الوقت يرجع إلى أحد أيام شهر مايو عام 2001. المشهد لشاب يعتمر قبعة بيضاء وجلبابا ماليزيا يتجول في مقابر قديمة للمسلمين في عاصمة بروناي، كأنه يبحث عن شيء. حرك بعض العشب تحت قدميه فظهر أمامه قبر لمسؤول حكومي صيني من فترة في فترة أسرة سونغ. المسؤول من عائلة اسمها "بو".
الشاب الباحث قرأ على شاهدة القبر: اسم المتوفى، بو ..، حاكم منطقة تشيوانتشو، وقد تولى منصبا حكوميا في فيتنام، توفي في بروناي عام 1228. الشاب خرج عن وقاره وصاح منفعلا أخيرا وجدته!
المسلمون من أصول صينية بجنوب شرقي آسيا
هذا الشاب هو العالم الصيني المسلم /ليو باو جيون/، المقيم في ماليزيا. بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا بدأ يجوب أرض الله من قازاقستان شمالا إلى تايلاند وبروناي جنوبا للبحث في مسألة لم يسبق لغيرها أن بحث فيها: الكشف عن آثار وتراث المسلمين الصينيين خارج الوطن
علم من المعلومات التي جمعها من حوليات التاريخ، أن المسلمين الصينيين بدأوا الرحيل إلى دول جنوب شرقي في عام 1405، وهو العامم الذي بدأ فيه البحار المسلم الصيني /تشنغ خه/ رحلته البحرية. لم ير /ليو باو جيون/ آثار ذلك، فقرر، كعالم، أن يرى تل� الآثار التاريخية بعينيه، وأخيرا وجد قبر /بو تشونغ لين/ المسؤول المسلم لحكومة أسرة سونغ الصينية. هذا دليل على أن المسلمين الصينيين وصلوا دول جنوب شرقي آسيا في فترة أسرة سونغ وليس في فترة أسرة مينغ.
"أبناء دونغقان" أحفاد أبناء قومية هوي بشنشي وقانسو
عندما كان طالبا في جامعة شيبي للمعلمين قبل 14 سنة، قرأ خبرا يقول إن أحفاد أبناء قومية هوي المسلمة بشنشي وقانسو وهم "أبناء دونغقان" موجودون داخل حدود الاتحاد السوفيتي السابق، عاشوا هناك أكثر من 100 سنة، لا يزالون يستخدمون العصي في تناول الطعام والنوم على سرير "كانغ" المبني من الطوب مثل سكان شمال غربي الصين تماما، ولا يزالون يتكلمون لجنة شمال غربي الصين المحلية. بعد أن بدأ الدراسة حول المسلمين كان أول ماأراد ان ينزه هو البحث عن يرغب أن يعمله البحث عن "أبناء دونغقان".
ما ادهشه أنه اكتشف في آسيا الوسطى كثير من الأغاني الشعبية القديمة التي لا لم تعد تسمعها في المدن بشمال غربي الصين. هذه الأغاني مازالتشائعة بين "أبناء دونغقان". قال /لي باو جيون/ إنه سيسجل أحوال وحكايات "أبناء دونغقان" الذين كاد الناس ينسونهم في كتابه <<أحوال موجزة حول المسلمين ذوي أصول صينية>> الذي سيصدر قريبا.
في جولته الاستطلاعية في آسيا الوسطى، وأثناء زيارته لأحد تجمعات "أبناء دونغقان" بالضاحية الشمالية لعاصمة قرغيزستان وجد أن ذلك المكان هو "مدينة سوييه" الذي ولد فيه الشاعر الكبير /لي باي" في فترة اسرة تانغ. شاهد كثيرين من ابناء المكانيشبهون أبناء قازاقستان أو قرغيزستان أو أوزبكستان، لكنهم يتكلمون لهجة شمال غربي الصين. في مارس العام الماضي، دعا /ليو باو جين/ التاجر الماليزي الصيني الأصل /لي جين يو/ لزيارة "أبناء دونغقان" بقازاقستان، فقرر /لي جين بو/ أن يتبرع بـخمسة عشر ألف دولار أمريكي لبناء مدرسة لأبناء "دونغقان" وتبرع بعشرين ألف دولار أمريكي لطباعة الكتب الدراسية لكتابة "دونغقان".
تنقل /ليو باو جيون/ بين المدارس الماليزية لمساعدة "أبناء دونغقان" والشبان القادمين من شمال غربي الصين من أجل الحصول على فرصة للدراسة في ماليزيا. اليوم يدرس أكثر من عشرين منهم في الجامعات بمنحة دراسية كاملة.
شبكة الصين / 25 مارس 2005 /