سؤال 3 – 12: في الوقت الذي حققت فيه الصين الزيادة الاقتصادية السريعة والتغيرات الاجتماعية تتقدم بإطراد، طرحت نظرية التنمية العلمية. لماذا طرحت هذه النظرية؟ وما هي المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تجابهها؟
جواب: لقد أحرز الإصلاح والتنمية خلال أكثر من عشرين عاما منجزات معترف بها عالميا، وحلت مشاكل الغذاء والكساء لأكثر من مليار نسمة، ووصل مستوى معيشة أبناء الشعب، بصورة أولية، إلى مستوى الحياة الرغيدة. إلا أن المشاكل غير المتناسقة مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بارزة.
في مجال دوران الاقتصاد، أصبحت الصين من البلدان التي تستهلك أكثر الطاقات على وحدة GDP في العالم، وحالة تموين الفحم والكهرباء والنفط والمواصلات متوترة. وفي خلال العشر سنوات الماضية، انخفضت مساحة الأراضي المنزرعة الصينية أكثر من 6 ملايين هكتار، تجاوزت 5% من مجمل أراضيها المنزرعة في عموم البلاد. وفي الوقت الراهن، أتمت مقاطعات ليست قليلة في عموم البلاد استخدام جميع الأراضي المخططة بحلول عام 2010 قبل الموعد المحدد. منذ عام 2004، وبرغم اتخاذ إجراءات التنسيق والسيطرة الكلية التي أحرزت منجزات، إلا أن سرعة الزيادة في الاستثمارات في مجالات الحديد والصلب والإسمنت والأولومنيوم ما تزال سريعة، وتحافظ زيادة القروض المالية على مستوى 19%، وانخفضت مخزونات الفحم إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عشرين عاما. لذلك، لم تحل جذريا التناقضات والمشاكل البارزة في دوران الاقتصاد.
تمر الصين بالمرحلة الأولى من التصنيع. فيصعب عليها تجنب السير على الطريق الذي قطعته البلدان المتطورة. وخاصة، وبسبب طلبات مساعدة المناطق الفقيرة في تنمية الاقتصاد وتخلصها من الفقر، وكذلك نقل الشركات العابرة للقارات صناعاتها التقليدية، ازداد تخريب البيئة الصينية والصغوط على الموارد. الصين ليست دولة تمتلك موارد غنية للغاية. لقد برزت التناقضات حول مستوى امتلاكها الذاتي للموارد في مرحلة التنمية الحالية. فيصعب عليها أن تسد مطالب التنمية الاقتصادية الطويلة الأمد في المستقبل. كما أن زيادة استيراد النفط المستمرة قد كشفت مسألة الأمن الاقتصادي الوطني.
في مجال الحياة الاجتماعية، تكتشف، يوما فيوما، مشاكل حول الأرياف والزراعة والفلاحين، التشغيل، اتساع الفروق بين الدخول، تلوث البيئة، عدم إنشاء الهيكل الصناعي الأمثل، والهيكل غير المعقول بين المدن والأرياف، الهيكل غير المتوازن بين الأقاليم المختلفة، صعوبات الفقراء والمعوقين، الحفاظ على الاستقرار الإجتماعي .. كلها تنتظر الحل بإلحاح.
لقد تشكل معظم هذه التناقضات والمشاكل بسبب أخطائنا وانحرافنا في نظريتنا حول التنمية. إذا انطلقنا من أحوال الصين الواقعية والمهمات التي تواجهها، وجدنا نوعين مختلفين من مستقبل التنمية بعد وصول معدل نصيب الفرد من الناتج الوطني إلى 1000 دولار أمريكي: إما السير على طريق تنمية بصورة سلسة ومستديمة أكثر. وإما إثارة مخاطر اقتصادية واجتماعية. لذلك، إن إنشاء وتطبيق نظرية التنمية العلمية قد أصبح نقطة حاسمة إذا ما أردنا تحقيق التنمية المستديمة في ظل ظروف تاريخية جديدة.
لابد للصين، إذا أرادت إنشاء وتطبيق نظرية التنمية العلمية، من تغيير وسائل الزيادة الاقتصادية وتعديل الهيكل الاقتصادي، على أساس تحسين الهيكل ورفع الجودة والفوائد، لتحقيق التوحيد بين السرعة والهيكل والنوعية والفوائد. لابد من المثابرة على التنسيق بين المجتمع والاقتصاد، والتنمية المتناسقة بين المدن والأرياف، وإلقاء اهتمام أكثر بتطوير المجتمع في وقت تعزيز حث خطوات التنمية الاقتصادية. لابد من الاهتمام بمسألة الموارد والبيئة الإحيائية، وتوحيد تخطيط التنمية المنسجمة بين الإنسان والطبيعة، والوفاء المستمر بطلبات الإنسان المتعددة وتحقيق تنميته الشاملة. كل ذلك بهدف دفع المجتمع كله للسير على طريق تنمية متحضرة تتمثل في الإنتاج المتطور والمعيشة الرغيدة والبيئة الإحيائية الجيدة، وتعزيز قدرة التنمية المستديمة.
|