بكين 10 مارس /شينخوانت/ انتقد المستشارون السياسيون الصينيون فى اجتماعهم السنوى المكتمل هنا اليوم /الجمعة/ تقرير وزارة الخارجية الامريكية الذى ينتقد اوضاع حقوق الانسان فى الصين، ووصفوه بانه " لا اساس له بالمرة "، وان " له توجهات ايديولوجية "، كما يعد " مثالا جديدا عن اتباع واشنطن معايير مزدوجة فى مسألة حقوق الانسان ".
وقال تشاو تشى تشنغ، عضو اللجنة الوطنية العاشرة للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى، اكبر الاجهزة الاستشارية فى الصين، فى احدى مناقشات اللجان اليوم " ان الولايات المتحدة، التى نصبت نفسها قاضيا لحقوق الانسان تشير ثانية باصابع الأتهان الى الاخرين، بينما تتجاهل تماما مشكلاتها الذاتية ".
واضاف تشاو، الوزير السابق المسئول عن مكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصينى، ان تقارير الدول الخاصة بممارسات حقوق الانسان لعام 2005 والتى اصدرتها واشنطن يوم /الاربعاء/ وشملت اكثر من 190 دولة ومنطقة، من بينها الصين جاءت مليئة " بالاتهامات التعسفية والعبارات اللامعقولة ".
واشار تشاو الى ان الصين اضطرت الى اصدار تقارير مضادة حول سجل حقوق الانسان بالولايات المتحدة منذ عام 1997. وان اخر تقرير منها، وهو السابع على التوالى خلال السنوات الماضية، نشر أمس الخميس.
وصرح سيدنى شابيرو الأمريكى المولود فى نيويورك، والمترجم البارز فى دوائر الادب الصينية، بانه لا يوجد لدى واشنطن بالفعل ماتتباهى به فى نظامها الديمقراطى.
وقال شابيرو /91 عاما/ وهو من قدامى اعضاء المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصين " ان الديمقراطية فى امريكا التى حصل عليها الشعب عبر نضال طويل بدأت فى الانحدار فى القرن العشرين. واليوم، فى الولايات المتحدة، حصلت اجهزة الاستخبارات حتى على سلطة التنصت على هواتف المواطنين، والاستعلام عن ماهية الكتب التى يستعيرها الشخص من المكتبة ".
واضاف " واعتقد ان معظم الامريكيين لا يصدقون ما تقوله وزارة الخارجية فى تقريرها حول وضع حقوق الانسان فى الصين " .
وقال يانغ تشنغ تشيوان ، وهو ايضا عضو المؤتمر الاستشارى السياسى ، وايضا نائب الرئيس التنفيذى لمؤسسة تنمية حقوق الانسان فى الصين ، ان الانتقادات الامريكية للصين لاعلاقة لها بحقوق الانسان ، وانما تهدف الى " تقويض النظام الاشتراكى فى الصين " .
واضاف " ان هذه الانتقادات ليست سوى سياسة قذرة ، ذات اتجاهات ايديولوجية صرفة ". واشار الى " ان الولايات المتحدة تحاول تحقيق اهدافها السياسية تحت ذريعة حقوق الانسان " .
واستشهد بانتهاك الجنود الأمريكيين لأسرى الحرب فى العراق ، وتجنب وزارة الخارجية الامريكية عمدا الأشارة الى هذه الفضائح فى تقاريرها الخاصة بحقوق الانسان فى السنوات الماضية ، قائلا ان واشنطن تمارس على الدوام المعايير المزدوجة فى مجال حقوق الانسان .
واتفق معه فى الرأى المستشار تشانغ تشنغ قائلا ان واشنطن تجاهلت طويلا التقدم المستمر فى حقوق الانسان فى الصين .
وقال ان الحكومة الصينية اعلنت هذا العام عدة سياسات تفضيلية رئيسية لتعزيز التنمية الريفية ، والتى ستحقق فوائد جوهرية لحوالى 900 مليون مزارع فى البلاد .
واضاف " ان هذه السياسات ستساعد فى ضمان حق المزارعين فى العيش والتنمية ، والتى نعتقد انها الحق الاول لكل انسان . ولماذا تتعامى واشنطن مرة اخرى عن هذا التقدم الرئيسى لحقوق الانسان فى الصين؟".
شبكة الصين / 12 مارس 2006 /
|