تعاطي المنشطات هي أكبر مشكلة في الأوساط الرياضية العالمية منذ سنوات طويلة. في السنوات الأخيرة، مع انضمام الصين إلى الدول القوية رياضيا، تشتد مقاومة المنشطات يوما بعد يوم. حول هذا الموضوع وواقع ومستقبل دهود الين في مكافحة المنشطات التقت "شبكة الصين" مع /تشانغ تشانغ جيو/ رئيس معهد الطب الرياضي التابع للمصلحة الوطنية العامة للرياضة البدينية سابقا ونائب رئيس الجمعية الصينية لرفع الأثقال ورئيس الجمعية الطبيعة الآسيوية المشتركة لمكافحة المنشطات.

شبكة الصين: وقع رئيس مجلس الدولة ون جيا باو يوم 13 يناير 2004 "لوائح مكافحة المنشطات". كيف تسير حملة مكافحة المنشطات من مارس العام الماضي إلى اليوم؟

تشانغ تشانغ جيو: يضمن <<قانون الرياضة البدنية>د الذي بدأ تنفيذه أول أكتوبر 1995 نصوصا واضحة حول مكافحة المنشطات، على أساس هذا القانون، وضعت الوحدة المسؤولة عن الرياضية البدنية الصينية وأصدرت 30 وثيقة قانونية لتشكيل إطار للنظام القانوني لمكافحة المنشطات، ومن ذلك "أراء لجنة الدولة للرياضة البدنية حول تعزيز قوة مكافحة المنشطات"، "النظام (المؤقت) حول المنع الصارم لتعاطي المنشطات في الرياضة البدنية"، "الطرق المؤقتة لعقاب اللاعبين والمدربين الذين يتعاطون المنشطات"، "تفاصيل تنفيذ المعالحة الصارمة للأعمال المخالفة لنظام فحص المنشطات". إلى جانب ذلك، قدمت القوانين والأنظمة الأخرى دعما قانونيا مباشرا أو غير مباشر لأعمال مكافحة المنشطات مثل "قانون إدارة الأدوية" و"طرق إدارة المقويات" و"قانون الجمارك" و"قانون الطبيب" الخ.

الجدير بالذكر هنا أنه في أول مارس من العام الماضي، سلكت أعمال مكافحة المنشطات في الصين طريق الإدارة وفقا للقانون بفضل تنفيذ "لوائح مكافحة المنشطات"، الأمر الذي لعب دورا عميقا وإيجابيا في تطهير سوق الرياضة البدينة الصينية والاخلاق الرياضية التي تحافظ على المنافسة العادلة. والأهم أن هذه اللوائح تطلب من الأمن العام والجمارك والصحة والأدوية وغيرها من القطاعات أن تشترك كلها في أعمال مكافحة المنشطات، من أجل الاجتثاث التام لإنتاح ونقل وحمل وبيع المنشطات.

حول مستوى مكافحة المنشطات في الصين، أرغب أن أضرب بعض الأمثلة: في اللجنة الأولمبية الدولية مجموعة لفحص المنشطات، مسؤولة عن مراقبة وفحص أعمال فحص المنشطات في الدورات الأولمبية. المجموعة مكونة من 3 خبراء، أحدهم صيني- رئيس المركز الصيني الوطني لفحص المنشطات /وو موه تيان/. في فترة أولمبياد أثينا، وجهت الدورة دعوات لستة خبراء صينيين في فحص المنشطات للاشتراك في فحص المنشطات.

تكنولوجيا فحص المنشطات بالصين وصلت المستوى العالمي المتقدم. منذ اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية بالمركز الصيني لفحص المنشطات عام 1989، اجتاز المركز الاختبار السنوي الصارم للجنة الأولمبية الدولية خلال خمس عشرة سنة متتالية. حاليا، استوعبت الصين بعض تقنيات الفحص الفائقة التقدم . نتمتنى أن ننجز في أولمبياد بكين بعض موضوعات فحص المنشطات التي لم يحققها العالم 2008.

شبكة الصين: من الطبيعي أن يتناول اللاعبون بعض المواد المقوية للجسم، لكن بعض المقويات قد تكون لها علاقة بالمنشطات. كيف تُعالج هذه المشكلة؟

تشانغ تشانغ جيو: مسألة تقوية الجسم معقدة. في الواقع وضعت وزارة الصحة لوائح حول المواد المغذية في السوق، مثلا، معظم المواد الغذائية لمقاومة الإرهاق أو لتخفيف الجسم لا يمكن أن تباع إلا بعد فحص المنشطات. إذا تحتوي مادة مغذية على منشطات، فهي مضرة للصحة.

على اللاعب أن يكون مسؤولا عما يتناوله من المواد المقوية؛ والتعليمات للفرق الرياضية في هذا المجال صارمة جدا. إذا تناول اللاعب مقويات تحتوي على منشطات يتم عقابه بالتأكيد؛ إذا تناول خطأ، عليه أن ثبت، بعد تأكيد الخبراء يمكن تخفيف العقاب، لكن لا يمكن الإعفاء من العقوبة.

شبكة الصين: باستثناء كرة القدم وألعاب القوى والسباحة وغيرها من الألعاب التي تتطلب جهدا كبيرا، هل ظاهرة تعاطي المنشطات شائعة بين لاعبي الألعاب الأخرى؟

تشانغ تشانغ جيو: وفقا لنظام اللجنة الأولمبية الدولية، لا يمكن استخدام كل لاعبي المنشطات. كل الألعاب لابد أن توقع اتفاقية حول عدم استخدام المنشطات. مثلا، إذا أرادت ألعاب الووشو الأولمبياد فعليها أن توقع اتفاقية حول عدم استخدام المنشطات. طبعا ظواهر تناول المنشطات في ألعاب كرة القدم والألعاب القوى والسباحة كثيرة. وهذه الظاهرة قليلة جدا في الألعاب الأخرى، مثلا لم تكتشف الصين حالة استخدام المنشطات في ألعاب كرة الطاولة والغطس.

شبكة الصين: كيف يمكن تطوير ورفع مستوى وسائل الفحص في الصين؟ مثلا، هي يمكن للصين أن تكتشف EPO وTHG؟

تشانغ تشانغ جيو: لدينا 3 مختبرات تعترف بها اللجنة الأولمبية الدولية، كلها وصلت إلى المستوى العالمي.

نوعية ومستوى فحصنا يرتفعان كثيرا سنويا. في ناحية مستوى الفحص، بعد تراكم التجارب في السنوات الماضية، استوعبنا قانون الفحص، نعرف القانون الذاتي ووقت الفحص لكل نوع من الألعاب. وقت فحصنا هو الوقت الذي قد يتناول اللاعب فيه منشطات. مما رفع نسبة استخدام 3500 عينة سنويا، ويمكننا أن نستفيد من الأموال المحدودة أفضل استفادة. نسنخدم العينات الـ35 في الفحص خارج السباقات والفحص الانتقائي.

حاليا يعمل 17 فردا في مختبرات المركز الصيني لفحص المنشطات، ثلثهم يحمل شهادات الدكتوراه، والباقون من حملة الماجستير. هذه الصفوف ناضجة في البحوث العلمية، حصلت على جائزة التقدم العلمي والتكنولوجي الوطنية من الدرجة الأولى. سيزداد عددهم في أولمبياد بكين لسد متطلبات هذا الحدث الرياضي الكبير.

كان المختبر الأمريكي هو أول من اكتشف منشطات EPO وTHG . بعد أن عرفنا ذلك، طلبنا المواد المعيارية وأقمنا طرقا للحفص. حل فحص EPO أثناء أولمبياد سيدني، و5 دول أنجزت معا فحص الدم لـEPO، يمكن القول إن المختبرات الصينية قد استوعبت كل التقنيات والطرق الجديدة العالمية.

شبكة الصين: كثيرون لا يعرفون نظام عقوبة المنشطات في الصين، مثلا، لماذا يوجد منع من الاشتراك في المباريات طول الحياة، ومنع لمدة سنتين فقط؟

تشانغ تشانغ جيو: معايير العقوبة في الصين مثل المقاييس الدولية، بل بعضها أعلى أو أشد من المقاييس الدولية. وفقا لنظامنا، العقوبة تصل إلى المدربين والأطباء بالفرق الرياضية حتى الأندية في بعض الأحيان، يعني ذلك أن العقوبة الصينية أقوى من المقاييس الدولية. ثانيا، حول المنع من الاشتراك في المباريات لمدة أربع سنوات أو سنتين، الأمر يعتمد على حالة تعاطي اللاعب للمنشطات: إذا كانت المنشطات من النوع الأول، مدة المنع 4 سنوات. يشمل النوع الأول هورمونات الذكر والبيتيد الخ. النوع الثاني من المنشطات فعالياتها ضعيفة نسبيا، العقاب خفيف نسبيا. إذا كان ثمة دليل على أن اللاعب تناول المنشطات خطأ، العقوبة تكون أخف، لأن فعالية تلك المنشطات ضعيفة جدا، وتناولها يكون بغرض علاج الأمراض. مدة المنع للنوع الثاني 6 اشهر إلى سنتين، هذه المقاييس دولية.

شبكة الصين: ما هو مركز ثقل الأعمال التحضيرية لأولمبياد 2008 في مكافحة المنشطات، خاصة في وقاية اللاعبين الصينيين من تعاطيها؟

تشانغ تشانغ جيو: في الأعمال التحضيرية لأولمبياد بكين 2008 مهمة مكافحة المنشطات وفحصها ثقيلة جدا. علينا أن نعزز السيطرة على استخدام اللاعبين الصينيين للمنشطات، تمسكا بمبدأ "كلما نكتشف حالة واحدة، نعالجها فورا"، ونوجه ضربات حازمة لاستخدام المنشطات. والعمل المهم الآخر هو فحص اللاعبين المشتركين في الأولمبياد. علينا أن نعترف أننا لم نجرب أعمال الفحص لكمية هائلة من العينات وبصورة متمركزة مثل هذه المرة. لذلك تشمل مهمتنا الحالية 3 مجالات: أولا، إقامة مختبر مساحته 5000 متر مربع في المركز الأولمبي، بجانب المختبر الذي أقمناه في قرية الألعاب الأسيوية مساحته 3000 متر مربع. ثانيا، شراء كمية كافية من المعدات والأجهزة الأكثر تقدما للحفص. ثالثا، تحقيق الابتكار في البحوث العلمية. موضوع بحوثنا الحالي هو الرقائق البيولوجية، بهذه التكنولوجيا يمكن فحص العينات بأقل كمية للفحص وفي أقصر وقت. هذه الثمارهي البحوث العلمية التي تتداخل فيها البيولوجيا والحاسبات الإلكترونية، ستكون احدث اختراق للبحوث العلمية حول مكافحة المنشطات في العالم. وفي نفس الوقت، سنحاول تحقيق اختراق في فحص هورمونات التيتيد والنمو، هذه التكنولوجيا لا تزال "صفرا" في العالم.

شبكة الصين / 13 ابريل 2005 /