رئيس مجلس الدولة الصينى يعقد مؤتمرا صحفيا فى القاهرة

القاهرة 19 يونيو /شينخوا/ قبل اختتام زيارته الرسمية لمصر، عقد رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو مؤتمرا صحفيا فى القاهرة امس / الاحد/ . حضره حوالى 100 مراسل من الصين وكبرى وسائل الاعلام المصرية ووكالات الانباء الدولية التى تتخذ من مصر مقرا لها. فيما يلى نص المؤتمر الصحفى:

الاهرام (صحيفة مصرية) : ما هو تعليقكم على اهمية هذه الزيارة لمصر؟ وكيف ترى مستقبل العلاقات بين الصين ومصر؟ وما هو الدور الذى تعتقد ان بامكان الصين القيام به فى الشرق الاوسط؟

ج : زيارتى لمصر تتزامن مع الذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. الصين ومصر لديهما حضارات قديمة. وعلى حد قول الرئيس (حسنى) مبارك : الصين ومصر كلاهما مبدعو مجد البشرية والتقدم ومدافعان عن التراث الثقافى الانسانى وكلانا يتبع قيما ومثلا سامية". وهذا يغلف العلاقات الصينية المصرية خلال الاعوام الخمسين الماضية، دعمت الصين ومصر احداهما الاخرى واقامتا علاقات اخوة. وخلال زيارتى التى استمرت يومين، اجتمعت مع الرئيس مبارك واجريت محادثات مع رئيس الوزراء (احمد) نظيف كما تم توقيع برنامج الخطوط العامة بين الصين مصر حول تعميق التعاون الاستراتيجى بين الجانبين. كما توصلنا الى اتفاق عريض حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية الهامة محل الاهتمام المشترك. واننى على ثقة من انه بجهودنا المشتركة، ستنمو الصين ومصر من حيث القوة كما ستبقى الصداقة الصينية المصرية راسخة مثل الاهرام.

وفيما يتعلق بنوع الدور الذى ستلعبه الصين فى الشرق الاوسط فان ردى هو ان الصين ستواصل القيام بدور ايجابى وبناء.

سانكى شينبون من اليابان: الصراع بين فلسطين واسرائيل يعد حاليا اكبر مشكلة فى الشرق الاوسط. ما هو الاسهام الذين يمكن ان تقدمه الصين بهذا الصدد؟ فقد فرضت بعض الاطراف عقوبات على الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس. هل تعتزم الصين اظهار دعمها للحكومة بقيادة حماس بتقديم مساعدات لها؟

ج: الصين تدعم عملية السلام فى الشرق الاوسط ومبادرة خريطة الطريق. ونحن نعتقد ان عملية السلام فى الشرق الاوسط بين فلسطين واسرائيل ينبغى تسويتها من خلال الحوار والمفاوضات السياسية وعلى اساس قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبدأ "الارض مقابل السلام". والصين تأمل ان تتناول الاجنحة الفلسطينية المختلفة خلافاتها بطريقة هادئة وان تتوصل الى توافق حول سياستها الداخلية من خلال التشاور. وهو الامر الذى سيحفز على حل الصراع الفلسطينى الاسرائيلى.

الصين تأمل ان ترى منطقة شرق اوسط سلمية ومستقرة ونامية. والدور الذى تلعبه الصين هو تعزيز التصالح وتسهيل الحوار بين الاطراف المعنية ونحن نأمل ان يعيش الفلسطينيون والاسرائيليون ويواصلوا التنمية فى بيئة سلمية.

ان الوضع الحالى فى الشرق الاوسط والوضع الانسانى للفلسطينيين مصدر قلق. والصين لا تؤيد العزلة السياسية او الحصار الاقتصادى. ينبغى على المجتمع الدولى تقديم المزيد من المساعدات لفلسطين ومساعدة الرئيس (محمود) عباس والحكومة الفلسطينية فى تحقيق استقرار داخلى.

وكالة الانباء الاسبانية: خلال الاعوام القليلة الماضية، لعبت الصين دورا اكبر فى الساحة الدولية. كما تسعى الصين لتوثيق العلاقات مع امريكا اللاتينية والدول الافريقية. هل تعتقد ان هذا الامر سيسبب احتكاكات او حتى تصادما مع الولايات المتحدة عندما تنمى الصين علاقاتها مع الدول فى افريقيا وامريكا اللاتينية؟

ج: بالرغم من ان الصين حققت تقدما ملحوظا فى نموها الاقتصادى والاجتماعى فى الاعوام الاخيرة، الا انها مازالت تلتزم بسياسة خارجية مستقلة تدعو للسلام . وجهود الصين لتنمية علاقات ودية وتعاونية مع دول افريقيا ودول امريكا اللاتينية لا تستهدف اى دولة ثالثة كما ان مثل هذه الجهود لن تقوض مصالح اى دولة اخرى. واعتقد ان الحكومة الامريكية تدرك هذا الامر ايضا.

وكالة انباء الشرق الاوسط: تعقد قمة بكين والمؤتمر الوزارى لمنتدى التعاون الصينى الافريقى فى نوفمبر . هل ستكون المساعدات الفنية جزءا من مجموعة المساعدات التى ستقدمها الصين لافريقيا خلال الاجتماع؟ ما الذى ستفعله الصين لمساعدة افريقيا فى دخول القرن الحادى والعشرين؟ هل سيتم ربط المساعدات بحقوق الانسان والحكم الجيد وقضايا اخرى؟ وما هو هدف هذه القمة؟

ج: ان منتدى التعاون الصينى الافريقى يعتبر آلية فعالة للحوار الجماعى بين الصين والدول الافريقية وايضا منتدى هاما لتعزيز التعاون . ويجب على الصين وافريقيا استغلال هذا المنتدى بافضل طريقة لاجراء تعاون ودى ومفيد للجانبين. واننى على ثقة من ان قمة بكين فى نوفمبر ستعطى دفعة قوية للنمو المستقبلى للعلاقات الصينية الافريقية.

لقد نمت علاقات الصداقة والتعاون الصينية الافريقية على مدى نصف قرن. وحتى عندما كانت الصين نفسها تمر باصعب الاوقات ظلت تقدم دعما ثمينا ومساعدات للدول والشعوب الافريقية. وتغطى مساعدات الصين للدول الافريقية العديد من المجالات. وخلال الاعوام الخمسين الماضية ، قامت الصين من اجل مساعدة افريقيا فى تنمية اقتصادها ، باستكمال حوالى 900 من مشروعات البنية الاساسية ومشروعات للتنمية الاجتماعية فى افريقيا وارسلت حوالى 16 الف من العاملين الطبيين الى 43 دولة افريقية حيث عالجوا 240 مليون مريض.

وخلال القمة القادمة، سنركز على التعاون الاقتصادى وتدريب المهنيين وأنشطة الاستثمار. وفى اطار المنتدى، الغت الصين ديونا تقدر ب 10.5 مليار يوان رنمينبى مستحقة على 31 من الدول الفقيرة المثقلة بالديون والدول الاقل تقدما فى افريقيا والغت التعريفات على 190 فئة من سلع التصدير من 29 من الدول الاقل تقدما فى افريقيا، وخلال المؤتمر الوزارى الثانى فى اديس ابابا قبل ثلاثة اعوام، تعهدت الصين بتدريب 10 الاف مهنى لافريقيا. وسيتم استكمال التدريب كما هو مقرر هذا العام. وتشجع الصين الشركات الصينية على القدوم لافريقيا للتعاون. ويهدف مثل هذا التعاون الى تحسين قدرة افريقية على التنمية الذاتية.

وسيكون هدف القمة بناء نوع جديد من شراكة استراتيجية صينية افريقية يتميز بالمساواة السياسية والثقة المتبادلة وتعاون اقتصادى مفيد للطرفين وتبادلات ثقافية.

رويترز: ما هى افضل طريقة فى اعتقادكم لكسر الجمود فى القضية النووية الايرانية فى هذه المرحلة؟ خلال زيارتكم ، سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين الصين ودول افريقية ، كيف ترى هذه الاتفاقيات فيما يتعلق بحقوق الانسان وحماية البيئة؟

ج: دعونى اولا اوضح موقف الحكومة الصينية بشأن القضية النووية الايرانية . نحن ندعم بشدة الحفاظ على سلامة نظام عدم الانتشار النووى ونعارض انتشار الاسلحة النووية. ونعتقد ان ايران لديها حق الاستخدام السلمى للطاقة النووية. ولكن ينبغى عليها احترام التزاماتها وان تتخذ خطوات لتعزيز ثقة المجتمع الدولى. ونرى ان القضية النووية الايرانية ينبغى حلها من خلال الوسائل الدبلوماسية. وقد وضع الاقتراح الذى قدم فى اجتماع وزراء الخارجية للدول الخمس ذات العضوية الدائمة فى مجلس الامن زائد المانيا الاساس لتسوية سلمية للقضية. وآمل ان تنتهز جميع الاطراف المعنية الفرصة وتتخذ موقفا بناء وتظهر مرونة اكبر من اجل تسهيل الاستئناف المبكر للمفاوضات. والصين ستواصل العمل والتعاون مع الاطراف المعنية بطريقتها الخاصة.

ان افريقيا تضم 53 دولة واكثر من 800 مليون نسمة. والصين تعلق اهمية كبيرة على العلاقات الاقتصادية والتجارية المتزايدة مع الدول الافريقية. فى العام الماضى كان اجمالى حجم التجارة بين الصين وافريقيا 39.8 مليار دولار فقط. وبلغ الفائض التجارى لافريقيا 2.4 مليار دولار. ونحن نرى امكانات هائلة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وافريقيا.

نحن نتبع الاولويات الثلاثة التالية فى جهودنا لتنمية علاقات اقتصادية وتجارية مع افريقيا: اولا، توسيع الواردات من افريقيا. الصين ستتخذ خطوات قوية لخلق ظروف لافريقيا لترويج منتجاتها فى الصين. ثانيا، دمج المساعدات الفنية بالمساعدات الاقتصادية والتعاون. وستركز الصين على تعزيز قدرة افريقيا فى التنمية الذاتية. ثالثا، مساعدة افريقيا فى تدريب فنيين ومتخصصين فى الادارة.

واثناء تنمية العلاقات مع افريقيا، تلتزم الحكومة الصينية بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للاخرين. وتدعم الصين نمو الديمقراطية وحكم القانون فى افريقيا. ولكننا لا نفرض ابدا ارادتنا على الاخرين. نحن نعتقد ان الشعوب فى كل منطقة ودولة لها الحق والقدرة على تناول شئونها الخاصة على نحو ملائم. والمجتمع الدولى ينبغى ان يحترم الاختيار المستقل للدول الافريقية فيما يتعلق بنموذج التنمية.

ايتار- تاس: هل تم مناقشة التعاون فى مجال الطاقة بين الصين ومصر وخاصة امدادات الطاقة المحتملة من مصر الى الصين؟

ج: التعاون بين الصين ومصر شامل بطيبعته. والطاقة احد الاعمدة الهامة فى الاقتصاد المصرى. ونحن على استعداد للتعاون فى مجال الطاقة مع مصر على اساس المساواة والمنفعة المتبادلة.

اذاعة الصين الدولية: سؤال يتعلق بالطاقة ايضا . ان زيارتكم لافريقيا تجذب الكثير من الاهتمام. وتقول بعض التقارير ان الصين تريد فقط البترول من تنمية علاقاتها مع الدول الافريقية وان الصين تتبع ما يسمى ب" الاستعمار الجديد". ما هو تعليقكم على ذلك؟

ج: ان قبعة " الاستعمار الجديد " لا تلائم الصين ببساطة. على مدى 110 اعوام بعد حرب الافيون فى 1840 كانت الصين ضحية العدوان الاستعمارى . والامة الصينية تعرف جيدا المعاناة الناجمة عن الحكم الاستعمارى والحاجة لمحاربة الاستعمار. وهذا هو السبب الرئيسى الذى جعلنا جميعا ندعم التحرير الوطنى ونهوض افريقيا.

 

شبكة الصين  /   20  يونيو  2006  /


Copyright © China Internet Information Center. All Rights Reserved E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688 (20060524)