شهدت علاقات الصين مع الدول الكبرى اتساعا مستمرا خلال العام الماضى ، وفقا لما ذكره وزير الخارجية الصينى لى تشاو شينغ يوم السبت فى مؤتمر صحفى عقد خلال الدورة الثانية لاعلى هيئة تشريعية فى البلاد .
وقال لى ، الذى شغل منصب السفير الصينى لدى الولايات المتحدة من عام 1998 حتى عام 2000 ، ان المصالح المشتركة للصين والولايات المتحدة اخذة فى الازدياد وليس التناقص واعلن انه " مؤيد شديد للعلاقات الودية " بين البلدين .
وذكر ان تنمية علاقات صحية ومستقرة وتعاونية بين الصين والولايات المتحدة يتفق مع المصالح المشتركة للبلدين ويفيد السلام والتنمية فى العالم .
وقال ان الصين والولايات المتحدة توسعان التعاون عرضا وعمقا . فبعد حادث 11 سبتمبر الذى تعرضت له الولايات المتحدة ، سرعت الدولتان التعاون فى مجالى مكافحة الارهاب وعدم انتشار الاسلحة النووية .
واشار الى ان التبادلات الاقتصادية والتجارية شهدت نموا ملحوظا . وان الولايات المتحدة هى احد اكبر الشركاء التجاريين للصين وان هناك اكثر من 40 الف شركة امريكية تعمل فى الصين .
وذكر ان التبادلات فى القطاع الثقافى زادت ايضا . فهناك 60 الف طالب صينى يدرسون فى الولايات المتحدة وهناك حوالى 4 الاف طالب امريكى يدرسون فى الصين ، واضاف ان اللغة الصينية اصبحت ثالث اكبر لغة فى الولايات المتحدة .
وقال لى ان اكبر خلاف بين الصين والولايات المتحدة يكمن فى قضية تايوان . ولكن طالما ان الجانبين يلتزمان بالمبادئ المنصوص عليها فى البيانات الصينية الامريكية المشتركة الثلاثة ، فان علاقاتهما ستمضى قدما بشكل صحى .
وتعطى الصين اهتماما وتقديرا كبيرا للتصريحات التى ادلى بها الرئيس الامريكى جورج . دبليو بوش يوم 9 ديسمبر من العام الماضى والتى اعرب عنها بوضوح ايضا الرئيس بوش خلال اجتماعه مع الرئيس الصينى هو جين تاو .
وفى رد على استفسار من صحفى يابانى ، قال لى ان اتجاه العلاقات الصينية اليابانية جيد وانه قد تم احراز تقدم فى التبادلات الثنائية والتعاون فى جميع المجالات .
فقد وصل حجم التجارة الثنائية العام الماضى الى 133.5 مليار دولار امريكى وعدد الزيارات المتبادلة وصل الى 3 ملايين .
واشار وزير الخارجية الى ان الصين واليابان عززتا التنسيق والتعاون فى الشؤون الاقليمية والدولية ، مستشهدا باحدث مثال على ذلك وهو المشاركة فى الجولة الثانية من المحادثات السداسية التى عقدت فى بكين .
واضاف لى انه خلال مكافحة السارس العام الماضى ، حصلت الصين على اكبر مساعدات مادية من اليابان حكومة وشعبا .
وقال " ان ابرز قضية فى العلاقات الثنائية " " هى ان القادة اليابانيين يصرون على زيارة الضريح الذى يضم 14 مجرما من الدرجة الاولى كانوا قد شاركوا فى الحرب العالمية الثانية وان هذا يؤذى بشدة مشاعر شعب الصينى وشعوب الدول الاسيوية الاخرى " .
واعرب عن امله فى ان يظهر القادة اليابانوين مصداقية والا يتخففوا من عبء القضايا التاريخية .
وقال " انه يتعين على القادة اليابانيين اتخاذ التاريخ مرآة وتعلم دروس من التاريخ والتفكير جيدا فى العيش فى سلام مع الدول الاخرى ومعامل الاخرين على قدم المساواة " .
وحول العلاقات الصينية الروسية ، قال لى انه خلال السنوات القليلة الماضية ، وقعت الدولتان سلسلة من الاتفاقيات لتدعيم العلاقات الودية وسيشهد عام 2004 مزيدا من التبادلات الدبلوماسية والودية بين الجارتين .
واعلن لى ان الرئيسين الصينى والروسى سيعقدان قمة فى بكين فى النصف الثانى من هذا العام . كما سيقوم وو بانغ قوه رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو بزيارات رسمية لروسيا هذا العام .
وذكر لى انه خلال اجتماع للرئيسين الصينى والروسى ، تم جعل عام 2004 عام الصداقة بين الشباب بالبلدين ، واضاف ان هذا سيضخ حيوية جديدة فى العلاقات الصينية الروسية .
وقال لى " ان الخيار الصحيح للبلدين هو تطوير علاقات جيدة من جيل الى جيل والن تتجنبا العداوات " مشيدا بشراكة التعاون الاستراتيجية الصينية مع روسيا .
وقد بعث رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو بالفعل برسالة يهنئ فيها ميخائيل فرادكوف بتعيينه رئيس الوزراء الجديد لروسيا .
كما اشاد الوزير بالتعاون بين الصين والبلدان العربية وبين الصين وجامعة الدول العربية .
وقال ان الصين والشعوب العربية تتمتع دائما بتقاليد ودية . وان الصين تؤمن بان الدول العربية قوة هامة على الساحة الدولية وتولى الصين اهتماما لتطوير علاقات ودية وتعاونية مع البلدان العربية .
وذكر لى ان الصين والبلدان العربية ملتزمة جميعا من الناحية السياسية بتحقيق السلام والاستقرار العالميين . ومن الناحية الاقتصادية ، يعتبر الجانبان التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى شعوبهما مهمتهما المشتركة . ان الجانبين متكاملان اقتصاديا وهناك امكانات كبيرة للتعاون الثنائى .
وصل اجمالى حجم التجارة بين الصين والبلدان العربية العام الماضى الى 25.4 مليار دولار امريكى ، بزيادة 43 فى المائة مقارنة بالعام السابق له . وبالاضافة الى هذا زادت ايضا التبادلات الثقافية والعلمية والتكنولوجية والتعليمية بين الصين والبلدان العربية .
وفى بداية هذا العام عندما قام الرئيس الصينى هو جين تاو لاول زيارة خارج البلاد فى عام 2004 ، زار عددا من الدول العربية والمقر الرئيسى لجامعة الدول العربية .
وقال لى " انه خلال هذه الزيارة اعلنت الصين والجانب العربى اقامة منتدى التعاون الصينى العربى وتبحث الصين مع جامعة الدول العربية بدء اعمال المنتدى فى اقرب وقت ممكن . (شينخوا)
شبكة الصين /7 مارس 2004/