سؤال 3 – 10: في الفترة الأولى من الإصلاح والانفتاح، طرحت الصين فكرة السير على طريق "الاغتناء المشترك". لكن وفي حقيقة الأمر، تتسع الفجوة بين المناطق الشرقية والغربية في مجالات التنمية الاقتصادية ومعيشة أبناء الشعب. ما هو السبب لذلك؟ في عام 2000، طرحت الصين استراتيجية تنمية المناطق الغربية، ما هو جوهر تلك التنمية؟ وفي أية مجالات منحتها الدولة الدعم والمساعدة؟
جواب: جميع الذين زاروا الصين قد لاحظوا الفروق الواضحة بين المناطق الشرقية والغربية في التنمية الاقتصادية ومعيشة أبناء الشعب. هناك سببان.. تاريخي وجغرافي، وأيضا سبب يتعلق بسياسة الانفتاح على العالم الخارجي والتقدم تدريجيا. وتتمثل في تطبيقها في المناطق الساحلية أولا ثم المناطق الداخلية. بسبب ذلك، وعلى أساس التنمية الاقتصادية السريعة في المناطق الشرقية، طرحت الصين في عام 2000 استراتيجية تنمية المناطق الغربية.
تنفيذ استراتيجية تنمية المناطق الغربية والإسراع بخطوات تنميتها مشروع منظم كبير. وهو أيضا مهمة تاريخية شاقة. تشتمل المناطق الغربية على عشر مقاطعات ومناطق ذاتية الحكم والبلديات المركزية هي: مقاطعات قانسو وقويتشو وتشينغهاي وشنشي وسيتشوان ويوننان، والمناطق الذاتية الحكم هي: نينغشيا والتبت وشينجيانغ الويغورية. وبلدية تشونغتشينغ المركزية. تحتل ثلثي مساحة الصين و8ر22% من مجمل سكانها. هناك معادن وفيرة، وموارد الطاقة (منها الطاقة المائية) والسياحة والأراضي تتحلى بتفوقات كبيرة. لكن خلال أكثر من عشرين عاما منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، كانت التنمية والتغيرات فيها متخلفة عما في المناطق الشرقية تخلفا كبيرا.
بسبب تخلف تنمية البنية الأساسية وضعف البيئة الإحيائية فيها، تتركز أعمال تنمية المناطق الغربية على: بذل الجهود لتحقيق تقدمات اختراقية في مجالات بناء البنية الأساسية وحماية وبناء البيئة الإحيائية خلال عشر سنوات. تعزيز تطوير القضايا الاجتماعية في مجالات التعليم والصحة العامة وغيرها، وفقا لمتطلبات التخطيط الموحد للاقتصاد وتنسيق التنمية الاجتماعية. زيادة تطوير اقتصادات ذات خصائص وصناعات ذات تفوقات لتعزيز قدرة المناطق الغربية في تنميتها الذاتية. مواصلة تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح لإزالة، تدريجيا، عراقيل الأنظمة التي تقيد تنمية القوى المنتجة، وإرساء قاعدة راسخة لتعزيز تنميتها.
في عام 2000، رفع ستار تنمية المناطق الغربية، بحيث أن استثمارات الدولة في بناء البنية الأساسية في المناطق الغربية أعلى ببضع عشرة نقطة مئوية عما في المناطق الشرقية. ومن عشرة مشروعات كبيرة جديدة و78 مشروعا متوسطا وكبيرا قيد البناء، كان معظمها لبناء البنية الأساسية وحماية البيئة الإحيائية. وفي الوقت نفسه، خصصت الصين أموالا طائلة لتعزيز دعم الاستثمارات في المناطق الغربية. وفي خلال الخمس سنوات المنصرمة، بلغ مجمل أموال البناء 460 مليار يوان، وتم ترتيب أكثر من 500 مليار يوان من الدعم المخصص بواسطة الدفع والتحويل الماليين. لقد حثت هذه الاستثمارات خطوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الغربية. وفقا للإحصاء، بين عامي 2000 و2004، بلغ معدل الزيادة لمجمل القيمة الإنتاجية في المناطق الغربية 10% سنويا تقريبا، و20% سنويا من معدل زيادة الاستثمارات في العقارات، و14% سنويا من معدل الزيادة للدخل المالي المحلي. الأمر الذي قد خفض الفروق من معدل سرعة الزيادة السنوية بين المناطق الغربية وبين عموم البلاد من 5ر1% إلى 8ر0%.
إننا ندرك إدراكا لا مجال للشك فيه أن زيادة دفع تنمية المناطق الغربية تواجه صعوبات ومشاكل عديدة. في الوقت الراهن، ما تزال الفروق بين تنمية المناطق الشرقية والغربية تتسع. وبرغم تحسن جزء من البيئة الإحيائية في المناطق الغربية، إلا أن إتجاه التدهور الكامل لم يكبح جذريا. وبالإضافة إلى ذلك، أن تخلف البنية الأساسية لا يزال حلقة ضعيفة في كبح التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الغربية.
في المستقبل، لن تخفف الصين دعمها لتنمية المناطق الغربية. وفي الوقت الراهن، تدرس إنشاء قنوات مستقرة طويلة الأمد لتمويل تنميتها، وآلية اكتشاف واستثمار طويلة الفعاليات. كما تعزز أعمال وضع ونشر ((قانون دفع تنمية المناطق الغربية))، هادفة إلى إدراج أعمال تنمية المناطق الغربية في مسار الحكم القانوني وضمان تنميتها بصورة ثابتة ومستمرة.
الظروف الطبيعية والبيئة الإحيائية الرديئة وتخلف منشآت البنية الأساسية، عوامل تكبح التنمية في المناطق الغربية الصينية. الصورة: ملامح الجفاف في أرياف مقاطعة قانسو
|