سيبلغ العجز في إمداد الطاقة الكهربائية ببكين هذا الصيف ستنقص مليون كيلواواط، في ظروف تعاني فيها الصين نقصا في إمدادات الطاقة. غير أن ظاهرة الإسراف في استهلاك الكهرباء لا تزال متفشية بين مختلف القطاعات وفي بيوت مواطني بكين.

لكل هذا ستطرح حكومة بلدية بكين هذا العام سلسلة من الإجراءات الهامة لدفع توفير الطاقة و لضمان الأداء الاقتصادي وأمن الطاقة لبكين. جتى أن "توفير كل المجتمع للطاقة" أصبح "درسا" ضروريا لابد من أدائه.

ستطلب بكبن، تجريبيا، من خلال منقصة علنية "طبيب توفير الطاقة" بغرض "جس نبض" الوحدات التي تسرف في استهلاك الطاقة بصورة خطيرة، ليقدم لها "وصفة" لتوفير المياه والكهرباء. وقد صرح /تشانغ ماو/ نائب عمدة بكين، مؤخرا بأن خطة المناقصة ستنفذ قريبا، وأهداف التجربة هي 19 أجهزة حكومية و30 بناية عامة ضخمة و10 مصانع تستهلك الطاقة كثيرا.

بدأ استخدام تسمية "طبيب توفير الطاقة" لأول مرة في "مؤتمر استهلاك الطاقة في الصيف لعام 2005" الذي عقدته لجنة التنمية والإصلاح لبكين قبل فترة، وهو تعبير تصويري لشركات خدمات توفير الطاقة، يمكن لهذه الشركات أن تقدم التشخيص والتصميم والتمويل والإصلاح والتشغيل والإدارة لتوفير الطاقة.

اختلافا عن علاج المرضي، الطبيب توفير الطاقة لا يطلب تكاليف التشخيص، بل قد يستثمر في مشروعات توفير الطاقة للعملاء، وينفق أمواله لشراء وتركيب أجهزة توفير الطاقة للعملاء، بأسلوب "إدارة الطاقة بالتعاقد"، تسترجع شركات خدمات توفير الطاقة استثمارها وتكاليف "التشخيص" من خلال تمتعها مع العملاء بعائدات توفير الطاقة بعد تنفيذ مشروعات توفير الطاقة.

قال /تشانغ ماو/: إن أكبر عائق يواجه مؤسسات بكين في توفير الطاقة هو أنها رغبتها أو عدم رغبتها في الاستثمار في توفير الطاقة. مثلا، شراء أدوات توفير الطاقة أو إصلاح الإنشاءات الداخلية بحاجة إلى مبالغ كبيرة، الشركات التي تركز اهتمامها في تطوير الإنتاج وزيادة نصيبها في السوق قد تهمل هذا الاستثمار أو ليست لديها القدرة المالية لهذا الاستثمار. وأسلوب "طبيب توفير الطاقة" يمكن أن يحل مشكلة نقص التمويل للؤسسات التي تستهلك الطاقة.

بإجراء المناقصة العلنية، تم إصدار نداء تشجيع ودعم من الحكومة لشركات توفير الطاقة التي تعمل وفقا للسوق وتطوير قطاع توفير الطاقة. اعترف /تشانغ ماو/: بأنه مع النقص في إمدادات الطاقة والإسراف الخطير في استهلاكها، يصبح طلب الحكومة للطبيب الموفر للطاقة ومشروعات توفير الطاقة أكثر إلحاحا. لقد قامت الحكومة بالدراسة والتحقيق لهذه المؤسسات، وطرحت فكرة أولية لدعم تطويرها، يشمل ذلك تقديم القروض الحكومية بخصم الفوائد لمشروعات توفير الطاقة. وفي نفس الوقت، دعم قطاع توفير الطاقة بقوة.

واستطرد قائلا: لكن الدعم الحكومي يحل جانبا واحدا من هذه المسألة، حيث أن تطور شركات خدمات توفير الطاقة يعتمد رئيسيا على السوق، وهذا يعتمد أولا على إمكاناتها في تقديم خدمات ممتازة لتوفير الطاقة للمؤسسات، ثانيا على رفع أسعار الكهرباء إلى حد لا تتحمله المؤسسة. إذا أمكن التوفيق بين هذين العاملين ، يمكن أن يصبح الطبيب الموفر للطاقة "المفتاح الذهبي" لحل مشكلة الإسراف في الكهرباء.

الوحدات التي تطلب المناقصة العلنية، تجريبيا، في هذه المرة من الأجهزة الحكومية والبنايات العامة الضخمة والمصانع التي تستهلك كثيرا من الطاقة، وهي القطاعات الأكثر في استهلاك الطاقة ببكين، في المستقبل ستعمم تجارب نجاح الطبيب الموفر للطاقة.

يوجد في بكين 60-70 جهازا- طبيبا موفرا للطاقة، إلى جانب تلك الأجهزة التجارية الهادفة للربح، هناك مراكز غير للربح لمراقبة توفير الطاقة والخدمات التكنولوجية تابعة للحكومة والجمعيات المهنية والجمعيات والمعاهد والأكاديميات.

شبكة الصين   / 8 مايو 2005 /