أعزائي، في الوقت الذي نقدم لكم فيه المعلومات عن منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور نجري مسابقة، هناك جوائز لاصحاب الاجابات الصحيحة. أما سؤال حلقة اليوم فهو:في أي عام تم بناء قرية SOS الخيرية للايتام بمنطقة شينجيانغ وبدأت استقبال الاطفال الايتام رسميا ؟
انتهى بناء قرية SOS الخيرية للايتام في مدينة أرومتشي بمنطقة شينجيانغ في عام 2001، وبدأت استقبال الايتام رسميا في اليوم التاسع والعشرين من نفس العام، وهى ثامنة قرية خيرية في الصين تقيمها الحكومة الصينية بالتعاون مع منظمة قرية SOS الخيرية الدولية،وهى الوحيدة في شمال غربي الصين. وظيفتها الرئيسية استقبال الاطفال الايتام الاصحاء الذين لم تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة وفقدوا أبائهم وأمهاتهم. وتضم القرية حاليا أربع عشرة عائلة وروضة للاطفال يعيش فيها أكثر من مائة يتيم قادم من مقاطعات شنشي وتشينغهاي وقانسو ومنطقتي شينجيانغ ونينغشيآ، وتعمل في كل عائلة من العائلات المذكورة عاملة تلعب دور الام التي تتحمل مسئولية تعليم وتربية الاولاد في عائلتها، وقبل بدء هؤلاء الامهات أعمالهن في القرية تلقين مع العاملين والعاملات الاخرين تدريبات مهنية تخصصية ثم اشتركن جميعا في امتحان الزامي لا يُسمح بالعمل إلا بعد إجتيازهن فيه. وقبل وقت غير بعيد زار مراسل إذاعتنا هذه القرية الخيرية، فلنتعرف منه على بعض أحوالها.
عندما دخل مراسلنا القرية الخيرية شعر بانه دخل حديقة جميلة حيث شاهد الاشجار والاعشاب الخضراء والازهار الزاهية الالوان والبيوت السكنية المبنية على طراز حديث جميل تصطف بينها بشكل منتظم .
جذبت هذه الاغنية الويغورية مراسلنا الى دخول بيت عائلة تسكن فيه الام / أمينة وثمانية أولاد ترعاهم بينهم توأمان. قالت الام أمينة إن كل فرد من هؤلاء الاطفال في نظرها متميز ومحبوب، يملك مهارة فنية خاصة، وهى تعتز بهم اعتزازا كبيرا ِ:
" بينهم خمسة أولاد وثلاث بنات، التحق أربعة منهم بمدرسة قومية هان والاربعة الآخرون بالمدرسة القومية الويغورية، ويحب جميعهم الدراسة ويجتهدون فيها كما يساعدون بعضهم البعض في الدراسة والحياة، وفي أيام العطلة يذهبون دائما
الى القاعة الثقافية الجماهيرية أو قصر الاطفال الثقافي لتعلم عزف الموسيقى بالآلات الموسيقية المختلفة كالكمان والطبل اليدوي الويغوري والعود والارهو الصيني .
تخرجت الام أمينة عام 2000 من الجامعة، وكان عمرُها حينذاك ثلاثة وعشرين عاما فقط. وعندما شاهدت ذات يوم في إحدى الصحف المحلية اعلانا لطلب عاملين وعاملات للعمل في هذه القرية الخيرية ذهبت اليها حاملة معها شهادتها الجامعية وحبها وحنانها، وعبّرت عن رغبتها في العمل فيها، وبعد الامتحان الدقيق والتدريب المهني أصبحت أمينة أما في القرية وتعمل فيها حتى اليوم .
قالت أمينة عندما سمعت أولادها الثمانية ينادونها بأمي لاول مرة إحمرّ وجهُها خجلا، وفي الوقت نفسه شاهدت نظراتهم الصادقة المليئة بالامل والتطلع فامتلأ قلبها بالرحمة والحنان والشعور بالمسئولية، فعقدت منذ ذلك اليوم العزم على تعليم وتربية هؤلاء الاطفال بكل جهودها وعلى أحسن وجه قدر الامكان.
وبين أولادها توِأمان من قومية الويغور، هما أرشانجيانغ وأخوه ويشانجيانغ. وعندما استقبلتهما القرية كان عمرهما أربعة أعوام فقط، وكانا ضعيفي الجسم وقصيري القامة. ولكن بفضل الرعاية الكاملة والعناية الدقيقة من أمهما أمينة أصبح كلاهما اليوم قوي الجسد كما إرتفعت قامتهما كثيرا. وقال أرشانجيانغ: - التسجيل -
" كانت درجاتي الدراسية غير جيدة أما الان فحققتُ تقدما كبيرا، وأحظى بمدح وتقدير دائمين من معلمي. وجدير بالذكر أنني إنضممتُ أمس الى فرقة طلائع
الاطفال، وأصبحت في غاية السرور عندما تم ربط المنديل الاحمر المثلث على عنقي، وعندما أخبرتُ أمي أمينة بهذا الخبر أصبحت في غاية السرور أيضا. "
قدمت أمينة جهودا كبيرة ومساهمات كثيرة لتعليم وتربية أولادها الثمانية، وفي الوقت نفسه حظيت بحبهم أيضا. وذات يوم أصيبت بمرض ولزمت الفراش، فهب ِالاولاد الثمانية جميعا الى العناية بها ومساعدتها. منهم من يقدم لها الماء والدواء ومن يساعدها على غسل الوجه ومن يعد وجبة الطعام بدلا منها... وعندما شاهدت أمينة هؤلاء الاطفال مشغولين حولها تأثرت تأثرا شديدا ...
والى جانب أمينة هناك أمهات أخريات في القرية يعاملن أولادهن الايتام بكل الرفق والحب وبالعناية الدقيقة والكاملة، وجدير بالذكر أنه وفقا لنظام العمل في القرية لا يُسمح لهؤلاء الامهات بالزواج والانجاب أثناء مرحلة عملهن داخل القرية. ورغم هذه القيود لكن جميعهن سعيدات باختيارهن العمل هنا. وقالت الام وانغ شياو هونغ :
" أرى أن اختياري للعمل هنا يرجع الى طبيعتي الشخصية، وأرغب في الاسهام في الاعمال الخيرية منذ سنوات بعيدة، أفضل منح هؤلاء الايتام المزيد من الحب والعناية ليتمتعوا بالسعادة العائلية وبالحب الامومي ... "
ورغم فقدان هؤلاء الايتام لأبويهم ولكنهم يتمتعون الان فعلا في القرية الخيرية بالسعادة العائلية والحب الامومي والاخوي، وجدير بالذكر أن جاكي شان/
الممثل السينمائي الصيني الكبير وسفير النوايا الحسنة للامم المتحدة زار في ابريل العام الحالي خصيصا هذه القرية الخيرية على رأس فرقة طبية قامت بفحص الاطفال الايتام وعلاج أمراضهم وأهدى جاكي شان هدايا ومواد دراسية متنوعة لاطفال القرية .
وفي ظل الرعاية المتكاملة من الحكومة والمجتمع ينشأ ويترعرع أطفال القرية بشكل سليم وويتمتع كثير منهم حاليا بمهارات فنية متنوعة كالعزف على الالات الموسيقية المختلفة، ها هى مقطوعة موسيقية تعزفها البنت الصغيرة لي هونغ البالغة من عمرها سبع سنوات فقط :
يكنّ كثير من هؤلاء الاطفال الصغار آمالا عريضة إزا مستقبلهم، وقالت اوريم تيقول/ البنت الصغيرة من قومية الويغور إنها ترغب أن تكون في المستقبل طبيبة تساعد الآخرين على التخلص من الامراض :
" أتمتع الان بحب أمومي وإخوي في القرية، ورغم كوني صغيرة حاليا أعيش بمساعدة الآخرين، لكنني أريد أن أكون في المستقبل طبيبة أساعد الآخرين وخاصة الفقراء والضعفاء في المجتمع ليتخلصوا من أمراضهم ... "
وعندما ودّع مراسلنا هؤلاء الاطفال وأمهاتهم كان صوت الموسيقى المعزوفة بأيدي هؤلاء الصغار يدغدغ أذنيه، وتأكد عبر الاستماع اليها أن هؤلاء الصغار يعيشون فعلا في سرور وسعادة ولا يتمتعون بحب أمهاتهم وجميع عاملي القرية
فحسب بل يحظون بحب وعناية وإهتمام من المجتمع كله ....
اذاعة الصين الدولية / يوليو 2005 /