من المعروف أن الامم المتحدة أكبر منظمة دولية يعمل الان في مقرها العام أكثر من أربعة آلاف موظف وموظفة. الموظفات هناك يمثلن أكثر من أربعين بالمائة من إجمالي عدد العاملين.معظمهن يعملن الان في مجالات السكرتارية والترجمة وأعمال أخرى، ورغم أن حياتهن لا تختلف عن حياة الأخريات بكثير إلا أن أعمالهن تتسم بضغوظ أكثر.
يعمل في قسم الترجمة الشفوية التابع للجمعية العامة وقسم الاجتماعات للامم المتحدة مائة وثلاثة عشر موظفا وموظفة. من بينهم المترجمة تشو جينغ وين التي بدأت عملها في هذا القسم منذ أكثر من ثلاثين عاما. تصف الترجمة الفورية بانه عمل ذو ضغوط كبيرة. وتتذكر ما كان قد حدث لها في الايام الاولى لممارستها الترجمة الفورية في الامم المتحدة. ففي سنوات المواجهة السياسية بين الصين والاتحاد السوفياتي السابق حضرت تشو جينغ وين مؤتمرا هاما للجمعية العام للامم المتحدة جرت فيه عملية التصويت من مندوبي الدول الأعضاء لاجازة مشروع هام. وكانت تشو جينغ وين قد أخطأت في ترجمة كلمة "معارضة " (( against )) الى كلمة " مرة ثانية أو من جديد " (( again )). الأمر الذي جعل المندوب الصيني الذي كان قد انتهى من التصويت يرفع يده مرة أخرى تعبيرا عن موافقته. وبعد أن وجد المندوب السوفيياتي هذا الموقف طلب من المندوب الصيني أن يوضح موقف الصين إزاء المشروع مرة أخرى. كان هذا الخطأ درسا قاسيا صعب النسيان في أعماق تشو جينغ وين. ومنذ ذلك الوقت كلما بدأت عملها في الترجمة تركز كل انتباهها على السمع والكلام مهما كان الموضوع معروفا لديها أو كانت في حالة تعب شديد وهى تصف عملها هذا بأنه توجّه الى معركة .... "
تشعر تشو جينغ وين أيضا بسعادة وسرور أثناء عملها فدائما ما يأتي المندوبون الى مكتبها بعد اجتماع كانوا يتناقشون حتى يتجادلون فيه للتعبير عن شكرهم وتقديرهم لعملها الممتاز في الترجمة. وأثناء استعراضها لأعمالها في الترجمة باللغة الصينية قالت هذه المترجمة الممتازة إن مكانة الصين في الصعيد الدولي وخاصة بعد استئناف عضويتها الشرعية في الأمم المتحدة ترتقي بشكل مستمر حتى اليوم، كانت اللغة الصيتية قليلة الاستخدام في الامم المتحدة في السنوات الماضية جيث كان مترجمي الغة الصينية مرتاحين دائما طوال اليوم. أما الان ومع التصاعد الملحوظ لمكانة الصين على المسرح العالمي ازدادت أعمال الترجمة بالغة الصينية ازديادا كييرا جدا، هذا ليس في الامم المتحدة فحسب بل في المنظمات الدولية الأخرى أيضا.
السيدة جيانغ هوا الصينية الأصل أول متحدثة باسم الامين العام في تاريخ الأمم المتحدة تم اختيارها لشغل هذا المنصب من بين عشرات آلاف المرشحين من مختلف دول العالم. وتعتز بها الموظفات وخاصة الموظفات الصينيات في الامم المتحدة اعتزازا كبيرا.
دائما ما تعمل جيانغ هوا أكثر من إثنتي عشرة ساعة يوميا بل تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة في بعض الأحيان. وتحضر الى مكتبها قبل الساعة السابعة من صباح كل يوم. وأول ما تقوم به هو اعداد تقارير تضم آخر التطورات العالمية للأمين العام وكبار المسئولين في الاقسام الأخرى ثم تحضر اجتماعات القسم السياسي وقسم حفظ السلام وغيرهما ثم تجمع أبرز موضوعات هذه الاجتماعات لتنشرها في المؤتمر الصحفي الدوري الذي تعقده في الساعة الثانية عشرة ظهر كل يوم. ورغم أن الاسئلة التي يطرحها الصحفيون في هذا المؤتمر متنوعة وبعضها صعبة الاجابة إلا أن جيانغ هوآه تستطيع الاجابة عليها بكل مرونة وهدوء وذكاء. لقد وجّه لها الأمين العام للامم المتحدة الكثير من عبارات المدح والثناء.
السيدة ونغ ينغ ينغ شخصية مشهورة في مقر الأمم المتحدة. هذا ليس بسبب منصبها المهم كرئيسة لقسم شئون العاملين هناك. بل إن الكثيرين يتحدثون عن قصتها لطلب الجنسية الصينية والحصول عليها.
ولدت السيدة ونغ ينغ ينغ في مدينة هو تشي مينغ بفيتنام وأجادت اللغات الصينية والفرنسية والانجليزية اضافة الى اللغة الفيتنامية من خلال الدراسة في المدارس الفيتنامية ثم التحقت بجامعة بفرنسا. وأثناء اقامتها في فرنسا ذهبت الى القنصلية الصينية وطلبت الجنسية الصينية وحصلت عليها فعلا. بعد حصولها على شهادة الماجستير في الآداب من الجامعة الفرنسية دخلت امتحانات الامم المتحدة ونجحت فيها وبدأت تعمل مترجمة. وبعد أربعة أعوام من ذلك أختيرت للعمل في قسم شئون العاملين ثم عيّنت رئيسة للقسم. حول نجاحها في العمل قالت: يجب على كل فرد أن يعيش ويعمل بكل حب وحماس وسعادة، هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يكون قلبه مفتوحا لا يفكر فقط في مصلحة نفسه بل عليه أن يساعد الأخرين. إذا سار الانسان على هذا المنهاج يمكنه أن يكون سعيدا في الحياة ومرتاح النفس في العمل كما ستكون الفرص تفتح أمامه على مصراعيها للارتقاء في المناصب .
معظم الموظفات الصينيات الأصل في الامم المتحدة يعملن نهارا في مكاتبهم ويعدن بعد العمل الى بيوتهن كنظيراتهن في أية دولة لاعداد الطعام وتربية الاولاد ومعالجة الشئون المنزلية المختلفة. بل ان ايقاعات حياتهن تكون أشد وأكثر توترا. وفي الحديث عن الأعمال في الأمم المتحدة تحدثت محررة صينية الأصل أثناء استعراضها لمشوار عملها في هذه المنظمة الدولية الكبرى قائلة: إذا بذلنا جهودا لصالح السلام ودفع التنمية في العالم فلن نندم على ما نقوم به ونبذله مهما كان العمل مكلفا لوقتنا وتعبنا وجهودنا .... (إذاعة الصين الدولية)
شبكة الصين / 8 أغسطس 2006 /