تتميز بلدة شيتانغ القديمة بجنوب نهر اليانغتسي بالجسور الصغيرة فوق المياه الجارية، البيوت الخشبية على جوانب المياه، الشوارع الضيقة الممهدة بالبلاط الحجري، والأسوار القديمة. البنايات الكبيرة من فترة أسرتي مينغ وتشينغ (1368-1911) الإمبراطوريتين فيها لاتزال في حالة سليمة، في ظل أجواء ثقافية كثيفة. يقيم في هذه البنايات القديمة اليوم أكثر من 288 أسرة من السكان، يحتفظون بأسلوب "بدء العمل مع طلوع الشمس والراحة مع غروب الشمس" في حياتهم.
تتبع بلدة شيتان محافظة جياتشان الواقعة في ملتقى مقاطعتي جيانغسو وتشجيانغ ومدينة شانغهاي، كما انها ملتقى ثقافة وو (جيانغسو) وثقافة يويه (تشجيانغ) منذ أن اقام فيها /وو تسي شوي/ في فترة الربيع والخريف (770-476 ق.م) مشروعا للري الدائم. كانت مزدهرة ثقافيا في عهد أسرتي مينغ وتشينغ. وظهر فيها 19 من الممتازين في الامتحان الإمبراطوري الوطني و31 ممتازا في الامتحان الإمبراطوري المحلي.
برغم مرور السنوات لا تزال تحتفظ البلدة ببنايات أكثر من بمجموعات البنايات لفترة أسرتي مينغ وتشينغ على مساحة 250 ألف كم مربع، وتتميز البلدة بكثرة الجسور والأزقة والممرات المسقوفة، ويبلغ طول أطول ممر مسقوف على ضفة أحد الأنهار بها أكثر من 600 متر بملامحه القديمة.
التقاليد والأجواء الثقافية هما روح بلدة شيتانغ، أسلوب حماية هذه البلدة هو أن يبقى السكان في منطقة البلدة القديمة، فيمكن رؤية دخان الطبخ وسماع صياح الديك في المنطقة المحمية، ويمكن لزوارها أن يتبادلوا مع السكان الذين يعيشون في هذه المناظر المشاعر وأن يتحركوا معهم، ويمكن "معايشة" العادات والتقاليد والأذواق الثقافية بجنوب نهر اليانغتسي، والشعور بالوضع الحي لهذه البلدة القديمة.
حماية البنايات القديمة هي حماية "شكل" البلدة، وحماية روحها بحاجة إلى الحماية ثقافيا. وتجسيد روحها بحاجة إلى نشاطات الإنسان، من أجل أن يطمئن السكان هنا في الأماكن التي عاش فيها أجدادهم وأباؤهم، وبفضل مساعدة مركز التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلون (اليونسكو) والجهات المحلية الصينية، استثمرت بلدة شيتانغ في السنوات الأخيرة أكثر من 40 مليون يوان للقيام بمعالجة البيئة الشاملة الهادفة إلى رفع نوعية حياة السكان، وأنجزت بناء إنشاءات الكهرباء والاتصالات والتلفزيون السلكي والصرف، وقدمت تسهيلا لأن يتمتع السكان بالمرافق الصحية الحديثة. من أجل الوقاية من من التخريب التجاري الذ يسببه الاستثمار السياحي، منعت البلدة تحطيم السوار القديمة لإقامة محلات تجارية في سبيل الحفاظ على أصل قدم وبساطة البلدة.
أسلوب حماية شيتانغ المتمثل في عدم تهجير السكان ووضع حدود صارمة للنشاطات التجارية المفرطة حظي بالثناء والتأكيد الكامل من مركز التراث العلمي لليونسكو والخبراء المتخصصين الصينيين. حيث أضاف مركز التراث العالمي لليونسكو شيتانغ وغيرها من 4 بلدات قديمة على القائمة الاحتياطية لمشروعات التراث العالمي. بذلك تقترب شيتانغ، هذه "البلدة القديمة ذات الألف عام من التاريخ التي مازالت حية" من التراث العالمي أكثر.
شبكة الصين /17 ديسمبر 2004/