في حوار مع صحيفة الشعب اليومية أكدت البروفيسور /هوانغ يا لينغ/ أستاذة ورئيسية كرسي الأولمبياد وعلم اجتماع التربية البدنية بجامعة التربية البدنية على أهمية مشاركة الجمهور في دورة بكين الأولمبية.
أساليب المشاركة متنوعة
سؤال: تستعد بكين لإقامة دورة أولمبية ذات خصائص ومستوى عال، ومشاركة الجمهور فيها إحدى خصائصها. كيف نفهم معنى مشاركة الجمهور من زاوية الدورة الأولمبية الثقافية الإنسانية؟
هوانغ: مشاهدة المباريات مباشرة أو غير مباشرة، الاشتراك في خدمات المتطوعين كلها من أساليب مشاركة الجمهور، لكن ليست مشاهدة المباريات مباشرة أو غير مباشرة هي المشاركة فقط. المشاركة في النشاطات الرياضية، وفهم مغزى وقيمة الألعاب الأولمبية، وتكوين نظرية حياة الإنسان الصحيحة ونظرية القيم الصائبة، تكوين عادة الحياة السليمة، كل ذلك يعتبر نوعا من المشاركة.
سؤال: كان الدعم الشعبي لطلب استضافة الدورة الأولمبية قويا جدا. كيف يمكن مواصلة الحفاظ على هذا الحماس أثناء التحضير لها؟
هوانغ: القيام بالنشاطات الجماهيرية لنشر المعارف حول الألعاب الأولمبية والتوعية حولها، وتحسين الدعاية وتجنيد المتطوعين وتنظيم التدريب، من الأساليب الأساسية لجذب ودفع الجماهير إلى المشاركة في الدورة الأولمبية. إلى جانب ذلك على منظمي الدورة الأولمبية أن يعززوا جاذبية التنسيق والابتكار، لتصبح عمليات طلب أغنية الدورة والتميمة والشعارات الدعائية لها ونقل الشعلة الأولمبية عملية لتعبئة الجماهير ليهتموا ويدعموا ويشاركوا في الدورة الأولمبية.
دفع ثقافة الملاعب منذ اليوم
سؤال: ستجذب دورة بكين الأولمبية أنظار العالم، وستكون ملاعب المباريات بؤرة الاهتمام. ما هي الملامح المناسبة للمشاهدين في ملاعب المباريات في رأيكم؟
هوانغ: عندما يجلس المشاهد في الملعب لا يكون فقط مشاهدا، بل مشاركا، يؤثر سلوكه في إظهار اللاعبين لمستواهم مباشرة. إن إحدى مهام دورة بكين هي إظهار أدب وحفاوة الصينيين أمام كل العالم من نافذة الملاعب وتشكيل ثقافة الملاعب.
يمكا أن نقول موضوعيا إن سلوكيات الملاعب عندنا ليست مرضية، مثلا، التصفيق والتهليل لا يتناسب مع سير المباريات، المهملات تبعثر في الملعب بعد المباريات، المشاهدون يجلسون أثناء عزف الأناشيد الوطنية للبلدان الأخرى، المشاهدون يهتفون هتافات استهجان عند تقدم الفريق الضيف.
يجب أن تبدأ أعمال "استعداد المشاهدين" لدورة بكين من الآن، يجب دراسة خصائص الملاعب الصينية، ووضع مشروعات احتياطية للوقاية من الفوضى، وضمان أن يكون عدد المشاهدين قليلا في كل مباريات، ليكون فيها تصفيق حماسي وهتافات تشجيعية حتى في المباريات التي لا يشترك فيها لاعب صيني، لتجسيد أسلوب مواطني بلد كبير.
سؤال: تشير استطلاعات الرأي إلى أن المواطنين الصينيين لا يعرفون كثيرا من الألعاب الأولمبية أو يعرفون القليل عنها، باستثناء بعض الألعاب التي يشاهدونها دائما. ما هي المعارف التي يجب تعميمها بين المواطنين؟
هوانغ: علينا أن نعمم المعارف في النواحي التالي: أولا، سلوكيات وأدب مشاهدة المباريات، على المشاهد أن يكون متأدبا، ومتحمسا، ذا مستوى بلد كبير؛ ثانيا، نظام المباريات الأساسي للألعاب الأولمبية. لكل الألعاب الأولمبية منبع ومسيرة تطور ونظام، إذا عرفه المشاهد يمكنه أن يفهم المباريات، ويقدم التشجيع المعقول، ويظهر نوعا من المستوى المتخصص.
لقد بدأت بكين أعمال التوعية حول ثقافة الملاعب، يجب تعزيز قوتها بصورة عامة. إلى جانب التوعية، يمكن التفكير في إقامة آلية المكافأة والعقاب، أي مكافأة المشاهدين الملتزمين بالثناء عليهم، ونشر ومتابعة التصرفات غير اللائقة، لتنشئة مجموعات من المشاهدين المحترمين تدريجيا.
تشكيل ملاعب متحضرة مهمة لا تنفصل عن الإنشاءات الإنسانية. مثلا، عند تصميم مقاعد المشاهدين، علينا التفكير أولا، ليس في العدد الذي تتسع له لكسب الأموال، بل يجب التفكير في التيسير المشاهدين في الدخول والخروج والراحة في الجلوس، وإبعادهم من أشعة الشمس والمطر، الذهاب إلى دور المياه في وقت الراحة أثناء المباريات كأنهم في المقهى في وقت الفراغ من العمل. تؤثر ملاعب المباريات الإنسانية في المشاهدين واللاعبين معا، فمن السهل أن نطور تصرفات الانضباط الذاتي.
عدد كاف من المتطوعين الاحتياط
سؤال: المتطوعون الممتازون هم الأساس لنجاح الأولمبياد، ما هي نوعية المتطوعين لدورة بكين؟
هوانغ: في كل الدورات الأولمبية الناجحة كانت خدمات المتطوعين رائعة جدا. التطوع للأولمبياد ذكرى جميلة تبقى للفرد طوال حياته. إذا أراد الشخص أن يعمل كمتطوع من أجل مشاهدة المباريات بسهولة والاتصال بنجوم الرياضة فقط، فمن الأكيد أنه سيشعر بالقنوط. هناك توزيع واضح للأعمال وتنويع البطاقات لمتطوعي الدورة الأولمبية، عليهم أن يستعدوا للعمل كـ"أبطال مجهولين" بجد واجتهاد وبروح العطاء ووعي المسؤولية والانفتاح والتعاون، ويحتاج متطوعو الأعمال المتخصصة نوعية متخصصة.
وفقا لتوقع لجنة بكين المنظمة، هناك نحو 100 ألف متطوع سيقدمون الخدمات لدورة بكين الأولمبية ودورة بكين الأولمبية للمعاقين مباشرة. علينا أن تفكير في تنظيم عدد كاف من المتطوعين الاحتياط. لأنه قد يحدث أن لا يستطيع بعض المتطوعين أن يصلوا إلى أعمالهم التطوعية بسبب أعمالهم ودراستهم حتى وإن كانت أعمال التنظيم رائعة جدا ودقيقة للغاية. وقد حدث هذا الدرس في الدورات الأولمبية السابقة، فعلينا أن نولي هذا الأمر الاهتمام والاستعداد الكافيين.
شبكة الصين / 1 يوليو 2005 /
|