5- بناء عالم منسجم يسوده السلام الدائم والازدهار المشترك
 

 

ليس للبشرية سوى دار واحدة وهي الكرة الأرضية. إن بناء عالم منسجم يسوده السلام الدائم والازدهار المشترك رغبة مشتركة لشعوب مختلف دول العالم والهدف السامي لسير الصين في طريق التنمية السلمية.

إن الصين ترى أن العالم المنسجم يجب أن يكون عالما ديمقراطيا ووئاميا وعادلا ورحب الصدر.

ـ التمسك بالديمقراطية والمساواة وتحقيق التنسيق والتعاون. على أساس ((ميثاق الأمم المتحدة)) والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، يجب على مختلف الدول أن تحفز الديمقراطية في العلاقات الدولية عبر الحوار والتبادل والتعاون، وتقرر مختلف الشعوب شؤونها الخاصة، وتتشاور مختلف الدول في الشؤون الدولية على قدم المساواة، وتتمتع الدول النامية بحقوق المشاركة والقرار في الشؤون الدولية. ويجب أن تحترم كافة الدول بعضها بعضا وتعامل بعضها بعضا على قدم المساواة، ولا ينبغي فرض الإرادة الذاتية على الآخرين، ولا ينبغي وضع أمنها وتنميتها الذاتية على أساس التضحية بمصالح الدول الأخرى. على المجتمع الدولي أن يعارض الأحادية ويشجع ويدفع تعددية الأطراف وإطلاق الدور الإيجابي للأمم المتحدة ومجلس أمنها في الشؤون الدولية. وعند معالجة العلاقات الدولية، يجب بذل الجهود لتوسيع نقاط إلتقاء المصالح وتعزيز التفاهم خلال الإتصالات وتقوية التعاون من خلال التفاهم، لأجل تحقيق الربح المشترك أثناء التعاون إنطلاقا من المصالح المشتركة لشعوب مختلف الدول.

ـ التمسك بالوئام والثقة المتبادلة وتحقيق الأمن المشترك. على مختلف الدول أن تواجه مواجهة مشتركة تهديد الأمن في العالم أجمع يدا بيد. ويجب نبذ فكرة الحرب الباردة، وإنشاء مفهوم أمن جديد باعتبار الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتعاون نواة، ومنع الاشتباكات والحروب عبر آلية الأمن الجماعي العادلة والفعالة بصورة مشتركة وإزالة أو تخفيف تهديدات النشاطات الإرهابية والمخاطر المالية والكوارث الطبيعية وغيرها من التهديدات غير التقليدية على الأمن لصيانة سلام العالم وأمنه واستقراره. يجب التمسك بتسوية النزاعات والاشتباكات الدولية سلميا عبر التشاور والمفاوضات على قدم المساواة، والمعارضة المشتركة لأعمال الاعتداء على سيادة الدول الأخرى ومعارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومعارضة استخدام القوة أو التهديد بالقوة على هوى كل طرف. ويجب تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتمسك بالمكافحة في المجالين العرضي والجوهري في آن واحد، والمهم أن يكون إستئصال الأسباب الجذرية وتسديد الضربة الحازمة إلى الإرهاب. يجب تحقيق نزع السلاح الفعال والحد من التسلح لحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ودفع عملية نزع السلاح النووي الدولي وصيانة الاستقرار الاستيراتجي في العالم أجمع وفقا للمبدأ العادل والمعقول والشامل والمتوازن.

ـ التمسك بالعدالة والمنفعة المتبادلة وتحقيق التنمية المشتركة. في مسيرة العولمة الاقتصادية يجب التمسك باتخاذ العدالة أساسا لتحقيق التنمية المتوازنة والمنتظمة، كي تستفيد منها مختلف الدول وعلى وجه الخصوص الدول النامية الغفيرة وليس من أجل توسيع الفجوة بين الجنوب والشمال. يجب دفع تنمية العولمة الاقتصادية نحو اتجاه مؤات للازدهار المشترك، وعلى الدول المتطورة أن تتحمل واجباتها أكثر لتحقيق التنمية العامة والمنسقة والمتوازنة في العالم قاطبة، وعلى الدول النامية أن تستخدم تفوقاتها الخاصة بمزيد لدفع التنمية. ويجب دفع تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وإزالة مختلف الحواجز التجارية وانفتاح الأسواق بصورة أكثر وإلغاء القيود أمام صادرات التكنولوجيا لإنشاء نظام تجارة متعدد الأطراف دولي علني وعادل ومعقول وشفاف ومفتوح ودون تمييز، مما يقدم بيئة تجارية ممتازة لتنمية الاقتصاد العالمي بانتظام. ويجب إكمال النظام المالي الدولي بمزيد لخلق بيئة مالية دولية مستقرة وفعالة لنمو الاقتصاد الدولي. ويجب تعزيز الحوار والتعاون حول طاقة العالم أجمع لصيانة أمن الطاقة واستقرار أسواقها سويا. يجب دفع وصيانة حقوق الإنسان كي يتمتع كل امرئ بفرص وحق السعي وراء التنمية الشاملة على حد سواء. ويجب إبداع نمط تنمية ودفع التنمية المتناغمة بين الإنسان والطبيعة والسير في طريق التنمية المستدامة.

ـ التمسك برحابة الصدر والانفتاح وتحقيق الحوار بين الحضارات. التنوع الحضاري هو الصفة الأساسية للمجتمع البشري، وأيضا القوة الهامة لتقدم الحضارة البشرية. يجب أن تتبادل جميع الدول احترام حقوق بعضها بعضا في اختيار أنظمتها الاجتماعية وطرقها التنموية بالمبادرة الذاتية، ويستفيد بعضها بعضا من التجارب لتلافي الضعف لتحقيق النهض والتنمية لمختلف الدول حسب ظروفها الوطنية. ويجب تعزيز الحوار والتبادل بين الحضارات وبذل الجهود لإزالة الشكوك وسوء التفاهم لتحقيق التنمية المشتركة من خلال السعي وراء إيجاد النقاط المشتركة ونبذ الخلافات جانبا لجعل البشرية أكثر وئاما والعالم أكثر غنيا وتنوعا. يجب صيانة التنوع الحضاري وتنوع أنماط التنمية لإنشاء عالم منسجم مشترك من مختلف الحضارات.

منذ سنوات عديدة، والصين تتمسك بموقف السلام والتنمية والتعاون، وسياسة خارجية سلمية مستقلة، انطلاقا من روح الديمقراطية والوئام والعدالة وسعة الصدر، تؤدي دورها البناء وتشارك مع مختلف الدول سويا في ممارسة الهدف السامي لإنشاء عالم منسجم.

تدفع الصين بنشاط تطور النظام السياسي والاقتصادي الدولي نحو اتجاه عادل ومعقول، وتحفز الديمقراطية في العلاقات الدولية. والتزاما بأهداف ومبادئ ((ميثاق الأمم المتحدة))، تهتم الصين بدور الأمم المتحدة المهم في الشؤون الدولية بصفتها نواة الآلية الدولية المتعددة الأطراف، وتدفع بنشاط تسوية المنازعات الإقليمية ومسألة التنمية عبر التعاون المتعدد الأطراف، كما تؤيد بنشاط إطلاق الأمم المتحدة دورها الأكبر في الشؤون الدولية. وتؤيد إصلاح الأمم المتحدة وتدافع بحزم عن مصالح الأمم المتحدة البعيدة المدى والمصالح المشتركة للأعضاء الغفيرين. لقد انضمت الصين إلى أكثر من 130 منظمة دولية بين الحكومات، من ضمنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واشتركت في أكثر من 267 معاهدة دولية متعددة الأطراف مثل ((معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية))، وتشارك بنشاط في التعاون الدولي في نواحي مكافحة الإرهاب والحد من التسلح وحظر الانتشار وحفظ السلام والاقتصاد والتجارة والتنمية وحقوق الإنسان والقضاء والبيئة.

تدفع الصين بأعمالها الواقعية إنشاء علاقات حسن الجوار والثقة المتبادلة مع المناطق المجاورة لحفز التعاون الأمني الإقليمي. ووفقا لمبادئ القانون الدولي وروح التشاور على قدم المساواة والتفاهمات والتنازلات المتبادلة، تعمل الصين على حل مشاكل الحدود مع الدول المجاورة وتسوية النزاعات ودفع الاستقرار. وعبر الجهود المشتركة مع مختلف الدول، وقعت الصين مع 12 دولة مجاورة برا معاهدات حدودية وحلت مشاكل الحدود المخلفة من التاريخ. وتتطور مشكلة الحدود بين الصين وكل من الهند وبهوتان نحو اتجاه إيجابي. وتدفع الصين بنشاط الحوار والتعاون الأمني الإقليمي، حيث تلعب دورا إيجابيا بناء في الآليات الإقليمية مثل "الآسيان - الصين" و"الآسيان - الصين واليابان وجمهورية كوريا" ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والباسفيك ومنتدى رابطة دول جنوب شرقي آسيا والحوار حول التعاون في آسيا وغيرها. أضاف انضمام الصين إلى ((معاهدة الصداقة والتعاون لجنوب شرقي آسيا)) حيوية جديدة إلى السلام والصداقة بين الصين ودول رابطة جنوب شرقي آسيا.

تلعب الصين دورا بناء من أجل تسوية بعض المشاكل الساخنة الدولية والإقليمية مما دفع أمن العالم المشترك. في حل المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية، ظلت الصين تقوم بالوساطة الإيجابية، وأسهمت في انجاح إجراء المحادثات الثلاثية (الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة) والمحادثات السداسية (الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة وجمهورية كوريا وروسيا واليابان) على التوالي تحت رعايتها، وشجعت مختلف الأطراف على إصدار بيانات مشتركة، مما خفف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بحيث تلعب دورا بناء لصيانة سلام واستقرار شمال آسيا الشرقي. وفي تسوية مسألة الشرق الأوسط، تشجع الصين الأطراف ذات العلاقة على العودة إلى المفاوضات حول السلام واستئناف مسيرة السلام وفقا القرارات المعنية للأمم المتحدة ومبدأ "الأرض مقابل السلام". وفي حل مسألة العراق، تدعو الصين بنشاط إلى البحث عن حل سياسي داخل إطار الأمم المتحدة، كما فعلت أعمالا كثيرة لحل مسألة العراق بصورة مناسبة. وفي حل المسألة النووية في إيران، اتخذت الصين طرقا عديدة لإقناع الأطراف المعنية بالتصالح وحثها على إجراء المفاوضات سعيا لحل هذه المسألة سلميا وبصورة مناسبة داخل إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وواصلت الصين مشاركتها بصورة أوسع في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، إذ أرسلت أكثر من 3000 فرد/ مرة من العسكريين والشرطيين والموظفين المدنيين إلى 14 مهمة للأمم المتحدة لحفظ السلام.

وتبذل الصين كل ما في وسعها لمساعدة الدول النامية لدفع التنمية المشتركة لجميع الدول. ففي خلال السنوات العديدة الماضية، قدمت الصين مساعدات نزيهة بقدر المستطاع لمساعدة الدول النامية على تعزيز قدرة تنميتها المستقلة. حتى الآن، قد قدمت الصين مساعداتها إلى منظمات في أكثر من 110 دول ومناطق وبلغ عدد مشاريع المساعدة أكثر من 2000. وقد خفضت أو ألغت الصين 6ر16 مليار يوان من الديون في 198 دفعة من الديون المستحقة على 44 دولة نامية. وفي مايو 2005، أنشئ المركز الدولي الصيني لمساعدة الفقراء في بكين. وفي سبتمبر 2005، أعلن الرئيس الصيني في الاجتماع الرفيع لتدبير أموال التنمية لمؤتمر القمة للذكرى السنوية الستين لتأسيس الأمم المتحدة، إجراءات الصين الجديدة لتعزيز مساعداتها للدول النامية الأخرى هي: تمنح معاملة الرسوم الجمركية الصفرية لبعض البضائع من الـ 39 دولة الأقل نموا ذات العلاقات الدبلوماسية مع الصين على أن يشمل نطاق الأفضلية معظم السلع المصدرة من هذه الدول إلى الصين. وتزيد من توسيع حجم المساعدات المقدمة إلى الدول الفقيرة الأكثر مديونية والبلدان الأقل نموا. وفي السنتين المقبلتين، ستلغى من خلال القنوات الثنائية أو تشطب بطرق معالجة أخرى جميع القروض الحكومية بلا فائدة والمنخفضة الفائدة المستحقة التي لم تسددها في الموعد المحدد جميع الدول الفقيرة الأكثر مديونية وذات العلاقات الدبلوماسية مع الصين قبل نهاية عام 2004. وفي خلال السنوات الثلاث المقبلة، ستقدم إلى الدول النامية 10 مليارات دولار أمريكي من القروض الميسرة وائتمانات التصدير التفضيلية للمشتري لاستخدامها في مساعدة هذه الدول على تعزيز بناء منشآت البنية التحتية ودفع مؤسسات الجانبين لممارسة الاستثمار المشترك والتعاون. وفي السنوات الثلاث المقبلة، ستزيد الصين من المساعدات المعنية المقدمة إلى سائر الدول النامية وخاصة البلدان الأفريقية، وتقدم إليها مواد دوائية من ضمنها الدواء الناجع لمكافحة الملاريا، وتساعدها على إقامة وتحسين المنشآت الطبية وتدريب العاملين في الطب. وستدرب وتربي 30 ألفا من الأكفاء بأنواعهم المختلفة للدول النامية الأخرى لمساعدتها في تسريع تربية الأكفاء.

إن الصين تعزز التبادل والحوار مع مختلف الحضارات بلا انقطاع، لدفع سعة الصدر المتبادلة لمختلف الحضارات. إن الانفتاح ورحابة الصدر وامتصاص كافة الأشياء المفيدة تشكل ميزة هامة للحضارة الصينية. وفي اليوم الذي يتطور فيه اتجاه العولمة الاقتصادية بعمق، تدرك الصين أكثر إدراكا المغزى الهام للتبادل والحوار بين مختلف الحضارات، فتتجه الصين بنشاط نحو العالم ليتعرف العالم عليها، كما تتعلم وتستفيد من النتائج المفيدة من الحضارات الأخرى. في السنوات الأخيرة، أقامت الصين مع بعض الدول نشاطات مختلفة الأشكال مثل "الأسبوع الثقافي" و"الرحلة الثقافية" و"المهرجان الثقافي" و"السنة الثقافية"، مما دفع التبادل والتفاهم بين الشعب الصيني وشعوب الدول ذات العلاقة، ووجد نمطا جديدا لإجراء الحوار بين مختلف الحضارات على قدم المساواة.