رئيسة الاتحاد الدولي للمترجمين ..المترجمون يستحقون اهتماما أكبر(صور)

في بداية حديثها دعت بيتي كوهين، رئيسة الاتحاد الدولي للمترجمين، إلى مزيد من الاهتمام والحماية للمترجمين والمترجمين الفوريين في أنحاء العالم، قائلة إن الاهتمام بهم وحماية حقوقهم ومصالحهم ليس مرضيا على الإطلاق.

وقالت السيدة كوهين في حوارها مع مراسلي شبكة الصين يوم الأحد إن المترجمين والمترجمين الفوريين في أنحاء العالم يواجهون حاليا فرصا وتحديات حيث تخلق العولمة المزيد من الفرص لهم ولكن في ذات الوقت تفرض شروطا أعلى فيما يتعلق بعدد المترجمين ونوعية عملهم.

وحول أحدث أهداف الاتحاد الدولي للمترجمين قالت إن مهنة الترجمة بحاجة أن يكون لها معايير عالمية، ومن أجل تلبية هذا المطلب فإن الاتحاد الدولي للمترجمين بصدد وضع خطوط إرشادية لعدد من القضايا في المهنة، ومنها تدريب الترجمة، معايير الجودة، أدوات الترجمة وتقنياتها إلخ. ومن المتوقع أن يوافق المؤتمر القانوني، وهو المجلس العام للجمعيات أعضاء الاتحاد، على هذه الخطوط الإرشادية، الذي سيعقد في فنلدندا شهر أغسطس العام القادم، وسوف يحال إلى الدول الأعضاء للموافقة.

وقالت كوهين إن مسودة الخطوط الإرشادية تجري صياغتها على ضوء خبرة بعض من الجمعيات الكبيرة الأعضاء بالاتحاد في وضع الخطوط الإرشادية في دولها، وإن المحتوى واسع بحيث يمكن للجمعيات الأعضاء تكييف الخطوط الإرشادية لتتوافق مع القوانين واللوائح في دولها، والتي عادة تختلف كثيرا من دولة إلى أخرى.

وأكدت كوهين على أهمية الترجمة الحرفية وتدريبها النظامي، وقالت "إن كثيرا من الناس يظنون أن معرفة لغتين تكفي لأن تكون مترجما، وهذا غير حقيقي. لدينا أربع درجات في الترجمة بالجامعات، وهذا ليس من فراغ. إن الخطأ في الترجمة يمكن أن يكون أمرا خطيرا، على سبيل المثال الخطأ في ترجمة تعليمات جهاز إلكتروني صغير يمكن أن تؤدي إلى إصابة المستخدم بصدمة كهربائية. علينا أن نكون شديدي الحرص في هذا. ليس كل فرد يمكنه الترجمة، علينا أن نعرف هذا المجال وأن نفعل الكثير من أجله".

وقالت بيتي "إن بلادكم تعاني نفس الصداع من نقص المترجمين المؤهلين مع زيادة تجارتها الخارجية بسرعة عالية واقتراب أولمبياد 2008، كما قالت لي السيدة هوانغ يو يي". هوانغ هي رئيسة وأمين عام الجمعية الصينية للمترجمين، وعضو بالاتحاد الدولي للمترجمين.

وفي ردها على سؤال حول سبب اختيار الاتحاد الدولي للمترجمين "التعددية اللغوية والتنوع الثقافي" شعارا لليوم الدولي للمترجمين هذا العام، الذي صادف الثلاثين من سبتمبر، أوضحت كوهين أنه جاء بناء على اقتراح من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وأن الاتحاد الدولي للمترجمين الذي يتمتع بمكانة استشارية مع اليونسكو، وله علاقات وثيقة معها، قرر جعل "التعددية اللغوية والتنوع الثقافي" شعارا لليوم الدولي للمترجمين. وقالت إن هذا الشعار اختير لكي نقول للعالم إن الترجمة تشكل العامل الحاسم في التبادلات البشرية وتحافظ على الثقافات المتباينة.."لا نستطيع أن نعيش في عالم، ولا نستطيع أن نتخيل عالما له لغة واحدة، ثقافة واحدة. على الرغم من أن لدينا تأثير الثقافة الأمريكية في كل مكان علينا أن نكون شديدي الحرص ألا نفقد هويتنا الثقافية." "الترجمة هي الوسيلة التي تجعل الناس قادرين على التبادل، والتي تجعل الاقتصاد يعمل ولكن دون أن نفقد هويتنا.، نحن المترجمين الوشائج والجسور التي تجعل الناس يفهمون بعضهم بعضا وفي ذات الوقت يكونون أنفسهم بدلا من أن يفقدوا ذاتهم".

وقالت كوهين إن حقوق ومصالح المترجمين لا تتمتع بالحماية الجيدة عالميا. وأوضحت أن المترجمين تتوفر لهم الحماية في العمل اليومي ولكن الاتحاد الدولي للمترجمين يسعى من أجل حقوق وأمان هؤلاء المترجمين، وعلى سبيل المثال المترجمون في حرب العراق الذين يتم أخذهم سجناء بل ويقتلون لأن عملهم يغضب آخرين.

وقالت كوهين إن حقوق الطبع قضية شائكة للمترجمين في الدول المتقدمة كما في الدول النامية. القليل من الدول، مثل الدول الاسكندنافية، ومنها النرويج، فنلندا، والسويد، تحمي حقوق الطبع والنشر للمترجمين جيدا.وقالت كوهين إن الاتحاد الدولي للمترجمين يعمل مع منظمات حقوق الطبع الدولية لحل القضية ويحاول أن يكون له تأثيره في تشريعات حماية حقوق الطبع للمترجمين في العديد من الدول من خلال أعضائه من جمعيات الاحاد.

وقالت في ردها على سؤال عما إذا كان الاتحاد الدولي للمترجمين يفعل شيئا حقيقيا لحماية حقوق المترجمين ومصالحمهم في أنحاء العالم، قالت "إنه أمر صعب حقا، ولكننا نحاول، على الأقل لجعل العالم يعرف المزيد عنا"

وفي حديثها عن الترجمة الآلية، والتي يعتقد أنها ستحل محل الترجمة البشرية، ضحكت واستبعدت ذلك قائلة "إن هذا الأمر لن يحدث غدا". وأضافت "لايجب التقليل من شأن الترجمة الآلية واستبعادها لأنها مفيدة للغاية، ولكن يجب معرفة أنها مفيدة فقط للاشياء الغاية في البساطة وفي مجالات محددة، المجال التكنيكي، مثلا".

وأكدت على أن الترجمة الآلية يجب أن تخضع لسيطرة بشرية لمترجمين مؤهلين وإلا فإن نوعية الترجمة تكون على المحك... " طالما ان هناك غموضا، الآلة لا تكون جيدة، وإذا استطاعت الآلة فهم الغموض، فإنها ستحكم العالم."

وأوضحت أن آلات الترجمة يجب أن يُنظر إليها كأدوات مفيدة وليس كتهديد للمترجمين لأنها يمكن أن تساعدهم في تحسين كفاءة عملهم، ومن ثم تساعد في تضييق، على نحو معين، الفجوة غير المشروعة في الدخل بين متخصص ومتخصص آخر.

جدير بالذكر أن هذه هي الزيارة الأولى للسيدة كوهين وزملائها إلى بكين ولديهم برنامج مشغول للمؤتمر الوطني الخامس لمستشاري جمعية المترجمين الصينيين وزيارة معرض الترجمة الصينية، ويبدأ كلا الحدثين يوم الخميس.

وقد حضر المجلس التنفيذي ايضا حفل افتتاح الندوة الرابعة للاتحاد الدولي للمترجمين الآسيويين التي عقدت في الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر في بكين.

وقد أثنت كوهين على الدور الذي تلعبه جمعية المترجمين الصينيين في الاتحاد الدولي للمترجمين، والجمعية عضو بالاتحاد منذ حضورها المؤتمر العالمي الحادي عشر للاتحاد الدولي للمترجمين لأول مرة عام 1987.

كوهين قالت "إنني مندهشة للغاية بعمل جمعية المترجمين الصينيين خلال السنوات الماضية. أولا أنها لعبت دورا في إنشاء المركز الإقليمي الآسيوي لجمعية المترجمين الصينيين، والصين باتت أكثر نشاطا في مجلس الاتحاد الدولي للمترجمين. خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، شهدنا المزيد من الصين. إن مشاركتكم جعلتنا نكتسب رؤية أخرى وها نحن (الاتحاد الدولي للمترجمين) الآن هنا.

وقد عبرت كوهين عن دهشتها للتغيرات التي أحدثها النمو الاقتصادي في الصين وأثنت على أداء المترجمين الصينيين. وعبرت كوهين أيضا عن رؤيتها لكثير من الإمكانيات في خدمات الترجمة بالصين، واعتبرتها نتيجة حتمية للازدهار الاقتصادي وحملة الخروج إلى العالم التي تتبناها الشركات الصينية.

وقالت كوهين "أعتقد أنها (الزيادة على طلب الترجمة في الصين) سببها الازدهار، لديك ما تقوله، ما تفعله، وأنت أكثر قدرة وأكثر اهتماما بأن تعرف وتسمع. إذا كان لديك رخاء اقتصادي تحتاج إلى مترجمين وترجمات. بالنسبة لي، كلما خرجت أكثر لبيع منتجاتك وخدماتك في العالم، كلما اوجدت شركات اكثر، كلما أصبحت متعدد الجنسيات أكثر، كلمت احتجت مترجمين وترجمات أكثر. وإنني سعيدة للغاية بذلك. إننا نكتشف أشياء مشجعة حقيقة لنا، نرى ديناميات واشياء طيبة."

الاتحاد الدولي للمترجمين يعقد مؤتمره مرة كل ثلاث سنوات. في ردها على سؤال عن إمكانية أن تكون الصين المضيفة للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للمترجمين عام 2008، قالت كوهين "الصين لديها الفرصة، وأنا لا أستطيع أن أقول لك عن ذلك لأنني لست المخولة بذلك. القرار يتخذه المؤتمر القانوني. نحن نعلم أن الأرجنتين تريد التقدم بطلب لاستضافته أيضا، ومن ثم هناك منافسة. بالطبع أعتقد أن الصين لديها الفرصة لأنها ستكون المرة الأولى التي نعقد فيها مثل هذا الاجتماع في آسيا. عقدنا مؤتمر في أستراليا عام 1996. كانت هذه المرة الأولى التي نأتي فيها إلى هذا الجزء من العالم، ولكن ذلك كان قبل تسع سنوات. أعتقد أن الصين لديها الفرصة ولكن لا أستطيع حقيقة أن أقول ذلك لأن القرار من عمل الأعضاء ككل. بيد أن أحدا لا يعلم النتيجة الآن، كل واحد سيعد تقديما عما يمكن أن يقدمه، كيفية التنظيم، مستوى الهيئات والتأمين المالي، إلخ.."

في نهاية الحوار استخدمت السيدة كوهين عبارتين مجازيتين لمهنة الترجمة لتوضح أهميتها ودعت إلى مزيد من الاهتمام والمعاملة الأفضل للمترجمين.

قالت "نحن مثل الكهرباء في الأسلاك، الماء في الصنبور.. نترجم ونختفي. عملنا أن نأتي بأشياء من ثقافة إلى أخرى وأن نضمن ألا تراها الثقافة الأخرى على أنها ترجمة.. علينا ان نجعلها شفافة.. ونحن معتادون على الاختفاء. لا نضع أنفسنا في الأمام. ولكن إن لم نكن موجودين، لن يحدث شيئ. تخيل يوما واحدا في العالم بدون ترجمة.. أن يتوقف المترجمون يوما واحدا عن العمل... لن يكون هناك الأمم المتحدة، منظمة التجارة العالمية ولا سي إن إن، ولا منظمات دولية. إننا لا غنى عنا في عالم اليوم. إننا لم نكن مهمين في التاريخ بالقدر الذي نحن عليه الآن. العولمة تعني الترجمة؛ التنوع الثقافي يعني الترجمة. يجب الاهتمام بنا والدفع لنا عن عملنا."

الاتحاد الدولي للمترجمين تأسس عام 1953، بمكتب مسجل في باريس وإدارة في مونتريال (كيبك) بكندا، وهو اتحاد دولي للجمعيات والمنظمات العاملة في مجال الترجمة، له 150عضوا من ستين دولة. أعضاء الاتحاد الدولي للمترجمين من الدول المتقدمة ويسعى الاتحاد من أجل قيام حمعيات ترجمة في الدول النامية وجذب مزيد من الأعضاء منها.

 

شبكة الصين    / 4 نوفمبر 2004 /

Thursday
November 4, 2004
 
الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688