فيما يلى النص الكامل للخطاب الرئيسى الذى القاه الرئيس الصينى هو جين تاو خلال مراسم افتتاح المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الاسيوى لعام 2004 اليوم السبت:
تنمية الصين فرصة لاسيا
خطاب رئيس الصين هو جين تاو خلال مراسم افتتاح المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الاسيوى لعام 2004.
بواو، 24 ابريل 23 / 4 / 2004
الضيوف المحترمون، الاصدقاء، السيدات والسادة
ان من دواعى سرورى حضور المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الاسيوى لعام 2004 اليوم. دعونى ابدأ بالاعراب ، نيابة عن الحكومة الصينية ، عن خالص ترحيبى بجميع الحاضرين هنا.
فى السنوات القليلة الماضية وبدعم من الدول الاسيوية الصديقة والمجتمع الدولى الاكبر ، شهد منتدى بواو الاسيوى نموا مطردا ، ليضطلع بدور متزايد الاهمية فى التعاون الاقليمى ويظهر لسائر انحاء العالم رغبة الشعوب الاسيوية المتحمسة فى وجود سيناريو متكافىء المنفعة من خلال تعاون اوثق .
فمع دخول القرن الحادى والعشرين ، استمر الوضع الدولى يشهد تغييرات عميقة ومعقدة . والتعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية تتقدمان وسط المنعرجات والانعطافات . وتتقدم العلوم والتكنولوجيا مع كل يوم يمر الايام . وامامنا فرص تنمية يتعين علينا اغتنامها وتحديات خطيرة يتعين علينا مواجهتها . وبالرغم من الصراعات والاشتباكات واسعة الانتشار وتصادم المصالح والعدد المتزايد من عوامل الشكوك وزعزعة الاستقرار ، الا ان السلام والتنمية ما يزالان موضوعى العصر المهيمنين . ان العالم بحاجة الى السلام والدول تتوق الى التنمية والشعوب تريد التعاون. واصبح هذا اتجاها لا يقاوم للتاريخ .
اننا سعداء برؤية اسيا، ككل، وهى تتمتع بالاستقرار وبالسلام والتنمية والتعاون وقد اصبحت الاتجاه السائد لاسيا المتقدمة على الطريق. وبفضل الجهود الملموسة ، حررت الدول الاسيوية نفسها من ظل الازمة المالية ، وتجاوزت تأثير السارس وانفلونزا الطيور ، ونجحت فى اعادة الهيكلة الاقتصادية المحلية ، وسرعت من ايقاع التقدم الصناعى والتحويل ، وعززت تعاونا اقليميا نشطا ، وزادت قدرتها على تخطى المخاطر المحتملة . ان اسيا تحافظ على مكانتها كاحد اكثر المناطق ديناميكية فى العالم ونقطة نمو رئيسية فى التجارة العالمية . وكل هذا يمنحنا ثقة كبيرة فى مستقبل اسيا .
سيداتى سادتى،
انه فى كل من التاريخ وعالم اليوم ، تستطيع اى دولة الخروج منتصرة من منافسة دولية شديدة وتتمتع بتنمية اسرع فقط عندما تسير مع تيار العصر ، وتغتنم الفرص لتحقيق التنمية ، وتضع تجربة تتفق مع ظروفها الوطنية ، وتعتمد على حكمة شعبها وبراعته .
فى السنوات ال 25 الماضية ، طبقت الصين بشكل اولى ، بينما كانت تجد فى المضى قدما فى الاصلاح والانفتاح ، اقتصاد سوق اشتراكى ، وهو اقتصاد منفتح على العالم الخارجى . وتم تعزيز القوى الانتاجية والقوة الوطنية الشاملة بصورة مستمرة . ومع تطور المشروعات الاجتماعية المختلفة على قدم وساق ، حقق الشعب الصينى ككل قفزة تاريخية من العيش على الكفاف الى الازدهار المعتدل . وفى مسيرة ال 25 عاما بين عام 1978 وعام 2003 ، نما اقتصاد الصين بمعدل سنوى تصل نسبته فى المتوسط الى 9. 4 فى المائة ، حيث زاد اجمالى الناتج المحلى والتجارة الخارجية واحتياطى النقد الاجنبى من 147.3 مليار دولار امريكى و 20.6 مليار دولار امريكى و 167 مليون دولار امريكى الى اكثر من 1.4 تريليون دولار امريكى و 851.2 مليار دولار امريكى و 403.3 مليار دولار امريكى على التوالى . وتعد الصين الان سادس اكبر اقتصاد ورابع اكبر تاجر فى العالم . والسبب فى تحقيق الصين لهذه التغييرات الهائلة يرجع الى اننا نلتزم بطريق بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وثابرنا على الاصلاح والانفتاح ، وهكذا استثرنا مبادرة الشعب الصينى وحماسه وابداعه.
وبالرغم من ان الصين حققت نتائج مبهرة فى تنميتها ، الا انه ما تزال هناك الكثير من المشكلات الحادة مثل الفائض السكانى ، والاساس الاقتصادى الضعيف ، والانتاجية المتخلفة ، والتنمية شديدة التفاوت ، والتناقض الحاد نسبيا بين البيئة الايكولوجية والموارد الطبيعية فى البلاد من ناحية وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية من ناحية اخرى . ومازال نصيب الفرد من اجمالى الناتج المحلى فى الصين ، بالرغم من انه وصل الى ارتفاع قياسى وهو الف دولار امريكى العام الماضى ، يحتل المرتبة المائة فى العالم . ان انجاح برنامج التحديث فى الصين وتوفير حياة مزدهرة لجميع افراد الشعب الصينى مازال يتطلب معركة طويلة وشاقة .
لقد حددنا بالفعل هدفا واضحا للسنوات العشرين الاولى من هذا القرن . وهو انه خلال بناء مجتمع رغيد العيش يتمتع بمستوى معيشة اعلى بطريقة شاملة من اجل اكثر من مليار فرد صينى ، فاننا سنضاعف اجمالى الناتج المحلى لعام 2000 اربع مرات ليصل الى 4 تريليونات دولار امريكى بحث يكون اجمالى الناتج المحلى للفرد 3 الاف دولار امريكى ، وسنواصل تنمية الاقتصاد ، وسنحسن الديمقراطية ، وسندفع العلوم والتعليم قدما ، وسنثرى الثقافة ، وسنحق انسجاما اجتماعيا اكبر ، وسنرتقى بنسيج حياة الشعب .
ومن اجل تحقيق هذا الهدف ، سنواصل اتباع ارشاد نظرية دنغ شياو بينغ والفكر الهام " للتمثيلات الثلاثة " وسنعمل بضمير بطريقة شاملة على اساس مفهوم تنمية مستدامة ومنسقة وشاملة يكون محورها الشعب . وان هذا المفهوم العلمى للتنمية يبلور التجربة الناجحة لمسيرة الاصلاح والانفتاح والتحديث فى الصين فى السنوات ال 25 الماضية وتجارب البلدان الاخرى فى مسيرة تنميتها ويعكس فهما جديدا لقضية التنمية من جانب الصين حكومة وشعبا . واننا سنعتبر التنمية الاقتصادى اولوية قصوى لنا وسنجعل هدفنا هو تحقيق التنمية الشاملة للبشر وسنتبع طريق تنمية سمته انتاجية عالية ، وحياة رغيدة ، ونظام ايكولوجى سليم وذلك بتحقيق توازن مناسب بين التنمية فى الريف والحضر ، والتنمية بين المناطق ، وتنمية البشر والطبيعة ، والتنمية المحلية والانفتاح على العالم الخارجى .
ولتحقيق هذا الهدف ، سنواصل دفع برنامجنا للاصلاح والانفتاح بصورة نشطة ، مركزين على بناء اقتصاد سوقنا الاشتراكى والوصول به الى درجة الكمال وجعله اكثر ديناميكية واكثر انفتاحا على العالم الخارجى . ان اخذ المبادرة بايدينا من خلال الاستقلال والاعتماد على النفس فى التنمية هو تجربة هامة لنا . واننا نثابر على الاصلاح لاننا بحاجة الى ازالة الحواجز المؤسسية التى تعوق تنمية القوة الانتاجية واطلاق العنان للديناميكية القائمة فى مجتمعنا من اجل التنمية والابداع . واثناء قيامنا بهذا ، نعتمد اساسا على الابداع المؤسسى والتكنولوجى وعلى توسيع الطلب المحلى وعلى زيادة الجدارة المهنية لمواطنينا . وفى الوقت نفسه ، نلتزم بشدة بسياستنا الانفتاحية ، ونقوم بدور فاعل فى التعاون اقتصادى والتكنولوجى الدولى ، ونقدم اسهامات لتنمية الصين والتنمية المشتركة فى العالم .
وفى طريقنا الى التقدم ، فاننا مازلنا نواجه عدة تناقضات ومشكلات ، ومخاطر وتحديات مختلفة ولكن الشعب الصينى يتمتع بالثقة والقدرة على تجاوز جميع انواع المحن والصعوبات وجعل تحديث الصين وتجديد شبابها حقيقة .
سيداتى سادتى
ان الصين دولة اسيوية . وان تنمية الصين تتعلق بصورة وثيقة بازدهار اسيا . وتتمتع الصين وستظل تتمتع بتأثير ايجابى فى اسيا فى مجال التنمية . -- ان صينا نامية تولد فرصا هامة لاسيا . وان الصين ، باعتبارها اكبر سوق ذى امكانات فى العالم ، حققت فى السنوات ال 25 الماضية سوقا اخذا فى الاتساع والنضوج بصورة مطردة حيث نمت الواردات بمعدل سنوى تتجاوز نسبته فى المتوسط 15 فى المائة ، الامر الذى جعل الصين ثالث اكبر مستورد عالميا واكبر مستورد فى اسيا . ففى عام 2003 ، استوردت الصين من سائر انحاء اسيا سلعا يصل اجمالى قيمتها الى 272.9 مليار دولار امريكى ، بزيادة 42.4 فى المائة مع زيادة الواردات من الاسيان واليابان وجمهورية كوريا والهند باكثر من 35 فى المائة . وزادت الاستثمارات المباشرة الصينية فى سائر انحاء اسيا بمعدل سنوى يصل فى المتوسط الى 20 فى المائة فى السنوات الاخيرة . وفى عام 2003 ، قام الصينيون باكثر من 20 مليون زيارة الى الخارج ، حيث جعل المزيد والمزيد من السائحين الصينيين الدول والمناطق الاسيوية مقصدا لهم . ومن خلال تنمية الصين ، سينمو حجم سوقها واستثماراتها الخارجية بصورة اكبر وسيسافر المزيد من الصينيين الى اجزاء اخرى من اسيا للسياحة والتجارة والزيارة . وسيندمج اقتصاد الصين بصورة اوثق مع الاقتصاد الاسيوى ، مما سيولد نوعا جديدا من شراكة تتسم بالمنفعة المتبادلة والتكامل المتبادل والمساعدات المتبادلة . -- ان تنمية الصين تسهم فى السلام والاستقرار فى اسيا . وان صينا مستقرة ومزدهرة هى فى حد ذاتها اسهام هام فى السلام والاستقرار فى اسيا . وان الصين منذ قديم الازل لديها تقليد جيد من الاخلاص وحب الخير والود والثقة تجاه الجيران . وان الهدف الاساسى من السياسة الخارجية للصين هو الحفاظ على السلام العالمى وتعزيز التنمية المشتركة . ان الصين تمارس دائما ما تعظ به . واننا ، فى ظل اصرارنا على بناء علاقات وشراكة تقومان على حسن الجوار مع الدول المجاورة ، سننتهج سياسة تحقيق ااوئام والامن والازدهار للجيران ونكرس انفسنا لتدعيم الثقة المتبادلة والتعاون مع الدول الاسيوية الاخرى ولتهدئة التوترات فى المناطق الساخنة وللسعى بجد للحفاظ على السلام والهدوء فى اسيا .
-- ان تنمية الصين تضخ قوة جديدة فى التعاون الدولى فى اسيا . وان الصين تشارك بشكل شامل فى مختلف آليات التعاون الاقليمى فى اسيا ، وتركز على تعاونها وتنسيقها مع جميع الاطراف وتعزيز الاندماج الاقتصادى الاقليمى . وقد انضمت الصين الى الدول الاسيوية الاخرى فى بحث امكانية اقامة مناطق تجارة حرة ، وتحقيق اشكال مختلفة من الحوارات الامنية ، وتدعيم التعاون على المستوى الثنائى بينما تعزز التعاون الاقليمى .
سيداتى سادتى ،
ان رغبة الصين الصادقة هى ان ترعى مع الدول الاسيوية الاخرى شراكة شاملة ووثيقة موجهة لتجديد الشباب الاسيوى ، شراكة تتسم بالمساواة والثقة المتبادلة سياسيا ، والمنفعة المتبادلة والتكافؤ اقتصاديا ، والتبادل والمنافسة ثقافيا ، والحوار والتعاون فى الجبهة الامنية . ولتحقيق هذه الغاية ، ستتخذ الصين الخطوات التالية :
اولا ، تعزيز الصداقة والثقة السياسية وحسن الجوار . وستطور الصين شراكات مع الدول الاسيوية الاخرى على اساس ميثاق الامم المتحدة والمبادىء الخمسة للتعايش السلمى ، وستعامل جميع الدول على قدم المساواة بغض النظر عن حجمها ، وستتعهد بتسوية النزاعات مهما كانت من خلال الحوار . وتأمل الصين فى رؤية علاقات رفيعة المستوى اقوى وتفاعلات على مستويات اخرى مع الدول الاسيوية الاخرى ومشاورات وتنسيق يأتيان فى حينهما حول القضايا الدولية والاقليمية الكبرى .
ثانيا ، توسيع التعاون الاقتصادى الثنائى وتعميقه . ان الصين مستعدة لتطوير تعاون اقتصادى شامل مع الدول الاسيوية مع التركيز على التجارة ، والاستثمارات ، والموارد الطبيعية ، والمعلومات ، والمستحضرات الدوائية ، والخدمة الصحية ، وحماية البيئة ، والنقل ، والعلوم والتكنولوجيا ، والزراعة ، والحد من الفقر ، وتنمية الموارد البشرية . وستظل الصين تتخذ خطوات عملية لمساعدة الدول الاسيوية النامية الاخرى فى تنميتها الاقتصادية من خلال السياسات التفضيلية . وستشجع الصين شركاتها على اتخاذ اسيا كمقصدها الاساسى من اجل تحقيق استراتيجية " الاتجاه للعالمية " وتدمج استراتيجية تنمية منطقتها الغربية واستراتيجية تجديد شباب شمالها الشرقى مع تدعيم التعاون الاقتصادى مع الدول المجاورة .
ثالثا ، تسريع الوحدة الاقتصادية الاقليمية . تأمل الصين فى ان تدرس مع الدول الاسيوية الاخرى ترتيبات التجارة الحرة المحتملة بمختلف الاشكال وفقا لشبكة تعاون مستقبلية لمناطق التجارة الحرة فى اسيا . وان الصين مستعدة لتسريع تنسيقها مع الشركاء الاسيويين الاخرين حول سياسات الاقتصاد الكلى والسياسات المالية والنظر فى اقامة نظام تعاون اقليمى للمستثمرين وسوق للاوراق المالية ومؤسسات مالية . وستعمل الصين بشكل فاعل لتعزيز البناء المؤسسى لجميع انواع منظمات التعاون الاقتصادى من اجل تدعيم الموارد واعطاء الاولوية للمجالات الرئيسية وتحقيق تعاون محوره الاداء .
رابعا ، تعزيز التفاعل الثقافى والتبادلات بين الافراد . وتتعهد الصين باقامة تبادلات ثقافية اقوى فى اسيا وتشجيع التعاون بين وسائل الاعلام لبناء سوق ثقافى فى جميع ارجاء اسيا بشكل مشترك . وتؤيد الصين الحوارات بين الثقافات وبين الاديان فى اسيا وتؤيد فهما وتسامحا اكبر . وان الصين مستعدة للعمل مع الدول الاسيوية الاخرى فيما يتعلق بتعزيز التبادلات بين الشباب وتوفير سبل راحة اكبر لسفر الناس من اجل اغراض التجارة والسياحة .
خامسا ، تسهيل الحوار الامنى والتبادلات بين الجيوش . ستتمسك الصين بمفهومها الامنى الجديد الذى يتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتعاون ، وتأمل فى اقامة علاقات وتعاون مخلصين يتسمان بعدم التحيز وعدم المواجهة وعدم استهداف اى طرف ثالث . وستسرع الصين تعاونها وحوارها مع الدول الاسيوية الاخرى فى المجالات الامنية مثل مكافحة الارهاب الاقليمى ، ومكافحة الجرائم متعدية الجنسيات ، والامن البحرى ، وعدم الانتشار ، وافساح المجال كاملا امام آلاليات الامنية متعددة الاطراف القائمة . وان الصين مستعدة لاقامة آلية حوار امنى عسكرى مع الدول الاسيوية الاخرى وتعزيز التعاون فى مجال بناء الثقة بصورة فاعلة فى المجال العسكرى .
سيداتى سادتى ،
ان تنمية الصين لا يمكن ان تتحقق بمعزل عن اسيا ، وان ازدهار اسيا يحتاج ايضا الى الصين . وان الصين تتبع طريق تنمية سلميا يرفع رايات السلام والتنمية والتعاون ، وستنضم الى الدول الاسيوية الاخرى فى تحقيق تجديد الشباب الاسيوى ، وستقدم اسهامات اكبر لقضية السلام والتنمية الجليلة فى العالم . (شينخوانت )
شبكة الصين / 25 ابريل 2004 /