دورة أثينا الأولمبية التي قال عنها رئيس للجنة الأولمبية الدولية إنها "دورة أولمبية يصعب نسيانها، جعلت الألعاب الأولمبية ساحرة مثل حلم جميل" فرضت على منظمي الألعاب الأولمبية لعام 2008 ضغطا غير مسبوق. كما أن الأسلوب الذي اتبعته الجنة المنظمة لدورة أثينا الأولمبية جعل بكين تعيد نظرها في مفهومها حول استضافة الأولمبياد، بل تعدله من جديد.

أثينا فرضت على بكين مطالب أعلى

 يزيد عدد سكان اليونان على عشرة ملايين قليلا، وهي أصغر دول سكانا استضافت الألعاب الأولمبية منذ ألعاب هلسنكي عام 1952. لم تتوقف الشكوك حول قدرتها خلال سبع سنوات من التحضير. لكن اليونانيين أقاموا أخيرا دورة أولمبية عالية المستوى. ولما كانت التوقعات من أولمبياد أثينا ليست عالية من الطبيعي أن يكون تقديرهم لها عاليا، فلم يحدث فيها زحام مواصلات ولم تشهد أعمالا إرهابية بل جرت كل السباقات في سلاسة.

مقارنة مع ألعاب أثينا الأولمبية، بعد نحاج بكين في طلب استضافة الألعاب الأولمبية عام 2008، طرحت هدف "إقامة أروع أولمبياد في التاريخ"، في السنوات الثلاث الماضية لم تتوقف اللجنة الأولمبية الدولية عن الثناء على الأعمال التحضيرية للجنة المنظمة ببكين، لذلك يتطلع كل العالم إلى ألعاب بكين الأولمبية عام 2008 اعتقادا بأن بكين ستتجاوز أثينا. لكن نجاح أثينا طرح مطالب أعلى لألعاب بكين الأولمبية.

الاقتصاد مبدأ وليس هدفا

أعلنت حكومة اليونان أن تكاليف الألعاب الأولمبية نحو 9 مليارات يورو، مما يعني أن دورة أثينا كانت الأكثر تكلفة في تاريخ الأولمبياد.. رغم ذلك تعتقد اللجنة المنظمة لألعاب بكين الأولمبية أن كثيرا من أساليب أثينا في الاقتصاد في الألعاب الأولمبية جديرة بالاستفادة منها.

قبل إقامتها في ديسمبر 2001، طرحت اللجنة المنظمة ببكين مبدأ "الاقتصاد في استضافة الألعاب الأولمبية"، والتزمت به في نحو ثلاث سنوات من الممارسة. بعد مناقشات متكررة من عشرات الخبراء المتخصصين الصينيين والأجانب في البناء والتركيب، عدلت بكين مشروع "عش الطيور" الموقع الرئيسي للألعاب الاولمبية، لم يخفض التعديل نوعية التصميم فقط، بل رفع درجة سلامته، وجعل تكاليف البناء تعود إلى النطاق المعقلو.

من أجل تعزيز التفكير في استخدام الإنشاءات بعد الألعاب الأولمبية تعتزم اللجنة المنظمة تعديل مواقع خمسة استاد وصالات، تتشاور حاليا مع اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمات الرياضية الدولية المعنية للمسابقات الفردية.

وقد عبر /ليو تشي/ عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصين، أمين الحزب في بلدية بكين، رئيس اللجنة المنظمة لألعاب بكين الأولمبية عن أن الاقتصاد في استضافة الألعاب الأولمبية لا يعني تقليل شروط العمل، وبناء عدد قليل من الأعمال الفاخرة لا يعني السعي وراء البذخ، ولا يتناقض التمسك بمبدأ الاقتصاد مع الأعمال الفاخرة الأولمبية.

مقولة "الاقتصاد مبدأ وليس هدفا"، لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية أفضل تفسير لفكرة "الاقتصاد في استضافة الألعاب الأولمبية ".

تعديل فترات تنفيذ المشروعات علميا

انتهي بناء بعض الاستاد والصالات الأولمبية قبل بدء ألعاب أثينا ببضعة عشر يوما، رغم أن اليونانيين اعترفوا بأنهم تباطئوا نوعا ما في البناء، لكن ذلك لم يؤثر في الألعاب الأولمبية، بل وفر كثيرا من تكاليف الصيانة قبل الألعاب الأولمبية.

أعلنت بكين أنها ستنجز بناء كل المشروعات الأولمبية قبل ألعاب بكين الأولمبية بسنة ونصف، أي قبل نهاية عام 2006. إذا فعلت بكين ذلك ستسجل اقصر فترة لانجاز المشروعات الأولمبية. بانجاز المشروعات مبكرا يمكن إقامة مسابقات مختلفة للاختبار والتجربة، لكن تكاليف الصيانة ستزداد، الأمر الذي سيزيد العبء الاقتصادي على المدينة المضيفة.

لذلك اقترحت اللجنة الأولمبية الدولية على بكين تأخير مواعيد إنجاز المشروعات الأولمبية بصورة مناسبة في الاجتماع الـ116 لها المنعقد في أثينا في أغسطس من العام الجاري،، أي أن ينجز البناء عام 2007 للوفاء بشروط الاختبار والتجربة. بعد التفكير الموحد في السلامة والوظائف والاستثمار وفترة البناء للمشروعات الأولمبية، قررت لجنة بكين المنظمة للأولمبياد تأخير مدة البناء بسنة واحدة، أي أن معظم المشروعات سيتم بناؤها عام 2007 باستثناء عدد قليل من المشروعات التي ستستخدم في بعض البطولات الدولية في النصف الثاني من عام 2006. قال /ليو جينغ مين/ نائب اللجنة المنظمة: بالنسبة لبناء الاستاد والصالات الرياضية، ليس إنجاز بناء الاستاد والصالات المبكر أكثر هو أفضل شيء، أفضل شيء هو بناء الاستاد والصالات المناسبة.

اجتازت اللجنة المنظمة لألعاب بكين الأولمبية عام 2004 بصورة عقلانية. في السنوات الأربع القادمة، ستستعد للألعاب الأولمبية بمفهوم أكثر عقلانية وعلمية.