الأشكال
المعمارية
لمساجد الصين
في
فجر الإسلام
كانت مباني
المساجد بسيطة
إلى أبعد الحدود
نتيجة لسوء
الظروف المادية
آنذاك. وقد ازداد
المسلمون اهتماما
بتحسين بناء
المساجد مع
انتشار الإسلام
في مشارق الأرض
ومغاربها،
فظهر إلى حيز
الوجود عدد
من الجوامع
ذات الشهرة
العالمية،
مثل الجامع
الأموي في دمشق،
وجامع القرويين
بفاس، وجامع
غرناطة بأسبانيا،
والجامع السليماني
باسطنبول .. الخ.
وفي مجرى بناء
المساجد اهتدى
المعماريون
المسلمون إلى
أسلوب معماري
إسلامي مهيب
جميل بعد أن
استلهموا بعض
مزايا المباني
الورمية والفارسية.
ولقد ترك هذا
الأسلوب المعماري
تأثيراته في
مسجد هوايشنغ
بمدينة قوانغتشو
ومسجد تشينغجينغ
بمدينة تشيوانتشو
(التي كان العرب
يسمونها مدينة
زيتون) وغيرها
من المساجد
القديمة، وكذلك
في المساجد
الصينية التي
بنيت في وقت
متأخر مثل جامع
عيد كاه بمدينة
كاشغر. وكما
ترك تأثيراته
في الفن المعماري
التقليدي الصيني.
ويتمثل ذلك
فيما يلي:
1-
لقد كانت
معظم الباغودات
الطوبية في
الصين قبل دخول
الإسلام مربعة
أو مسدسة أو
مثمنة الأركان،
وتخلو من السلالم
في داخلها. غير
أن المنارة
الطوبية لمسجد
هوايشنغ تظهر
على شكل اسطوانة.
وتتكون جدرانها
من طبقين، وبداخلها
سلمان لولبيان
متقابلان يبلغ
عدد درجات كليهما
154 درجة. ويمكن
رؤية نافذة
على جدرانها
بعد عدة درجات،
وهذا التركيب
الرائع للمنارة
أثر في الباغودات
المبنية في
الصين فيما
بعد، بدليل
من أن أغلبيتها
صار لها سلالم
في داخلها.
2-
عرفت
بلاد العرب
بكفاءتها في
هندسة البناء
الحجري منذ
القدم. فلا غرو
أن يكون مسجد
تشينغجينغ
المبني بالحجارة
تماما آية في
الروعة من حيث
هندسة بنائه.
فجدران قاعة
الصلاة والبوابة
مثلا قد بنيت
كلها بالاستفادة
من البلاط المستطيل
الشكل في صف
والبلاط المستطيل
والمربع على
التناوب في
صف آخر .. هلم جرا.
الأمر الذي
جعل الجدران
المبنية على
هذا النحو تبدو
في غاية الجمال.
وبفضل ظهور
مسجد تشينغجينغ
في مدينة تشيوانتشو
انتقلت هندسة
البناء الحجري
العربية إلى
الصين.
3-
لقد كانت أشكال
الأبواب والنوافذ
في الصين قبل
دخول الإسلام
إليها في أواسط
القرن السابع
رتيبة نسبيا
لتكونها من
الألواح الخشبية
المستقيمة
ليس غير. أما
مثيلاتها في
المباني الإسلامية
الطراز فهي
متنوعة الأشكال
زاهية الألوان.
خذ بوابة مسجد
تشينغجينغ
مثلا: تتربع
هذه البوابة
على قطعة مستطيلة
من الأرض. وتنقسم
إلى جزأين،
يسمى أحدهما
"المدخل الخارجي"
المفتوح، والآخر
"المدخل الداخلي"
المغلق. ويتكونان
من أربعة عقود
خوخية الشكل.
وتزين العقدين
الأول والثاني
نقوش جميلة
من الصخور الخضراء،
ويتباعد العقدان
الثالث والرابع
أحدهما عن الآخر
لوجود ممر بينهما.
وهذا النوع
من البوابات
الإسلامية
الطراز المتداخلة
العقود قد ترك
أثره في الفن
المعماري الصيني.
4-
إن المباني
الإسلامية
الطراز مقببة
غالبا. فما من
أحد رأى مسجد
عيد كاه بمدينة
كاشغر ومسجد
ناقوان بمدينة
ينتشوان إلا
عرف أنهما من
المباني الإسلامية
فورا. وبعد دخول
الإسلام إلى
الصين ازداد
عدد المباني
المقببة فيها
أكثر فأكثر،
مما أدى إلى
تنويع أشكال
المباني الصينية.
5-
تتجلى روعة
المباني الإسلامية
الطراز في مرونتها
في تقسيم الفراغات
وتوزيع الأجزاء
بوجه عام، وفي
زخرفتها المعمارية
بالرسوم والنقوش
بوجه خاص. من
ذلك أن التشكيلات
الجصية والدهانات
الملونة والنحوت
الخشبية والمركبات
المعمارية
المصنوعة من
الشرائح الخشبية
الصغيرة الأحجام
والنقوش الطوبية
المتنوعة على
هذا النوع من
المباني لا
تتميز بأشكالها
المشوقة الرائعة
وألوانها الزاهية
فحسب، بل تتميز
أيضا بأساليب
تعبيرية مختلقة
ورسوم ملونة
بما يبدو فيها
من زخارف فريدة
إلى جانب انسجام
بعض هذه الزخارف
مع بعضها الآخر.
فلا نبالغ إذا
قلنا بأن الكثير
من زخارفها
جدير بأن يصنف
في عداد الصناعات
الفنية الرائعة
والمهارات
الفريدة التي
يرجع إليها
المعماريون
والفنانون
في الإبداع
الفني والبحوث
العلمية.
بالإضافة
إلى ذلك فإن
مباني المساجد
الصينية القديمة
المميزة بالأسلوب
المعماري الإسلامي
تتوزع على نحو
غير متناسق
خلافا للمباني
التقليدية
الصينية. والدليل
على ذلك أن مآذن
هذه المساجد
غالبا ما تنتصب
على يمين قاعات
الصلاة بدلا
من أن تقع معها
على خط مستقيم.
وبوابة مسجد
تشينغجينغ
تقوم على الجانب
الشرقي من جداره
الجنوبي. فلا
يمكن للمرء
أن يصل إلى قاعة
الصلاة إلا
بعد أن ينثني
إلى الشمال
سيرى في ممر
مؤد إلى هناك.
معنى ذلك أن
بوابة المسجد
لا تواجه قاعة
الصلاة. وكان
توزيع المباني
على هذا الشكل
غريبا بالنسبة
إلى الصينيين.
وجملة
القول أن الفن
المعماري الإسلامي
كان مثار الإعجاب
وسط الصينيين
بميزته الخاصة.
وإن دخوله إلى
الصين قدم برهانا
على التبادل
الثقافي الصيني
العربي عبر
التاريخ، كما
أسهم بقسط معين
في تنمية الفن
المعماري الصين
أيضا. وهذا هو
سر إدراج الحكومات
الشعبية من
مختلف المستويات
الكثير من المباني
الإسلامية
الطراز في قائمة
أهم الآثار
المحمية. ولذلك
فقد سلمت أعداد
منها من التدمير
حتى خلال هوس
"الثوية الثقافية".
ومنذ
أواسط القرن
الثالث عشر
على وجه التقريب
بدء ببناء المساجد في
الصين اعتمادا
على الأسلوب
الصيني التقليدي.
وذلك للانسجام
مع الظروف الصينية
بطبيعة الحال.
وزد على ذلك
أن أغراض المساجد
في الصين ازدادت
مع مرور الأيام.
ولذلك فإن المساجد
على مثال نظيرتها
خارج الصين
تماما لا يتفق
مع حاجة المسلمين
الصينيين الواقعية.
ولا
يخفى على أحد
أن المساجد
المبنية حسب
الأسلوب المعماري
الإسلامي عادة
ما تتكون من
قاعات الصلاة
والمآذن والمواضي
دون
أن تلحق بها
مبان إضافية،
ولا تكون لها
أفنية إلا نادرا.
أما المساجد
الصينية الطراز
فتلحق بها كثير
من المباني
الإضافية والأفنية
الفسيحة إلى
جانب مبانيها
الرئيسية. ولنأخذ
جامع دونغقوان
بمدينة شينينغ
مثالا على ذلك:
تنوف مساحة
قاعة صلاته
على 1.100 متر مربع،
غير أن مساحة
مبانيه الإضافية
تبلغ 3.500 متر مربع،
وأن مساحة فنائه
تشغل 8.400 متر مربع.
ومعنى ذلك أن
مساحة قاعة
الصلاة فيه
أصغر من مساحة
مبانيه الإضافية،
وأن مساحة هذه
الأخيرة أصغر
من مساحة فنائه
بكثير. وكذلك
حال سائر مساجد
الصين على وجه
التقريب. وهذا
يبين أن المساجد
الصينية الطراز
تختلف عن المساجد
في بقية أجزاء
العالم اختلافا
كبيرا. وعلاوة
على ذلك فإن
هذا النوع من
المساجد يخلو
من المآذن على
وجه العموم.
ويعزى السبب
في ذلك إلى أن
علو مختلف أنواع
المباني كان
محددا من لدن
الحكام الإقطاعيين،
وخاصة في عاصمة
البلاد. وحيث
أن المآذن لا
يمكنها أن تظهر
فعاليتها إلا
إذا فاقت سائر
المباني في
المساجد علوا،
لذلك اضطرت
مساجد كثيرة،
إلى الكف عن
بناء المآذن.
أما المساجد
المتناثرة
في المناطق
النائية التي
كانت غير جادة
في تطبيق النصوص
القانونية،
أو التي كانت
مناطق ضعيفة
الحكم، فوضعها
مختلف. وبالإضافة
إلى ذلك فإن
هناك سببا آخر
لعدم وجود المآذن
في مساجد الصين،
وهو أن المسلمين
في المناطق
الداخلية من
الصين غالبا
ما يسكنون مع
بني وطنهم من
غير المسلمين
على نحو مختلط.
فأصبح من عادة
المؤذنين أن
يؤذنوا بصوت
خافت خوفا من
إزعاج جيرانهم.
والأذان في
الصين يتم قبل
إقامة الصلاة
مباشرة، وليس
هناك فترة معينة
بين الأذان
والصلاة كما
نرى خارج الصين.
ونعرف من ذلك
أن الأذان في
الكثير من المناطق
الداخلية من
الصين قد غدا
شكليا.
غير
أن الكثير من
المساجد الصينية
الطراز تزهو
بأبراج "مشاهدة
الهلال" التي
لا ترى خارج
الصين. ومع أن
هذا النوع من
المباني لا
يمتاز بشكل
معين، إلا أنها
أعلى من سائر
مباني المساجد
بعض الشيء على
وجه العموم.
وأغلبيتها
تنتصب خلف قاعات
الصلاة. وقد
سميت بذلك لأنها
كانت تستخدم
في مشاهدة هلال
رمضان وشوال.
ولكن قيمتها
الزخرفية قد
تجاوزت قيمتها
الاستعمالية
على كر العصور،
لأن الناس قلما
يعتلونها لمشاهدة
الهلال. ومع
ذلك فإن جدران
هذه الأبراج
الملتصقة بقاعات
الصلاة من الخلف
تعتبر محاريب
لائقة.
وتتجلى
مزايا المسجد
الصيني الطراز
في تناسق مبانيه
وانسجامها
مع بعضها بعضا،
وتوزع الرئيسي
منها والملحق
توزعا مناسبا،
مما يشكل وحدة
متكاملة من
المباني الرائعة.
أما قاعة الصلاة
¨C أهم
مباني المسجد
¨C فتقع
في غربي المسجد
وتشكل مع جناحيه
الجنوبي والشمالي
وبوابته القائمة
في الشرق دارا
مربعة (أي دار
تحيط بها المباني
من جميع الجهات،
وتتوسطها فسحة
مربعة)، ولكن
هناك كثيرا
من المساجد
ينقسم كل منها
إلى قسمين أو
ثلاثة أو أربعة
أقسام متراصة
تفصلها المباني،
مما يشكل مجموعة
من الرحاب. ولكل
قسم من هذه الأقسام
وظيفته
وميزته الفنية.
ولو تمشيت من
مدخل هذا النوع
من المساجد
إلى الداخل
لانتابك شعور
بأن مناظره
تتجدد من حين
لآخر، وأن مبانيه
تزداد روعة،
وإن كان أسلوبها
الفني موجدا.
أما جامع هواجيويه
بمدينة شيآن
فهو الأفضل
من نوعه. وينقسم
هذا الجامع
إلى أربعة أقسام
متلاصقة، يخترقها
خط محوري وهمي،
يبتدئ من الحاجز
الزخرفي القائم
في أوسط طرف
الجامع الشرقي،
وينتهي بمحراب
قاعة الصلاة
عبر القوس الخشبي
والقوس الحجري
والمئذنة ومقصورة
العنقاء وبرج
مشاهدة الهلال
.. على التوالي.
والظريف أن
الصدع بين مصراعي
كل باب من أبواب
جميع الأقسام
يواجه الخط
الأوسط الرأسي
للمحراب دون
أيما تفاوت.
وعلى الرغم
من أن هذه الميزة
خاصة بالفن
المعماري الصيني
التقليدي،
إلا أن انعكاسها
في الجوامع
والمساجد يحمل
معنى عميقا،
حتى ليقال أن
رؤية المحراب
من مدخل المسجد
على بعد المسافة
بينهما ترمز
إلى أن المرء
سيسير، لو دخل
المسجد، على
"الصراط المستقيم"
المذكور في
فاتحة القرآن
الكريم.
وبالإضافة
إلى ميزة المساجد
الصينية الطراز
المتمثلة في
مواجهتها الشرق
وتميز بعضها
بالمآذن وبعضها
الآخر بأبراج
مشاهدة الهلال،
ليس هناك فرق
بينها وبين
المباني الصينية
التقليدية
مبدئيا (وهي
تواجه الجنوب
إلى جانب خلوها
من المباني
المذكورة أعلاه).
معنى ذلك أن
هذا النوع من
المساجد مثل
جامع هواجيويه
بمدينة شيآن
ومسجد دونغشي
ببكين والجامع
الشرقي في مدينة
جينينغ تتسم
بميزات المباني
الصينية التقليدية،
وخاصة في مبانيها
الرئيسية مثل
قاعة الصلاة
والبوابة والمئذنة.
إن هذه المساجد
المبنية بالطوب
والخشب على
نحو رئيسي لا
تسر الناظرين
بأشكالها الخلابة
وألوانها الزاهية
فحسب، بل تشرح
الصدور بصحونها
الفسيحة شأنها
شأن سائر المباني
الصينية التقليدية
تماما. ومع ذلك
فإنها بسماتها
الخاصة في زخارفها
الداخلية التي
تشتمل على كتابات
نافرة مذهبة
من الآيات القرآنية
على عقود قاعة
الصلاة وصورة
للبيت الحرام
على المحارب
تعلوها البسملة
أو الكلمة الطيبة،
ويزدان جانباها
بعبارتين متوازيتين.
وهناك مساجد
تتزين جدران
قاعات الصلاة
فيها بكتابات
نافرة من المواغظ
الحسنة. كما
أن هناك مساجد
سقفت قاعات
الصلاة فيها
الرسوم الملونة
البهيجة المكونة
من كتابات عربية.
هذه الزخارف
الإسلامية
كلها توحي إلى
القادمين بأن
المباني التي
دخلوها عبارة
عن مساجد وليست
مباني أخرى.
لقد
عرفنا مما ذكر
آنفا أن المساجد
الصينية الطراز
تجمع بين الفن
المعماري الصيني
التقليدي والفن
الزخرفي الإسلامي.
فيجوز لنا القول
بأن هذا النوع
من المساجد
يعد تجديدا
في الفن المعماري
الصيني التقليدي
كما يعد جوهرة
من جواهر الفن
المعماري الإسلامي
العالمي. وقد
أدرك المختصون
بتاريخ المباني
الإسلامي أن
المساجد الصينية
الطراز تتميز
بقيمتها الفنية،
كما اعتبروها
من قبيل الفنون
المعمارية
الإسلامية
العالمية.
من
المعروف أن
المساجد لا
يمسح بزخرفتها
برسوم ونقوش
من الحيوانات
إلا أن المساجد
الصينية الطراز
كانت عادة ما
تزخرف بنقوش
من التنين والعنقاء
والأسد والنمر
باستثناء أجزاء
قاعات الصلاة
الداخلية. وكان
هناك مسلمون
امتنعوا عن
استعمال هذا
النوع من الزخارف
وقت بنائهم
المساجد لعلمهم
أن ذلك يخالف
أحكام الدين.
ولكن المسلمين
في أغلبية المناطق
كانوا يرون
أن ظهور صور
الحيوانات
والطيور في
المساجد لا
حرج فيه، ما
داموا يوقنون
بالله تعالى
ويعبدونه عبادة
خالصة مستندين
في ذلك إلى حديث
الرسول عليه
الصلاة والسلام
"إنما الأعمال
بالنيات¡"
وبالإضافة
إلى ذلك فقد
كانت أعداد
من المساجد
لا تخلو من الصبغات
الكونفوشية.
خذ مثلا ما ورد
في رقيم مسجد
تشينغشيو بمدينة
شيآن بقلم وانغ
هونغ: " ولد النبي
الغربي (يقصد
به رسول الله
صلى الله عليه
وسلم) بعد كونفوشيوس،
ويتباعد موطنه
عن موطنه، ويختلف
عهده عن عهده،
ولغته عن لغته،
ولكن تعليم
النبي الغربي
تتفق مع تعاليم
كونفوشيس. ويعزى
السبب في ذلك
إلى أن قلبيهما
من نمط واحد".
معنى ذلك أن
الكونفوشية
هي مقياس صحة
الإسلام. إن
هذه المقولة
خاطئة تماما
حسب وجهة النظر
الإسلامية،
ذلك أن قيمة
الإسلام لا
تتوقف على موافقته
الكونفوشية
أو عدم موافقته
إياها. وليس
هذا فحسب، فهناك
عدد من المساجد
فيها ألواح
كتبت عليه تعاليم
كونفوشية مثل
"ارضخوا للقضاء
والقدر، وأطيعوا
أولى الأمر
وتعاليم النبي
(يقصد به كونفوشيس)"
و"إياك والنظر
إلى القبائح
والاستماع
إلى الأباطيل
والتكلم بالفضائح
وممارستها"
.. الخ. وأما في
عهد أسرة تشينغ
(1644-1911م) فقد اضطرت
المساجد الصينية
إلى احتواء
ألواح كتب عليها
"عاش الإمبراطور
الحالي، عاش،
عاش!" ولذلك
فقد رأى عدد
من المستشرقين
أن الإسلام
في الصين قد
"تكنفش". وفي
الحقيقة أن
هذا الاستنتاج
عار من الصحة
إذ أن الصبغات
التي فرضت على
المساجد آنذاك
كانت نتيجة
ضغوط سياسية
ليس الا.
ولما
انتصرت ثورة
1911 برئاسة الدكتور
صون يات صن أخذت
الوهابية تنتشر
وسط المسلمين
الصينيين بجهود
الحاج البستاني
(لقب الإمام
ما وان فو الذي
ولد في قرية
قويان ¨C بمعنى
"البستان". وحين
أدى فريضة الحج
التصق به لقب
"الحاج البستاني")،
ومن هنا زالت
الصبغات الكونفوشية
عن المساجد
إلى حد كبير،
وطرأت تغيرات
كبرى على ملامحها.
وأول
ما اختفى من
المساجد بين
عشية وضحاها
ألواح الهتاف
بحياة الإمبراطور.
أما الألواح
المميزة بالصبغات
الكونفوشية
في المساجد
فقد أزيلت من
مواقعها على
الأغلب. وفي
الوقت ذاته
بادر المسلمون
في المناطق
المتأثرة تأثرا
عميقا بأفكار
الحاج البستاني
الداعية إلى
"اتباع الكتاب
والسنة ونبذ
العادات السخيفة"
إلى إزالة صور
الحيوانات
والطيور من
المساجد أو
نقلها إلى أماكن
أخرى. ولكن معظم
المسلمين لم
يحذوا حذوهم
في هذا الأمر
رغبة منهم في
الحفاظ على
كمال مباني
المساجد. ومع
ذلك فإن المساجد
التي بنيت بعد
ثورة 1911 قليلا
ما ترى فيها
صور الحيوانات
والطيور. ومن
أجل إبراز ميزات
الإسلام أخذت
علامة الهلال
تزداد ظهورا
على مباني المساجد.
وجدير بالذكر
أن الكثير من
المساجد المبنية
حديثا صارت
خليطا من الأسلوب
المعماري الصيني
ونظيره الإسلامي.
وكان مسجد تيانتشياو
ببكين ومسجد
تونغتشين بنينغشيا
من هذا القبيل.
وبعد استعمال
الإسمنت في
البناء المعماري
على نطاق واسع
لم تعد المباني
العامة في الصين
تشيد على الأسلوب
المعماري الصيني
التقليدي على
وجه العموم.
وفي ظل ذلك شهدت
الصين عددا
كبيرا من المساجد
الإسمنتية
التركيب والمميزة
بالأسلوب المعماري
الإسلامي. ومن
أشهرها جامع
نانقوان في
مدينة ينتشوان
ومسجد شاديان
الغربي بمقاطعة
يوننان ومسجد
جينتشو بمقاطعة
لياونينغ ومسجد
تابيه بمقاطعة
تايوان ومسجد
جيولونغ في
هونغ كونغ
|