بالرغم من كونها احداث سنوية معتادة ، تجتذب دورتا المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى ، والمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى ، الانتباه فى الداخل والخارج ، حيث تزايد عدد الذين اصبحوا يدركون مدى اهمية الدورتين بالنسبة للتنمية فى البلاد هذا العام .
ان ما يتوقعه الشعب من دورة المؤتمر الاستشارى السياسى التى افتتحت يوم الأربعاء، ودورة المجلس الوطنى التى تفتتح يوم الجمعة ، هى سياسات تخطيط علمى ومبادءة باتجاه وضع حملة تحديث الصين على المسار الصحيح لتحقيق تقدم شامل ، جيد التنسيق ، ومستدام ، وهى قضية هامة يقول المراقبون عنها انها قد تحدث تغيرات عميقة فى كافة جوانب المجتمع الصينى.
وصرح البروفيسير خه ون جى الاستاذ بجامعة خبى الصناعية ، والذى يحضر الدورة السنوية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى " ان نصيب الفرد فى الصين من اجمالى الناتج المحلى بلغ 1000 دولار امريكى العام الماضى ، مما شكل نقطة انطلاق جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية فى الصين ."
واضاف انه مع تحول المستهلك الصينى نحو السلع الفاخرة مثل السيارات والحواسب الالية الشخصية والالكترونيات ذات الشهرة الواسعة ، وسعيه نحو المزيد من المنتجات الثقافية ، والحصول على خدمات تعليمية وصحية افضل " ستمر الصين بمرحلة ذهبية للتنمية".
وقال ، بيد انها ايضا مرحلة تتزايد فيها التناقضات التى تتجلى فى اتساع الفجوة بين المدن والريف ، وبين مختلف المناطق والصناعات ، وبين ذوى الدخول العالية والمنخفضة .
وتشير الاحصاءات الى انه فى عام 1978، كان دخل سكان الحضر يمثل 1.57 ضعف دخل سكان الريف ، وقفز الرقم الى 3.23 ضعف عام 2003. وبالنسبة لتدفق راس المال الاجنبى ، شكلت كمية الاموال الاجنبية الواردة الى 12 مقاطعة ومنطقة حكم ذاتى وبلدية فى غرب الصين ، 5 فى المائة فقط من اجمالى الاستثمارات الوافدة عام 2003. وبلغ معدل الحضرنة فى المنطقة الساحلية الشرقية المتقدمة 45 فى المائة ، بينما بلغ المعدل فى المنطقة الغربية اقل من 30 فى المائة.
كما فرض نقص الموارد الطبيعية ، مثل النفط والنحاس وخام الحديد ، والتلوث البيئى الخطير مشكلة معقدة فى جهود الصين لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
وذكر عضو المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والخبير الاقتصادى لين تشاو مو ، ان الحل الوحيد لهذه المشكلات يتوقف على تعزيز الاصلاح والتنمية . وان عام 2004 يعد حاسما بالنسبة لجهود علاج بعض المشكلات المتأصلة.
وهناك قضية هامة اخرى يتوقع المحللون ان تعالجها دورتا المجلس الوطنى لنواب الشعب الصنيى والمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى ، وهى كيفية تجنب النمو المحموم الذى شهدته قطاعات مثل العقارات والصلب والاسمنت.
وقد اعرب تشيو شياو هوا نائب مدير مكتب الاحصاءات الوطنى وعضو المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى عن عدم رضاه ازاء النمو الاقتصادى السريع الذى حدث العام الماضى ، قائلا انه اعتمد فى جزء منه على " استنزاف للموارد الطبيعية."
وفى عام 2004، مثل اجمالى الناتج المحلى للصين اقل من 4 فى المائة من الاجمالى العالمى ، بيد ان استهلاك الصين من الفحم وخام الحديد والصلب والاسمنت شكل 31 و30 و27 و40 فى المائة من الاجمالى العالمى على التوالى.
كما انكمشت مساحة الاراضى الزراعية فى الصين بنسبة 6.7 مليون هكتار على مدى السنوات القليلة الماضية ، وذهب معظم هذه المساحة الى مشروعات العقارات ، وبناء مناطق التنمية ، فى الوقت الذى يمثل فيه نصيب الفرد فى الصين اقل من 40 فى المائة من المتوسط العالمى .
غير ان اعضاء المجلس الوطنى لنواب الشعب والمؤتمر الاستشارى السياسى واثقون بالمستقبل ، وحملوا معهم عددا كبيرا من مشروعات القوانين والاقتراحات للمناقشة والتداول فى الدورتين السنويتين للجهازين .
ويقترح عضو المجلس الوطنى لنواب الشعب لين تشاو مو ان تستغل الحكومة الانتعاش الاقتصادى العالمى فى خلق بيئة خارجية مواتية . ويطالب البروفيسير شياو تشوه جى عضو المؤتمر الاستشارى السياسى بتفعيل نمو اقتصادى رشيد وفعال ، وتخفيض اصدار سندات الخزانة خطوة بخطوة من اجل افساح المجال لدور رأس المال الخاص.
واعرب عضو المؤتمر الاستشارى السياسى لين يى فو الذى يرأس مركز الصين للبحوث الاقتصادية بجامعة بكين العريقة عن بالغ اهتمامه بالتنمية المنسقة للمناطق الحضرية والريفية ، وتأييده لزيادة المدخلات المادية فى المرافق الثقافية والتعليمية ومرافق الصحة العامة فى المناطق الريفية ، مع تخفيض الضرائب والرسوم المفروضة على المزارعين بانواعها ، وزيادة دخولهم.
كما حث نواب المجلس الوطنى واعضاء المؤتمر الاستشارى على تحقيق نمو نشط للصناعات ذات العمالة المكثفة لتوفير فرص العمل لجموع الباحثين عنها .
ومع اكتمال استعداد النواب والاعضاء لطرح مشروعات القوانين والاقتراحات الخاصة بهم، يقول المراقبون ان ما ينتظره الشعب هو القرارات التى سيتم التوصل اليها فى الدورتين . (شينخوا)
شبكة الصين /4 مارس 2004/