مصحف الجيب في شينجيانغ شاهد على تاريخ رحلات تشنغ خه البحرية

بمناسبة إحياء ذكرى مرور ستمائة عام على رحلات تشنغ خه البحرية، أكد خبراء متخصصون أن نسخة مصحف الجيب النادرة بشينجيانغ التي أثارت اهتمام وسائل الإعلام الصينية والأجنبية قبل عدة سنوات، عاد بها تشنغ خه من بلاد العرب أثناء برحلاته البحرية.هذه النسخة، وهي أصغر نسخة للمصحف الشريف بالعالم، من الآثار النفيسة والشواهد التاريخية على إسهام تشنغ خه في الثقافة الصينية بل والعالمية، حيث لعب دورا تاريخيا في نشر الثقافة الإسلامية في رحلاته السلمية.

في "الندوة الدولية حول رحلات تشنغ خه البحرية والحوار بين الحضارات" التي أقيمت قبل عد أيام، أشار خبراء صينيون وأجانب إلى أن تشنغ خه، مسلم مؤمن، ونموذج رائع للمسلمين الصينيين ورسول سلام عالمي عظيم، جسد تسامح الدين الإسلامي في الفكر وفي العمل وحب السلم وحسن الجوار وجمعها مع الأخلاق الحميدة للأمة الصينية جمعا رائعا، ونشرها حيث وصل، بذلك قدم إسهاما كبيرا في نشر الحضارة الإسلامية ودفع الجمع بين الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية، وأظهر روح تضامن الأمة الصينية.

حسب السجلات التاريخية، كانت تقام نشاطات إسلامية في كل رحلة بحرية قام بها تشنغ خه، بموافقة البلاط الإمبراطوري، الأمر الذي ارتقى بشهرة الثقافة الإسلامية كثيرا، وعزز معرفة الصينيين بالثقافة الإسلامية واعتراف ثقافة قومية هان بالثقافة الإسلامية. وكثير من النفائس التي حملها أسطول سفن تشنغ خه إلى مكة المكرمة انتقلت إلى القاهرة، فقد اكتشف كسرات من خزف "تشينغ هوا" من عهد تشنغ خه في أطلال مدينة الفسطاط القريبة من القاهرة. في ذلك العهد، ومع تطور فن الطباعة، انتشرت نسخ مصحف الجيب لاستخدام البلاك الملكي في العالم العربي، ولما كانت النسخ من هذا النوع قليلة فقد أهدى العربتشنغ خه هذه النسخة النفيسة، كونه داعية للثقافة الإسلامية. وحسبما قال خبير في شينجيانغ متخصص في دراسات القرآن الكريم والثقافية العربية لمدة طويلة فإن أصول تشنغ خه من المناطق الواقعة غربي الصين وقد توارث هذه النسخة من مصحف الجيب عن أجداده. هذه النسخة اكتشفت في مدين كورله بشينجيانغ عام 1993.

طول هذه النسخة 7ر2 سم، عرضها 3ر1 سم، سمكها سم واحد، وزنها 6ر4 غرامات، أخف 6ر0 غرام من نسخة المصحف الشريف التي اكتشفها أحد العرب. وهي تشتمل على 6236 آية (هي كل آيات القرآن الكريم)، 77934 كلمة، 323621 حرفا، غلافها من الورق المقوي المموه بالذهب، عليه أشكال إسلامية. محفوظة في علبة مطلية بالذهب حجمها أكبر من حجم إبهام اليد بقليل، في وسط غطاء العلبة عدسة مكبرة بسم واحد، لتستخدم في قراءتها. بالعلبة بعض حلقات حديدية تربط بشريط حريري لحملها وحمايتها. ومضغوط على العلبة أشكال عربية جميلة مما يجعلها عملا فنيا رائعا.

ويقال إنها أصغر حجم موجود للقرآن الكريم في العالم، ومن ضمن آثار الدولة المحمية من الدرجة الأولى، يسميها الخبراء الصينيون في دراسة القرآن الكريم وعلماء الأثار "الكنز الذي لا يقدر بثمن". وتشير دراسات الآثريين إلى أن هذه النسخة من المصحف الشريف التي يحتفظ بها أحد المسنين الويغور أكمل وأفضل نسخة من المصحف من حيث التاريخ والحجم والوزن وسلامة الحفظ، كما أنها اصغر نسخة للقرآن الكريم حجما في العالم.

شبكة الصين  /  13  يوليو  2005  /

Wednesday
July 13, 2005
الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688