهائيا.
نرى أن الاقتصاد التجاري مرحلة يصعب اجتيازها خلال مسيرة التنمية الاقتصادية الاشتراكية. ومن ناحية التطورات الإجتماعية، أن كثرة الخطط أو الأسواق ليست تمييزا جوهريا بين الاشتراكية والرأسمالية: الاقتصاد المخطط لا يساوي الاشتراكية، للرأسمالية خطط. واقتصاد السوق لا يساوي الرأسمالية لأن للاشتراكية أسواقا. الخطط والأسواق، على حد سواء، وسيلة لتنسيق الاقتصاد، لا تستغنى عنها مرحلة تنمية الاقتصاد التجاري على أساس الإنتاج الكبير الإجتماعي. لذلك، إن استخدام هذه الوسائل داخل نطاق معين، ليس علامة للتمييز بين الاقتصاد الاشتراكي والاقتصاد الرأسمالي. أما الخلافات الجوهرية الأكثر بينهما فهي أن اقتصاد السوق الاشتراكي يرتبط بالنظام الأساسي للاشتراكية، وهي ظروف أساسية لضمان طبيعة الاقتصاد الصيني واتجاه تنميته نحو الاشتراكية.
قبل عام 1978، كانت الصين تطبق تموين اللوازم المعيشية اليومية ببطاقات أو قسائم. الصورة: أهالي بكين يقفون صفا لشراء المشتريات الخاصة بعيد الربيع
|