امرأة هوي آن الصينية

تعيش في القرى الساحلية في شبه جزيرة هوي دونغ بمحافظة هوي آن التابعة لمدينة تشوآنتشو بمقاطعة فوجيان جنوب الصين مجموعة من النساء، أثارت أوضاعهن وصورهن وعاداتهن التقليدية المتميزة اهتمام السياح والباحثين من داخل البلاد وخارجها. يقول البعض إنهن من أبناء إحدى الاقليات القومية الصينية، بينما يقول البعض الآخر إنهن من قومية هان .... ورغم أن عددهن غير كبير يتراوح بين عشرات الآلاف إلا أن صورهن وحياتهن اقتحمت كاميرات المصورين والافلام والصحف والمجلات الصينية والاجنبية حيث تطلق الوسائل الاعلامية عليهن اسم إمراة هوي آن الصينية ....

لدى إمرأة هوي آن عادة ارتداء قبعة مصنوعة من البامبو تُعرف في اللغة الصينية باسم" داو لي " ويضعن على رؤوسهن أيضا عمامة مطرزة بالورود الملونة. ويُسرّح شعر المرأة الكبيرة السن على شكل ضفيرتين ملفوفتين على جانبي الرأس مع وضع مشط أو ثلاثة من الامشاط البلاستيكية وسط الشعر. أما غير المتزوجة فيسرّحن شعرهن بموضة الطرة الجميلة ويضعن أولا على رأسهن عمامة مربعة الشكل ثم " داو لي " المطلية بالدهن الأصفر بهدف حماية الوجه من أشعة الشمس والرياح والامطار وأيضا للحفاظ على نظافة الشعر من التراب والغبار.

الفتاة شي تسونغ هوي نموذج إمرأة هوي آن، تعمل الان دليلة سياحية في منطقة تشونغ وو، تزيّن نفسها على العادة المذكورة صباح كل يوم. ورغم أنها لا تعرف من ابتكر هذه العادة قديما إلا أنها تعتبرها شيئا جميلا ومناسبا لها. هنا قد يتساءل البعض: الى أية قومية تعود هذه العادة التقليدية ؟ رغم البحوث المكثفة والاستقصاء الطويل لم يجد الباحثون حتى اليوم جوابا شافيا على ذلك. لأنهم يرون أن موضة الثياب وأسلوب التزيين تتشابه مع كثير من القوميات الصينية. إذ إن ارتداء " داو لي " يشبه عادة أبناء قوميتي لي وجينغ. والسترة الملونة القصيرة تشبه سترة فتيات قومية داي في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين. والبنطلون الاسود هو نفس بنطلون أبناء قومية شوي لونا وشكلا، ويشبه أيضا البنطلون الذي يرتديه الفلاحون من قومية هان في معظم المناطق الريفية بالصين.

عادة ما ترتدي امرأة هوي آن قبل الزواج أو الانجاب النقاب الاسود لحجب وجوههن عند خروجهن من البيوت حتى لا يرى وجوههن الآخرون حتى أزواجهن. ولا يخلصن هذا النقاب إلا قبل النوم. وهذا يجعل كثيرا من الازواج لا يعرفون دائما زوجاتهم إذا قابلوهن في الطريق.

لقد طرأ تغير على موضة ثياب امرأة هوي آن في الأربعينات من القرن الماضي. حيث أصبحت سترتهن قصيرة بينما بدأت الكثيرات منهن يضعن المنديل الاسود على رؤوسهن بدلا من العمامة و" داو لي " وبعد عام 1949 أصبحت السترة أقصر بينما عادت الكثيرات منهن يلبسن بالتدريج العمامة و" داو لي ". قيل أن هذا

التغير يرجع الى حملة مشهورة عُرفت باسم التقدم الكبير في الصين عام 1958 حيث اشتركت كثير من نساء هوي آن في بناء سد مائي صخم لسنوات عديدة. وأثناء الأعمال المرهقة تعودت الكثيرات منهن على لبس عمامة و" داو لي " لحماية الوجه والرأس من أشعة الشمس والامطار. ورغم الانتهاء من بناء السد ما زلن يحتفظن بهذه العادة التي تحولت أخيرا الى موضة يسعى الجميع وراءها وأصبحت أيضا منظرا متميزا في المنطقة حتى اليوم.

يتساءل البعض لماذا اصبحت سترة نساء هوي آن قصيرة الى هذا الحد حتى يمكن المرء أن يرى بعض المستور من بطنهن. الجواب هو أن السترة حينما تكون قصيرة فإن ذلك يتيح الفرصة لإظهار الحزام الملون في وسط امرأة غير متزوجة والحزام الفضي للمتزوجة. ويُذكر أن هذين النوعين من الاحزمة عبارة عن هدايا الرجال الذين يقدمونها لهن طلبا للزواج، كما انها رمز لثروة عائلاتهم حيث يتفاخرن ويتباهين بها أمام الآخرين.

قبل الخمسينات من القرن الماضي كانت امرأة هوي آن تعيش دائما في بيت أمها سواء أ كانت متزوجة أو غير متزوجة. وتعود الى بيت زوجها في عيد الربيع وعيد تشينغ مينغ وبعض الأعياد التقليدية الأخرى فقط. وبعد أن تنجب ولدا تعود الى بيت زوجها لبدء العيش فيه. ذلك لأن أزواجهن كانوا في الماضي يعملون في معظم أوقات السنة في مناطق أخرى أو يصيدون الأسماك في البحر، وقليلا ما قضوا أوقاتا

طويلة مع أفراد العائلة. أما الان فقد تغيرت هذه الأوضاع مع تحسن الظروف الاقتصادية والتقدم الاجتماعي.

وفقا للتقاليد فإن العروسة في مراسم الزواج تقوم بتخطي إناء مليئ بالفحم المشتعل باعتبار ذلك بداية حياة زوجية سعيدة. وفي يوم الزواج تقوم خمسة أو ستة نساء بتمشيط شعر العروس وتشكيله في تسريحة جميلة ومعقدة، ودائما ما تستغرق عملية التمشيط والتشكيل حوالى أربع ساعات. وإذا انهدمت هذه التسريحة لأي سبب فلا يمكن للعروس أن تعيدها بمفردها كما كان. والجدير بالذكر أن نساء هوي آن في القديم كن يزرعن سنتين ذهبيتين للزينة، أما الأن فقد نبذن هذا الاسلوب القديم.

عادة ما يقوم الرجال بصيد الاسماك في البحر أو أعمال أخرى في المناطق النائية. لذلك أصبحت امرأة هوي آن قوة عمل رئيسية في بيوتهن وخارجها. وهم يقمن بزراعة الآراضي وبناء الطرق وحياكة شبكات الصيد اضافة الى رعاية شؤون العائلة والعناية بالمسنين وتربية الاولاد. لذلك اصبحت لديهن قدرة قوية على الصبر وتحمل الصعوبات والتسامح اضافة الى اهتمامهن بجمالهن الفريد ووالحفاظ على العادات والتقاليد. وكل هذا أصبح منظرا رائعا يجذب كثيرا من السياح الذين يزورون هذه المنطقة. (إذاعة الصين الدولية )

 

شبكة الصين  /   9  أغسطس  2006  /

Wednesday
August 9, 2006
الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688