عندما شعار دورة بكين الأولمبية، "عالم واحد، حلم واحد" كان له وقع كبير في نفوس أبناء العاصمة الصينية. العجوز /لي فو تيان/ البالغ من العمر 66 سنة والذي يقيم في حي شيجينغشان ببكين نقش هذا الشعار على ختمين كبيرين، فالتقينا معه. عندما رأيت الختمين الكبيرين، أخرج العجوز لفة كبيرة ثقيلة للوحة مبطنة، إجمالي طول اللوحة 160 مترا، سماها العجور "صور البركة". قال العجوز إنه بدأ رسم "صور البركة" في أكتوبر العام الماضي. نطق البركة في الصينية مثل نطق "الديك" وفاكهة "لي تشي"، لذلك أهم المشاهد في الصور هي أفراخ الدجاج وثمار فاكهة لي تشي الناضجة. على الصور 2006 أفراخ صغيرة تمثل تمنيات جميلة لدورة ألعاب بكين 2008، وتمثل أيضا العام الحالي، وهو عام الديك الصيني. على الصور تلك الأفراخ إما تأكل الحبوب أو تلعب معا أو تختفي تحت شجرة فاكهة لي تشي أو تنشر أجنحتها كأنها تريد أن تطير، أشكالها محبوبة ومؤثرة في القلوب. هذه الصور مرسومة على 108 ورقة أرز ممتازة يلصق بعضها ببعض. قال العجوز إنه عمل ليل نهار لمدة 3 اشهر من أجل إنجاز هذه اللوحة الكبيرة.
على الصور أنواع كثيرة من الطيور مثل العقعق وطائر المينة، وأنواع كثير من الأشجار مثل الكاكا والخوخ والرمان والكمثرى والقرفة والتفاح الشرقي، الأمر الذي أضاف حيوية وجاذبية للوحة.
لهذه اللوحة 5 موضوعات: العصر المزدهر المستقر، الثروة الضخمة، دنيا الطيور والزهور، المستقبل الواعد، العمر المديد لشعوب العالم. قال العجوز إن هذه الموضوعات الخمسة تعبر عن الأمنية الجميلة للمواطن الصيني العادي لنجاح دورة بكين الأولمبية، وعن تمجيد استقرار وازدهار البلاد.
في اللوحات الصينية الرائعة لابد من وجود الختم. على هذه اللوحة ختمان. العجوز لم يعرض هذه اللوحة فور انتهائه من رسمها، ولكنه انتظر إعلان شعار دورة بكين الأولمبية، حتى يمكنه أن ينقش ختمين متناسبين مع هدفه الأصلي من رسم اللوحة. بعد إعلان الشعار بدأ العجوز يبحث عن مواد الختمين، ونقشهما في نهار وليلة. وزن كل ختم أكثر من 5ر1 كغم، بحجم 10 سم ×10 سم. واستخدم أسلوب النقش النافر في نقش واحد منهما، والنقش الغائر في نقش الآخر. التناسق بين خط الأختام القديمة والشعار الدولي أفضل مثل لاتجاه الصينيين إلى العالم.
قال العجوز متأثرا: ربما ترون أنتم الشباب بكين تستضيف دورة أولمبية أخرى، لكن دورة بكين 2008 هي الفرصة الوحيدة بالنسبة لنا نحن المسنين، أريد أن اعمل ما يفيد دورة بكين الأولمبية في حياتي.
شبكة الصين / 3 أغسطس 2005 /
|