كان اختيار أربعة حيوانات من بين التمائم الخمس لأولمبياد بكين خبرا سارا لأنصار حماية الحيوان.وقد دعت الجمعية الصينية لحماية الحيوانات البرية أكثر من 30 خبيرا متخصصا وكاتبا في الرابع عشر من نوفمبر للحديث عن العلاقة بين تمائم دورة بكين الأولمبية وحماية الحيوانات البرية. وقد اتفق المشاركون على أن اختيار أربعة حيوانات من بين التمائم الخمس للأولمبياد يعد تجسيدا وتفعيلا لمفهوم الأولمبياد الخضراء والتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة والإنسان والحيوان. وحث المشاركون على ضرورة الاستفادة من التمائم الأولمبية في الدعاية إلى روح احترام الحيوان والعناية به في المجتمع.
يشار إلى أن اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين أعلنت يوم الحادي عشر من نوفمبر عن تمائم دورة بكين الأولمبية لعام 2008، وهي عبارة عن خمس صور لعرائس تحاكي شكل الإنسان، أطلق عليها "عرائس السعادة"، وأعطيت أسماء مباركة، هي: "بي بي" و"جينغ جينغ" و"هوان هوان" و"ينغ ينغ" و"ني ني" ترمز إلى السمك والبندا والظبي التبتي والسنونو والشعلة الأولمبياد كل على حدة. وقد آثار إعلان التمائم استجابة وصدى قويا في المجتمع، وأعربت الجمعية الصينية لحماية الحيوانات البرية والدوائر ذات العلاقة الأخرى عن سعادتها كثيرا.
في الاجتماع عبر /جيدي ماجيا/ سكرتير الجمعية الصينية للكتاب وهو الناطق باسم الظبي التبتي عن أنه سيبدع قصيدة طويلة حول الظبي التبتي تقديرا له، حيث قال إن اختيار الظبي التبتي لا يرمز فقط إلى اهتمام الدولة بالحيوانات المشرفة على الانقراض وقوة حمايتها لها، بل يعكس عزم وقوة أبناء الشعب في المناطق الغربية الذين يعيشون في بيئة صعبة، مشيرا إلى أن اختيار تمائم دورة بكين الأولمبية جاء بالبركة والسعادة للحيوانات البرية بالصين.
وقالت الكاتبة المشهورة /فانغ مين/ الناطقة باسم البندا إن اختيار البندا شيء معقول، وليس مفاجأة، لكن السعادة باختيارها عظيمة أيضا. وقد تم اختيار البندا بسهولة والسبب في ذلك أنها ذات خصائص صينية أكثر، وذات شهرة أعظم.
فوجئ كثيرون باختيار السنونو. في الواقع، السنونو هو رمز لبكين وللربيع أيضا. حسب تعريف /وانغ تسنغ نيان/ جمعية حب الطيور ببكين، يسمى السنونو ببكين سنونو جينغ (بكين) الذي ينقسم إلى سنونو تشوه وسنونو تشياو. في السنوات الأخيرة أثرت البنايات العالية الكثيرة في بيئة حياة السنونو، وضيقت مجال حياته وخربت البيئة الهادئة التي يحبها، مما أدى إلى انخفاض شديد في أعداد السنونو، واختيار السنونو في هذه المرة هو تجسيد مستفيض لزيادة مفهوم الناس لحماية الحيوانات البرية.
ولاختيار السمك معنى عميق، فالسمك في المفاهيم الصينية التقليدية يرمز إلى الوفرة والفيض في الحياة، لأن نطق كلمة سمك بالصينية مثل نطق الفيض، وتاريخ معرفة الإنسان للسمك قديم جدا. ورموز الحيوانات الأربعة هي الظبي التبتي والبندا والسنونو والسمك كلها ذات طبيعة لطيفة وناعمة ترمز إلى السلم، الأمر الذي يتفق مع الثقافة الصينية التقليدية والأفكار الكونفوشيوسية.
نعتقد أن اختيار هذه الحيوانات البرية الأربع سيهيئ جوا ممتازا لحماية الحيوانات البرية الأخرى. فقد أصبحت ضمن تمائم دورة بكين الأولمبية، تحمل الماضي والمستقبل معا، وصارت نوعا من التاريخ وصنعت تاريخا أيضا.
شبكة الصين / 17 نوفمبر 2005 /
|