ما إن ذكر الجمباز في الصين حتى تذكّر الناس أمير الجمباز الصيني لي نينغ. اذ أنه قد فاز ب14 بطولة بما فيها 3 ميداليات أولمبية ذهبية في مسيرته الرياضية ، وسجّل بذلك رقما قياسيا لم يتم تحطيمه حتى الآن في وسط الجمباز الصيني.
ولكن لاعبا صينيا في الثالثة والعشرين من عمره هذا العام يستعد لتحدي هذا الرقم القياسي في أولمبياد أثينا، ألا وهو لي شياو بونغ اللاعب الأساسي في فريق الجمباز الصيني للرجال.
بدأ لي شياو بونغ التدرب على الجمباز وهو في السادسة من عمره، والتحق بفريق الجمباز الوطني تحت التدريب وهو في الخامسة عشرة من عمره. وفي عام 1997 فاز لي شياو بونغ الذي كان في السنة السادسة عشرة من العمر بالتعاون مع زملائه بالبطولة الجماعية للرجال، وأصبح أصغر بطل عالمي في تاريخ فريق الجمباز الصيني للرجال. وفي المباريات الدولية الللاحقة فاز لي شياو بونغ بجوائز عديدة. وحتى الآن قد فاز بالتتابع ب13 بطولة عالمية بما فيها ميداليتان أولمبيتان ذهبيتان، فأصبح لاعبا أساسيا في فريق الجمباز الصيني للرجال.
ومع اقتراب أولمبياد أثينا يتساءل الناس ما اذا كان لي شياو بونغ يستطيع التفوق على لي نينغ. وحتى الآن قد حصل اللاعب لي شياو بونغ على 13 بطولة عالمية. واذا فاز بأكثر من ميداليتين ذهبيتين جديدتين في أثينا، فسيحطّم الرقم القياسي الذي سجّله اللاعب القديم لي نينغ بالحصول على 14 بطولة عالمية حتى يصبح أكثر لاعب صيني فوزا بالميداليات الأولمبية الذهبية. وقال لي شياو بونغ: "حدّدت هدفي بالتفوق على لي نينغ. واذا حققت ذلك في أولمبياد أثينا، فسيكون ذلك أمرا طيبا، ولكن الأهم هو أن أبذل أقصى جهدي."
وعلى عكس العديد من الأبطال العالميين فإن اللاعب لي شياو بونغ الذي أجرى تدريبات أقلّ قد حقق أفضل النتائج في الفريق الوطني الصيني. حيث لم نجد قصة السعي بجد واجتهاد وراء نجاح لي شياو بونغ، بل وجدنا عبقرية في الهدوء فقط. وقال السيد يه تشين نان مدير الفريق الوطني الصيني للجمباز أن نجاح لي شياو بونغ لم يكمن في أنه مجتهد في التدرّب، بل في أنه ذكي في ذلك.
إن اللاعب لي شياو بونغ متخصص في حصان القفز والمتوازي. وفي بطولة الجمباز العالمية السادسة والثلاثين في نوفمبر عام 2002 أدى لي شياو بونغ في مباراة حصان القفز طقما حديثا من الحركات العالية الصعوبة من إبداعه، فأطلق اتحاد الجمباز الدولي على حركاته "قفزة لي شياو بونغ". وبعد ذلك بسنة واحدة، أي في بطولة الجمباز العالمية السابعة والثلاثين التي أقيمت في الولايات المتحدة أدى لي شياو بونغ طقما حديثا من حركاته في مباراة المتوازي، وأطلق اتحاد الجمباز الدولي مرة أخرى على حركاته الحديثة " تعلّق لي شياو بونغ" بصورة رسمية. وفي البطولة الوطنية الصينية للجمباز التي أقيمت مؤخرا اهتم الصحفيون بما اذا كان لي شياو بونغ سيؤدي حركات حديثة. وبهذا الخصوص قال اللاعب لي شياو بونغ: "يتساءلون عما اذا كنت سأؤدي حركات حديثة. في الحقيقة أنه من السهل تعلّم حركة واحدة في مسابقة الجمباز، ومن الصعب إبداع حركة حديثة صعبة. وأديت حركتين فقط حتى شعرت بصعوبة بالغة. ولكن هناك عديدا من الناس يتساءلون عما اذا كنت قد أبدعت حركات حديثة، فأشعر بضغوط كبيرة جدا."
وفضلا عن الجمباز توجد في حياة لي شياو بونغ مواضيع رائعة كثيرة. وفي الثامن والعشرين من ابريل عام 2004 فوجئ سكان بكين الذين دخلوا مطعم كنتاكي للدجاج المشوي ببكين بأن العامل خلف منضدة البيع هو البطل العالمي لي شياو بونغ. اذ أنه شارك في نشاط " الأبطال في الوسط الرياضي" الذي أقامه هذا المطعم، حيث لم يصبح نجم إعلانات للأطعمة فحسب، بل عمل عاملا في هذا المطعم مرة واحدة في أوقات فراغه.
وأزيح ستار بطولة الجمباز الوطنية الصينية عام 2004 بمدينة سوتشو شرق الصين في أواسط مايو الماضي. وهذه آخر مسابقة رسمية شارك فيها اللاعبون الصينيون قبل ألمبياد أثينا. وبعد المسابقة سيقوم لي شياو بونغ مع زملائه لإجراء الاستعدادات الأخيرة للمشاركة في أولمبياد أثينا. وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها لي شياو بونغ في الأولمبياد. وأخبر مراسلنا أنه سيجري استعدادات كاملة هذه المرة.
"على كل حال قد شاركت في الألمبياد مرة واحدة حتى عرفت الأولمبياد بعض الشيء. فعرفت كيف أواجهها هذه المرة. عندما شاركت في الأولمبياد لأول مرة، شعرت بانفعال بالغ. ولكنني سأكون أكثر حذرا هذه المرة. وسأجري استعدادات في مختلف النواحي وخاصة سأستعد نفسيا تماما."(إذاعة الصين الدولية)
شبكة الصين / أغسطس 2004 /