في تصريحات صحفية له مؤخرا قال /ياو مينغ ده/ رئيس مكتب فرقة قيادة الااستعداد لنشاطات إحياء الذكري السنوي الستمائة لرحلات تشنغ خه، إن تشنغ خه رسول سلام عظيم نشر الحضارة الصينية، رحلاته البحرية نموذج لعلاقات الصين الودية مع دول العالم، ويعكس بصورة مستفيضة أن الأمة الصينية أمة عظيمة تحب السلام.
وفقا لتعريفه، قام تشنغ خه رحلاته البحرية من 1405 إلى 1433، في العقود الثلاثة الأولى من القرن الخامس عشر، كان الطرف الشرقي والطرف الغربي لقارة أوراسيا يتجهان إلى البحار في نفس الوقت تقريبا. كان تشنغ خه ممثلا للشرق، وكان الأمير البرتغالي هنري الذي قام باستكشاف الساحل الأفريقي الغربي ممثلا للغرب، رمزت الرحلات الشرقية والغربية إلى أن مسرح نشاطات البشرية بدأ يتتطور من اليابسة إلى البحر. كانت إحدى القوى المحركة لتوسيع الغرب الرحلات البحرية هو العنصر الاقتصادي. في بداية القرن الخامس عشر، كان الغرب في عشية "فجر الرأسمالية"، كان النمو السريع للاقتصاد السلعي بمختلف الدول الأوروبية الغربية والطلب الملح لتراكم الرأسمال للرأسمالية الناهضة هو القوة المحركة الرئيسية للرحلات البحرية الغربية. كانت كل الدول الغربية تشجع وتدعم المغامرات البحرية والبحث عن الذهب، وفتح المستعمرات الخارجية. كانت رحلاتهم البحرية لها هدف اقتصادي واضح منذ البداية.
عند تحليله لدافع رحلات تشنغ خه قال: في ذلك الوقت دخلت الصين أواخر المجتمع الاقطاعي، في فترة بداية أسرة مينغ المزدهرة، كانت صناعات الغزل والنسج والخزفيات والتعدين والسفن متطورة. انتهج الإمبراطور تشو دي الانفتاح على الخارج وإقرار الدول المجاورة محاولا خلق وضع سلمي مستقر لفترة طويلة. وكانت رحلات تشنغ خه البحرية من الإجراءات الهامة لتنفيذ سياسته الخارجية، والدافع الرئيسي لها كان التفكير السياسي. قبل رحلات تشنغ خه، كانت البيئة الدولية المجاورة للصين ليست مستقرة كثيرا، فقد سادت الدول بجنوب شرقي آسيا الشكوك المتبادلة والمنافسة، وانتهج بعضها التوسع الخارجي والاعتداء على الدول المجاورة، وقتل بعضها رسل أسرة مينغ، ومنع وخطف الوفود التي تزور الصين، وطغى القراصنة على البحار ولم تكن خطوط المواصلات البحرية مأمونة. كل هذه العوامل أثرت في أمن جنوب الصين، وأثرت في صورة أسرة مينغ الدولية، لذلك انتهج إمبراطور اسرة مينغ سياسة خارجية سلمية تجسدت في "إقرار الأمة الصينية محليا وإقرار الدول المجاورة خارجيا ومعاملتها بالمساواة"
كان أسطول تشنغ خه أسطولا مختلفا خاصا قويا في العالم، شكل وفقا للملاحة البحرية وطلب القتال وتحت قيادة محكمة، مكون من أكثر من 200 سفينة كبيرة وصغيرة. كثير من العلماء الأجانب أطلقوا على تشنغ خه "قائد القوات البحرية". في ناحية عدد الأشخاص، في كل رحلة بحرية لتشنغ خه، كان معه أكثر من 27 ألف شخص؛ في ناحية قدرة القتال، كان فريق السفن والقوة البرمائية بالأسطول مثل قوة السفن حاليا. ويعتقد البروفيسور جوزيف نييدان البريطاني أنه لم تكن هناك دولة أوروبية تضاهي في قوتها البحرية أسرة مينغ في ذلك الوقت.
وقال /ياو مينغ ده/ إن أسطول تشنغ خه كان أسطولا ضخم للقوات البحرية، لكنه لم يستخدمه في العدوان والتوسع، بل لنشرالصداقة وتحقيق السلم. في رحلاته البحرية كان تشنغ خه يلجأ إلى وسائل مختلفة للتوسط في، وتخفيف التناقضات بين شعوب مختلف الدول، وتهدئة النزاعات، وإزالة سوء الفهم، وتهديد وضرب القراصنة اليابانيين والقضاء على قراصنة البحار، وضمان السلامة في البحار. يقول البروفيسور نييدان إن الملاحين الشرقيين، أي الصينيين، كانوا يعملون بهدوء ورقة، لا يضمرون الأحقاد الماضية، كرماء، لم يهددوا حياة الآخرين؛ كانوا مسلحين، لكنهم لم يفكروا هزيمة الأمم الأخرى ولا إقامة قلاع لهم.
برحلاته البحرية نشر تشنغ خه حضارة الأمة الصينية والثقافة الصينية المتقدمة. وفقا لتعريف /ياو مينغ ده/، وصل أسطول تشنغ خه إلى جنوب شرقي آسيا وغربي آسيا وشرقي أفريقيا على التوالي، له 56 خطا ملاحيا هاما. كانت بعض الدول بجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا وافريقيا متخلفة نسبيا، وتتطلع للحضارة الصينية. المضامين الرئيسية للحضارة الصينية التي نشرها تشنغ خه هي أسلوب وأدب التعامل الصيني والافكار الكونفوشيوسية والتقويم ونظام المقاييس والمكاييل والموازين والتكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا الصناعة وتكنولوجيا الحفر المعمارية والطب وتكنولوجيا الملاحة وصناعة السفن. كانت التجارة الحكومية من مضامين رحلاته الهامة، إلى جانب الهدايا، كان أسطول تشنغ خه يشحن العملات النحاسية الصينية والحرير والخزفيات ومنتجات الحديد للقيام بتجارة المقايضة. وكان أسلوب تحديد الأسعار بالتصفيق باليدين له تأثير كبير. في مملكة جولي القديمة بالهند، بعد أو وصل الأسطول الصيني، قدم بضائعه إلى موقع للتجارة، تحت إشراف مسؤولي الطرفين تم تحديد أسعار البضائع علنيا، بعد الاتفاق صفق الطرفان بأيديهما تعبيرا عن انتهاء الصفقة وعدم الندم. كان أسلوب التجارة الودية هذا من الأحاديث الطيبة التي تناقلها الناس هناك.
إلى جانب ذلك وأثناء رحلاته البحرية قضى تشنغ خه على القراصنة وشق بعض الخطوط الملاحية الجديدة، وبدأ تجار مختلف البلدان التجارة بأنفسهم. كانت الصين تصدر رئيسيا الخزفيات والحرير والشاي ومنتجات اللك والمنتجات المعدنية والعملات النحاسية، وبعد تجارة المقايضة عاد الأسطول الصيني بالمجوهرات والبخور والتوابل والعقاقير والحيوانات الغريبة والنفيسة. استوردت الصين من الخارج 50 كغم من الفلفل الأسود الذي كان يباع في الخارج بأوقيتين من الفضة للكيلوجرام الواحد، لكنه يباع بأربعين أوقية من الفضة داخل الصين، فكانت الأرباح كبيرة. وفقا للإحصاء، في فترة 22 سنة من فترة حكم الإمبراطور تشنغ تسو لأسرة مينغ، جاء إلى الصين مبعوثون من البلاد الآسيوية والافريقية ذات العلاقة برحلات تشنغ خه البحرية 318 مرة، بمعدل 15 مرة سنويا. وقاد 7 ملوك من ممالك بروناي وملقا وسولو وقوماتسلانغ القديمة وفودا لزيارة الصين على التوالي، في أكثر مرة من حيث تعداد الوفود بلغ عدد الوفود الأجنبية من 18 بلدا لزيارة الصين. أثناء زياراتهم للصين توفي 3 ملوك في الصين بسبب المرض، وأوصوا بدفنهم في الصين، فدفنتهم أسرة مينغ حسب مراسم دفن "الملوك".
أكد /ياو مينغ ده/ أن إقامة نشاطات إحياء ذكري مرور ستمائة سنة على رحلات تشنغ خه البحرية أهد أهدافها لنشر تقاليد حب السلام وحسن الجوار للأمة الصينية، ودفع السلم العالمي والتقدم.
شبكة الصين / يوليو 2005 /