المقامات الاثنا عشر، المعروفة باسم أم موسيقى الويغور، لها تاريخ طويل. ويعتقد بعض العلماء أن أصلها يرجع إلى "لحن المنطقة الغربية الكبير" الذي ازدهر خلال فترة أسرتي هان (206ق م- 220م) وتانغ (618- 907م) وكانت له شعبية كبيرة في وسط الصين.
في منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وبمساعدة آخرين، كرست المحظية الإمبراطورية أماني ساهان من مملكة يارقنت، وكانت نابغة في الشعر والموسيقى، كرست كل جهودها لجمع وترتيب موسيقى المقام، التي كانت، آنذاك، مبعثرة في المناطق المأهولة بأنباء ويغور. وفي النهاية استخلصت 12 مقاما خفيفا ومسليا وهي المعروفة بالاثني عشر مقاما.
لا توجد موسيقى لأقلية عرقية أخرى تضاهي نظام المقامات الاثني عشر في الضخامة والإحكام. كل واحد من المقامات الاثني عشر، التي تتبع بصرامة التقويم الفلكي، مقسم إلى ثلاثة أجزاء: نغمة تسونغ، داستان ومشرب، لكل منها 25- 30 لحنا فرعيا. المجموعة الكاملة للمقامات تتكون من 360 لحنا مختلفا ويستغرق عزفها جميعا عشرين ساعة.
وبينما المقام شكل فني انتشر في المناطق الإسلامية في أنحاء العالم، تتسم المقامات الاثنا عشر بصفات ويغورية مميزة. والشيء المهم في ترتيبها هو أن أماني ساهان لم تستخدم موادا من الذخيرة الموسيقية للآلات الثرية والمتقدمة العربية والفارسية. بدلا من ذلك استكشفت الموارد الثرية لموسيقى الويغور الفلكلورية المنتشرة في شمالي وجنوبي جبل تايشان. وكانت النتيجة أن الاثني عشر مقاما لها نكهة ويغورية قوية.
منذ انتشارها بين أبناء الويغور، لعبت "الاثنا عشر مقاما" دورا لا غنى عنه حياة الناس، فهم يرقصون بمصاحبة الاثني عشر مقاما ويغنون على ألحانها.
بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949 بذلت حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم كل جهد ممكن للحفاظ على "الاثني عشر مقام". في عام 1956 قام أستاذ المقام توردي آهون، والموسيقار وان تونغ شو مع مساعدين آخرين، قاموا بعمل مضن لتسجيل معظم الألحان الصوتية والنصوص للمقامات الاثني عشر على أشرطة كاسيت. وسجلوا أيضا الموسيقى باليد. هذه الجهود مهدت الطريق لإحياء هذا التقليد الثقافي. في عام 1960 نشر مجلد "المقامات الاثني عشر" بصوت غناء توردي آهون. وهكذا تم تأمين ذلك التراث الثقافي في النهاية بإصداره الأول.
وخلال العقدين المنصرمين قامت المؤسسات الثقافية في شينجيانغ برعاية ندوات ودعم مشروعات بحث ونشرت عددا من الكتب حول المقامات الاثني عشر. وخلال السنوات الأربع الماضية شارك سبعة آلاف عارض، معظمهم من الويغور، في مشروعات النشر الوطنية الرئيسية. وقد أسفرت جهودهم عن إصدار أقراص مدمجة، سي دي، وأقراص فيديو مدمجة، في سي دي، ودي في دي لمقامات الويغور الاثني عشر.
شبكة الصين / 7 سبتمبر 2005 /