تعيش في الصين ست وخمسون قومية كأنها أسرة كبيرة، وبنى أبناء قومية خان والأقليات القومية الأخرى حضارة صينية رائعة، وفي الوقت نفسه، بنوا حضارات وتقاليد متنوعة لقومياتهم. ودخل الاسلام الصين فى أواسط القرن السابع الميلادي أي قبل أكثر من 1300 سنة. وحسب السجلات التاريخية أن ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان أرسل فى عام 651 مبعوثا إلى مدينة تشانغآن، العاصمة الصينية عهد اسرة تانغ الملكية. وقد التقى المبعوث العربي الامبراطور الصيني وقدم له أحوال دولة الخلافة والاسلام وعادات المسلمين. وذلك يعتبر أول تبادل بين الصين والدول العربية. وفى الوقت ذاته دخل القرآن الكريم الصين أيضا. ونظمت مصلحة الدولة للآثار والتحف ومصلحة الدولة للشؤون الدينية مؤخرا اختصاصيين صينيين لتقييم كتاب مخطوط للقرآن الكريم محفوظا في مسجد شيون هوا جيه زى الكبير في محافظة تقع في مقاطعة تشينغهاى غرب الصين. وبعد التقييم يعتبر الاختصاصيون هذا الكتاب أقدم كتاب مخطوط للقرآن الكريم في الصين. وفى فقرة اليوم وجوه من المجتمع نعرفكم بهذا الكتاب.
وتضم هذه المخطوطة للقرآن الكريم 867 صفحة في ثلاثين بابا وتنقسم إلى قسمين، صنع غلاف المخطوطة بجلد الكركدن وطبعت على الغلاف رسومات جميلة رائعة. وكانت هذه المخطوطة القرآنية قد عرضت في سوريا خلال المعرض الدولي عام 1954 حيث أثارت إهتماما بالغا من قبل العالم الإسلامي وقدرها إختصاصيون تقديرا عاليا قائلين بأنها مخطوطة نادرة موجودة في العالم الآن.
كان الناس يعتقدون أن المخطوطة القرآنية التى كتبت في عام 1318 وتحفظ في مسجد دونسي ببكين هي أقدم كتاب مخطوط للقرآن الكريم في الصين. و بعد التقييم الأولي من فرقة الخبراء المتكونة من شي سان تساى نائب مدير متحف مدينة نانجينغ وتشونغ جي كون الأستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة بكين وتشين جين هوى الأستاذ في معهد العلوم الإسلامية الصيني وفون ياو تشوان عضو مركز البحوث الصيني للآثار والتحف للقرآن المخطوط المحفوظ في مسجد شيون هوا جيه زى الكبير يرى الخبراء الثلاثة أن تاريخ هذا الكتاب يرجع إلى ما بين القرن الثامن والقرن الثالث عشر الميلادي وهو أقدم من مخطوطة القرآن المحفوظة في مسجد دونغ سي ببكين. لذلك يعتبر أقدم كتاب مخطوط للقرآن الكريم في الصين.
ويرى الخبراء أن أبناء قومية سالا الذين يعيشون في هذه المحافظة حاليا كانوا سكنوا في منطقة سرخس بولاية مرو في جمهورية تركمانستان الحالية ثم سافروا شرقا في عهد أسرة يوان الصينية أي في الفترة ما بين عام 1206 و1368 حاملين هذا الكتاب وأخيرا إستوطنوا محافظة شيوان هوا بمقاطعة تشينغهاى الصينية الحالية. وأكد العلماء الأجانب أن أجداد قومية سالا حملت نسخة من القرآن الكريم عندما سافروا شرقا. و من زاوية فنون الخط العربي، يعتبر خط هذا الكتاب خطا ينتشر في العصر العباسي أى في الفترة ما بين عام750 وعام1258 الميلادي، ويسمى هذا الخط بخط محقق. إضافة إلى ذلك هناك 14 حرفا من الحروف العربية ال28 فى الوقت الحاضر تحتوى على نقاط، أما في العصر الإسلامي الأولى فكانت جميع الحروف العربية غير منقطة ومشكلة. ووفقا للتقييم فإن حروفا عديدة واردة في هذه المخطوطة غير منقطة وإن النقاط في بعض حروف هذا الكتاب تضاف بيد أشخاص. لذلك يعتقد الإختصاصيون أن هذه المخطوطة القرآنية قد تكون كتبت في القرن الثامن الميلادى. أما تحديد الوقت الدقيق لإنجازه فيحتاج إلى المزيد من البحوث والدراسات. (إذاعة الصين الدولية)
شبكة الصين /3 نوفمبر 2004/