سؤال 8 – 8: تحقيق الانسجام في المجتمع وبناء مجتمع جميل، يظل مثلا اجتماعيا تسعى وراءه البشرية بهمة لا تعرف الكلل ولا الملل. لكن، في الصين التي لا تزال فيها حتى الوقت الراهن فجوة كبيرة بين الفقراء والأغنياء وبين المدن والأرياف، هل طرحت نظرية بناء "المجتمع المنسجم" قبل الأوان؟ ما هي أهدافها العامة؟ وكيف تقوم الحكومة الصينية بقيادة الشعب الصيني لتحقيقها؟
جواب: برهنت التجارب العالمية على أن الخروج من صفوف البلدان المنخفضة الدخل والتقدم إلى البلدان المتوسطة الدخل، أي الفترة من وصول معدل نصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي إلى 1000 دولار أمريكي سنويا إلى 3000 دولار أمريكي سنويا، قد يظهر مستقبلان: الأول، دخول "مرحلة التنمية الذهبية"، مع الحفاظ على زيادة اقتصادية طويلة الأمد نسبيا وتحقيق التصنيع والتحديث بسلاسة. الثاني، دخول "مرحلة بروز التناقضات". ومع عدم التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يبرز مختلف التناقضات الاقتصادية والاجتماعية باستمرار. إذا لم تكن معالجة التناقضات معقولة، فستشتد وتتوقف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حتى تثور اضطرابات وتراجعات اجتماعية.
في عام 2003، وصل معدل نصيب الفرد من مجمل الناتج الوطني المحلي إلى 1000 دولار أمريكي، وبدأت الصين تدخل هذه الفترة التاريخية الهامة. لكن الصين تمر في مسيرة تحويل الأنظمة وتعديل الهيكل والإصلاح الاجتماعي، وخاصة أن الاقتصاد الصيني قد أبدع أكبر أعجوبة اقتصادية في تاريخ البشرية، إذ حافظ خلال أكثر من عشرين عاما على سرعة زيادة بأكثر من 9% سنويا. لكن يتمثل ثمن هذه التنمية السريعة في أن المجتمع أصبح غير منسجم بصورة أكثر. من ذلك، أن التوزيع غير العادل والفجوة بين الفقراء والأغنياء والمدن والأرياف ومشكلة التشغيل والفساد، قد أصبحت نقطة ساخنة تهتم بها الجماهير الشعبية بشدة. في ظل هذا الوضع، إن الوسيلة الحاسمة لإتمام الصين التحول الاجتماعي وتحقيق الثراء المشترك وحل المشاكل هي: بناء المجتمع المنسجم.
إن المجتمع المنسجم الاشتراكي الذي تعمل الصين على بنائه، مجتمع تسوده الديمقراطية والنظام القانوني والعدالة والإخلاص والصداقة، ومجتمع مستقر ومنتظم ومفعم بالنشاط والحيوية ويتعايش فيه الإنسان والطبيعة بصورة منسجمة. أهدافه العامة: توسيع الطبقة المتوسطة الاجتماعية، وتخفيض عدد ذوي الدخل المنخفض والفقراء، وتنسيق نظام توزيع الدخل، ومكافحة الفساد والإثراء غير المشروع، وتطوير التشغيل وبذل الجهود لتحسين العلاقات بين المجتمع والعمل، والمعالجة الصحيحة لمختلف التناقضات الاجتماعية في ظل الوضع الجديد. وذلك لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل وأكثر سعادة وعدالة وانسجاما واقتصادا، ومفعم بالنشاط والحيوية.
إن تحقيق انسجام المجتمع وبناء المجتمع الجميل، يظل مثلا اجتماعيا تسعى وراءه البشرية والحزب الشيوعي الصيني بهمة لا تعرف الكلل ولا الملل. إن بناء المجتمع المنسجم الاشتراكي سيستغرق عشرين عاما. وهو يتفق والمصالح الجذرية للشعب الصيني الذي يضم 3ر1 مليار نسمة.
أمام الحكومة الصينية مهمة شاقة ومسافة طويلة لتضييق الفجوة بين المدن والأرياف. الصورة: الفلاحون في محافظة جيشان بمقاطعة شانشي يستخدمون القوة الحيوانية في الزراعة
|