سؤال 3 – 11: بعد تطبيق استراتيجية تنمية المناطق الغربية، طرحت الصين فكرة "إنهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين". ما هي نقطة الانطلاق؟ وما هي العلاقة بينه وبين تنمية المناطق الغربية؟ وما هي المساعدات السياسية أو المالية التي منحتها الحكومة المركزية؟

جواب: القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين كانت مهدا للصناعة الصينية. وقد قدمت مساهمات تاريخية في إنشاء النظام الصناعي المستقل والكامل ونظام الاقتصاد الوطني والإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات. وفي الوقت الراهن، تحتل كميات إنتاج النفط الخام في شمال شرقي الصين خمسي مجمل كمياته الإنتاجية في عموم الصين، ونصف الأخشاب، وربع السيارات، وثلث صناعة السفن. لكن منذ الإصلاح والانفتاح، وفي مرحلة الانتقال من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق، تباطأت خطوات المقاطعات الثلاث نحو الأسواق، وبرزت التناقضات بين الأنظمة والهياكل يوما فيوما، وسار الإنتاج الصناعي بصعوبة، وانخفضت الفوائد الاقتصادية، واشتدت التناقضات حول التشغيل. وبسبب كل ذلك، ركدت الصناعات الرئيسية في مدن تتحلى بموارد، واتسعت الفروق بينها وبين المناطق الساحلية المتطورة.

منذ ثمانينات القرن السابق، طبقت الصين، منطلقة من الوضع الكامل لتنمية الاقتصاد الوطني، استراتيجية تنمية المناطق الساحلية. وفي عام 2000، طرحت استراتيجية تنمية المناطق الغربية، واستراتيجية انهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين عام 2004. وعلى ضوء منظومة الاستراتيجية الاقتصادية الصينية، تسير كل من هذه الاستراتيجيات الثلاث بصورة متوازية دون تناقضات. في الوقت الذي تطبق فيه استراتيجية إنهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين، تشجع تسريع خطوات تنمية المناطق الشرقية والمناطق الغربية، هادفة إلى تحقيق الدفع المتبادل بين المناطق الشرقية والغربية وشمال شرقي الصين، والتنمية المتناسقة بين مختلف الأقاليم الصينية.

مناطق شمال شرقي الصين قواعد صناعة ثقيلة كثيفة الأموال والتقنيات تتحلى بتفوقات خاصة. لذلك تتمثل المهمات الرئيسية لإنهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين في: المثابرة على التعديل الاستراتيجي للهيكل الاقتصادي، وتقوية الإصلاح التقني للمؤسسات، وإتمام بناء أنظمة التشغيل والضمان الإجتماعي، وإسراع تنمية قضايا العلوم والتكنولوجيا والتعليم، وزيادة دفع الإصلاح والانفتاح، وبذل الجهود لتحقيق التنمية بصورة شاملة ومتناسقة ومستديمة.

من أجل إنهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين، وسعت الدولة نطاق النقاط التجريبية حول منح سياسات أفضلية إلى مقاطعتي جيلين وهيلونغجيانغ، على أساس تلخيص تجربة النقاط التجربية حول نظام الضمان الاجتماعي في مقاطعة لياونينغ. فقد خصص دعم لصندوق الضمان الاجتماعي بقيمة 57ر4 مليار يوان لزيادة إكمال وتحسين نظام الضمان الاجتماعي في المدن والبلدات. وفي مجال السياسات حول الأعمال المالية والضرائب، خفضت الدولة، بصورة مناسبة، معيار قيمة جباية ضريبة الموارد في مناطق شمال شرقي الصين، وسمحت لتسديدها بقيمة الضريبة المضافة من شراء ماكينات وأجهزة جديدة، مما خفف عن بعض المؤسسات أعباء لضريبة الدخل. كما خصصت الدولة أموالا خاصة لزيادة دعم الزراعة والضمان الاجتماعي والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والصحة العامة والثقافة وحماية البيئة وللمدن ذات الموارد.

كما عززت الدولة دعمها لتعديل الهيكل الصناعي والمشروعات المعمارية الهامة. بعد تنفيذ أعمال تعديل الهيكل الصناعي والإصلاح لـ100 مشروع من الدفعة الأولى، بدأت تنفيذها لـ197 مشروعا من الدفعة الثانية في عام 2004. بحيث وصل مجمل الاستثمارات إلى 9ر108 مليار يوان. كما رتبت أموالا بحسم الفوائد وأموالا من السندات الوطنية، لاستخدامها في الزراعة والغابات والري وبناء الطرق الريفية ومعالجة 15 منطقة منخسفة بسبب استخراج الفحم في القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين.

خلال أكثر من عام، وبفضل دفع الدولة، ظهرت ملامح جديدة في القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين في مجالات الإصلاح والتنمية والاستقرار، بحيث تحققت الزيادة الاقتصادية وارتفعت الفوائد الاقتصادية بوضوح. في عام 2004، بلغ مجمل الناتج المحلي في مقاطعات شمال شرقي الصين الثلاث 39ر1513 مليار يوان، بزيادة 3ر12% عما في العام السابق، وأعلى بـ8ر2 نقطة مئوية عن معدل مستواه في عموم البلاد. أحرزت الزراعة حصادا وافرا، فوصل مجمل إنتاجية الحبوب إلى 31ر72 مليار كيلوغرام، بزيادة 3ر15%. وازداد معدل نصيب الفرد من الدخل الصافي للفلاحين 7ر16% سنويا. وبلغت الاستثمارات الأجنبية المستخدمة فعليا 94ر5 مليار دولار أمريكي. وبالرغم من أن مجمل قيمتها ليس عاليا بالمقارنة مع المقاطعات الساحلية، إلا أنها قد ازدادت 6ر83% عن العام السابق، أعلى من معدل مستواها في عموم البلاد.

رغم كل ذلك، لم تحل بعد، مشاكل تكبح التنمية الاقتصادية في مناطق شمال شرقي الصين حول الهياكل والأنظمة، مثل التشغيل وتغيير وظائف مدن جفت فيها موارد المناجم ومعالجة الديون الميتة. لذلك، إن تحقيق إنهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي الصين يعتبر مهمة ثقيلة والطريق طويل.